تتجه مصر للاعتماد على المحاصيل الغذائية والبروتين الحيواني القادم من السودان في إطار اتفاقات التكامل الموقعة مؤخرًا بين مصر والسودان، ويقول د.محمد نوفل رئيس الإدارة المركزية للأراضي بمركز البحوث الزراعية سابقا، إن العلاقات المصرية السودانية قوية ومتشعبة خاصة في المجال الزراعي نظرًا للثروات التي تمتلكها السودان والخبرات والقدرات التى تمتلكها مصر. حيث تعمل وزارة الزراعة مع دولة السودان على أنها سلة غذاء الوطن العربي وأن التكامل بين مصر والسودان، يمكن أن يحقق هذه السلة لمصر والسودان والدول العربية، مشيرًا إلى أن مصر تسعى إلى ذلك من خلال الشركة المصرية السودانية للتكامل الزراعي.
وأضاف «نوفل» أن حجم صادرات مصر من الحاصلات الزراعية إلى السودان تقدر بحوالى ٢٥ مليون دولار، مشيرا إلى أن مصر لديها الموارد البشرية والخبرات الزراعية والسودان لديها ملايين الأفدنة والمياه التي تحقق التكامل الزراعي وسد الفجوة الغذائية بين البلدين من جهة والعالم العربى من جهة أخرى كما ان السودان لديه ميزة فى المحاصيل التى تعانى مصر فيها من الفجوة الغذائية كمحصول القمح وزيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى الاخيرة ستعطى دفعة لكل المشروعات المشتركة وتفعيلها.
واوضح نوفل إن من المشروعات المشتركة بين البلدين الشركة السودانية المصرية للتكامل الزراعى لدعم الأمن الغذائى بين البلدين، وتوفير المنتجات الغذائية للمناطق التى تعانى من ندرتها فى إطار تحقيق الأمن الغذائى لمصر والسودان ، مضيفا أن هناك اتفاقًا سابقًا بين البلدين على زراعة 100 ألف فدان كمرحلة أولى ضمن خطة طموحة للدولتين هدفها الوصول إلى مليون فدان .
وأوضح أن الخبراء المصريين ينفذون مجموعة سدود للأمطار والآبار الجوفية مؤكدا أن هناك مزارع بحثية زراعية مشتركة بين البلدين للإنتاج النباتى والحيوانى يشرف عليها خبراء وأساتذة من البحوث الزراعية ومعهد بحوث الإنتاج الحيواني.
وأشار إلى أن افتتاح معبر أرقين البرى الثانى بين البلدين فى عام ٢٠١٦ سهل كثيرًا من مهمة المصدرين والمستوردين فى البلدين مؤكدا أن مصر مؤهلة للاستثمار الزراعى بالسودان ودول حوض النيل، بسبب امتلاكها خبرات فى مجال الزراعة والمحاصيل الحقلية وزراعة المحاصيل عالية القيمة التصديرية واللوجستيات اللازمة للتصدير وخاصة فى الأراضى حديثة الاستصلاح، إضافة إلى وجود قطاع خاص قوى فى الاستثمار الزراعى والتصنيع الزراعي.
واضاف د.احمد محمد بمركز البحوث الزراعية سابقا أن مصر تصدر كميات كبيرة من الحاصلات الزراعية والفواكة الطازجة والمصنعه إلى السودان باكثر من ٢٥ مليون دولار وتستورد من السودان كميات كبيره من اللحوم الحية والمجمدة من الابقار والاغنام والجمال نظرا لما تملكه من مراعى طبيعية.
وطالب الخبير الزراعى الحكومة المصرية بالاهتمام بالاستثمار فى السودان لوجود اكثر من ٢٠٠مليون فدان من الأراضى الخصبة يمكن استغلال مساحات كبيرة منها لزراعتها هناك والإسراع فى التقدم لهذه الخطوة لأن بعض الدول العربية اتجهت بالفعل وبدأت العمل فى زراعة بعض الأراضى فى السودان.
وأضاف: اننا نزرع اكثر من ٣ ملايين فدان من القمح، ولتحقيق الاكتفاء الذاتى نحتاج زراعة اكثر من ٤ ملايين فدان وبالتالى نحتاج مساحة كبيرة من الأراضى لزراعتها وتوفير حصة من المياه، وحل هذه المعادلة يكمن فى الاستثمار الزراعى فى السودان، خاصة أنها توجد بها مساحة شاسعة من الأراضى الصالحة للزراعة قرابة ٢٠٠ مليون فدان منها أكثر من ٢٠ مليون فدان تزرع بمياه الأمطار و٥ ملايين فدان تروى بمياه النيل والباقى معطل.