span style="font-family:" times="" new="" roman",serif"="" رد مركز الأزهر العالمي للفتوى، على واقعة ظهور أحد الأشخاص يتلو أجزاء من الفاتحة على أنغام المزمار والطبل البلدي. span style="font-family:" times="" new="" roman",serif"="" وقال «الأزهر» في بيان نشره عبر الصفحة الرسمية على موقع «فيسبوك»، إن القرآن الكريم هو كلامُ الله المعجز، المنزل على النّبي صلى الله عليه وسلم، المكتوبِ في المصاحفِ، المنقول بالتّواتر، المتعبد بتلاوته، وإن مقتضى كونه متعبدًا بتلاوته: أي على الوجه الّذي تلقيناهُ من النبي صلى الله عليه وسلم .
span style="font-family:" times="" new="" roman",serif"="" وأضاف الأزهر في بيانه، أن الله -سبحانه وتعالى- لما أمر نبيه محمد – صلى الله عليه وسلم – بتلاوة القرآن، أمره بترتيله فقال تعالى: «وَرَتِّلِ القُرْآنَ تَرْتِيلاً«
span style="font-family:" times="" new="" roman",serif"="" وقال الإمام الرّازي رحمه الله: «أمرهُ بترتيل القرآن حتّى يتمكَّن الخاطر من التّأمل في حقائقِ الآياتِ ، فظهر أن المقصود من التّرتيل إنّما هو حضورُ القلب».
span style="font-family:" times="" new="" roman",serif"="" وحثّ النّبي –صلى الله عليه وسلم – على ترتيل القرآن وتحسين الصوت به، فقال : «مَا أَذِنَ الله لِشيءٍ مَا أَذنَ لِنَبِيٍّ حَسَنِ الصَّوتِ، يَتَغَنّى بِالقُرآنِ، يَجْهَرُ بِهِ» span style="font-family:" times="" new="" roman",serif"="" وورد وعن أبي موسى الأشعري –رضي الله عنه – قال: قال ليَ رسول الله – صلّى الله عليه وسلم - : «لَو رَأَيْتَنِي وَأَنَا أَسْمَعُ قِرَاءَتَكَ البَارِحَةَ، لَقَدْ أُوتِيتَ مِزْمَارًا مِنْ مَزَامِيرِ آلِ دَاوُد»، فقال أبو موسى: «لَوْ عَلِمتُ لَحَبّرْتُهُ لَكَ تَحْبِيرًا».
span style="font-family:" times="" new="" roman",serif"="" واستخلص مركز الأزهر من هذا أنّ تحسين الصوتِ بالقرآنِ مطلوبٌ، وقد حكى الإمام النّووي وغيره الإجماع على استحبابِ تحسين الصوت بالقرآن، وضبط العلماء تحسين الصوت بالقراءة بما لا يخرج التلاوة عن وضعها الصحيح، نأيًا بالقرآن من التشبه بالأغاني التي يقصد بها الطرب.
span style="font-family:" times="" new="" roman",serif"="" وأوضحت أنه ليس من التّغني المشروع بالقرآن ما تداولته وسائل التواصل الاجتماعي من مقطع لتلاوة القرآن الكريم على ألحان الموسيقى؛ بل إن هذا الفعل محرمٌ شرعًا، وسماع القرآن بهذه الصورة خروج بالعبادةِ عن صورتها المشروعة، وامتهان للقرآن الكريم، ومنافاة لحرمته، وصرف له عن معناه الذي جاء له من الخشوع والتفهم والهداية والإرشاد، بجعله وسيلة للتبذل والطّرب، مما يتعارض مع وقارِ القرآن وجلاله.
span style="font-family:" times="" new="" roman",serif"="" وقاوم الأزهر الشريف مظاهر الغلو والتّطرف، يسوءه هذا التفريط الّذي يؤول إلى الانحراف بالشرائع عن مقصودها ويؤدي إلى ضياع الدّين.
span style="font-family:" times="" new="" roman",serif"="" ويشدد الأزهر على أن مثل هذه التّصرفات غير المسؤولة دافعها إما جهلٌ مطبقٌ وإما نوايا خبيثة، وهي في كلا الحالين تغيير للدّين، وخروجٌ عن الصراط المستقيم، ويهيب الأزهر بالمسلمين تعلم وأداء العبادات على وجهها الصحيح، وتعظيم شعائر الله؛ وقال تعالى: «ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ ».
span style="font-family:" times="" new="" roman",serif"="" واضاف أنه لا شك أن آيات القرآن الكريم من أعظم شعائر الله الواجب على المسلمين تعظيمها بتقديسها واحترامها والتأدب عند سماعها كما قال تعالى: « وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ«.