مؤخرًا أعلنت وزارة الإسكان، اعتزام الحكومة إنشاء 16 مدينة جديدة ذكية من مدن الجيل الرابع، في قفزة جديدة تفتح بها مصر أبواب ما يعرف بعالم «الاقتصاد الذكي»، وتحقيق التنمية المجتمعية المستدامة بمفهومها الشامل. وكثير منا قد لا يعرف الأسس التي يتم عليها إنشاء المدن الذكية، والجدوى الاقتصادية من ذلك بل وقد يكون مصطلح " المدن الذكية "، أو "مدن الجيل الرابع"، جديدا إلى حد كبير على مسامع الكثيرين، وفي العرض التالي، نبرز أهم الملامح التي تتصف بها المدن الذكية، والتي بات واضحًا أنها ستحتل صدارة قطاع العقارات في المستقبل القريب، خاصة وأن تلك المدن تحقق زيادة في استثمارات رأس المال البشري والاجتماعي والبنية التحتية، كما تعتمد على التنمية الاقتصادية المستدامة والجودة العالية لحياة المواطنين، مع الإدارة الحكيمة للموارد الطبيعية.
وفيما يلي نستعرض أهم ملامح المدن الذكية، وجدوى إقامتها، وأشهر تلك المدن حول العالم ..
الإدارة و الربط الذكي تعتمد المدن الذكية بشكل أساسي على حلول تكنولوجية مبتكرة في كل مناحي الحياة داخل تلك المدن، بهدف تحسين مستوى الحياة والخدمات التي يتلقاها القاطنون والزوار، فهي تستخدم تقنيات إنترنت الأشياء (Internet Of Things -IOT)، لربط المكونات المختلفة وتشكيل شبكة ذكية، لتجميع البيانات، حول شبكات الكهرباء والإضاءة والمياه والتدفئة والمواصلات والاتصالات ، كما يمكن استخدام تلك التقنية الجديدة الشمولية لإدارة مؤسسة كبيرة داخل المدن، من خلال تطبيق طرق التحكم الآني بواسطة وسائل ذكية ، مثل كاميرات ، محسات ، وشبكات اتصال ، وتجميع معلوماتها وإدارة تلك المعلومات من مركز يجمع المعلومات ، ويتصرف فيها بحسب الأوضاع الآنية والاحتياجات.
الاقتصاد الذكي وحول الجدوى الاقتصادية من إنشاء مدن ذكية، فهي توجد بيئة اقتصادية جديدة تعرف ب«الاقتصاد الذكي»، الذي يتميز بزيادة الإنتاجية عن طريق ترابط بين المشاركين على المستوى المحلي والقومي والدولي، ويميزها "روح المستثمر" الذي ينبع منها أفكار جديدة تخدم المستقبل ، وتلعب قدرة الفرد في الاقتصاد الذكي دورا أساسيا ، وقدر كل معرفة يعرفها الفرد المشارك، تلك المعرفة تنتقل عن طريق شبكة اتصال بين العاملين باستمرار ، يحصل عليها العامل ويطورها ويعطيها للآخرين بحيث تزداد الإنتاجية. وترتبط فكرة الاقتصاد الذكي غالبا بفكرتي "روح الابتكار" و "مجتمع المعرفة"، لفمثلا في بلاد مثل كوريا الجنوبية وفي الإمارات العربية المتحدة ، يترابط مشاركون اقتصاديون في إطار مشروع مدينة ذكية بغرض تسويق منتجاتهم وخدماتهم، وتترابط المدن مع بعضها البعض خلال سنوات بأحد الموردين لتك الخدمات، كما يميز المدينة الذكية نوع معين المجتمع المدني، فالسكان "كسكان أذكياء" من المفترض أن يكونوا مبتكرين ، ويتمتعون بالمرونة ، مع تعدد ثقافاتهم وتربطهم شبكة اتصالات، خاصة وأن المدينة الذكية تعتمد على مشاركتها مع المواطنين بغرض تحسين حياة السكان عن طريق وسائل تقنية مستحدثة ، بحيث أن يضيف السكان بوسائلهم إلى إدارة المدينة.
الاستدامة وأهم ما ترتكز عليه فكرة إنشاء مدن ذكية هو تحقيق الاستدامة، وتعتمد فكرة المدينة المستدامة قبل كل شيء على رؤية بيئية واقتصادية وثقافة اجتماعية، ومن الممكن أن يكون الهدف من المدينة المستدامة، واستدامة تطوير المدينة والإدارة المدنية هو استدامة استغلال الموارد الطبيعية المتجددة والتقليل من استهلاك الموارد الطبيعية الموجودة بكميات محدودة (هذا هو القسم المتعلق بالبيئة) ؛ مع تطبيق كامل قدر الإمكان لاقتصاد الدورة المغلقة ، وخفض كثافة النقل واستدامة الاقتصاد (وهذا هو القسم المتعلق بالاقتصاد)؛ والاندماج المجتمعي في المدينة ، الاشتراك في تحمل المسؤولية والمشاركة الديموقراطية للسكان (وهذا هو الجانب الاجتماعي-الثقافي). أما في حالة المواد الغذائية ينظر إلى استغلال اسطح المباني للزراعة وزراعة الشرفات وتجري تجارب في هذا المضمار . وعن طريق الانتاج المحلي يمكن خفض استهلاك الطاقة ، وليس هذا فقط بل أن هذا يوجه الفكر أيضا إلى العناية بتلك المنتجات ، الاستفادة منها وعدم الانتظار حتى تفسد وتلقى كنفايات.
الانتقال الذكي يعد مبدأ الانتقال الذكي هو الاستهلاك الكفء للطاقة ، ويتضمن خفض الانبعاثات الضار بالبيئة ، وأن تكون وسائل المواصلات أمنة ومنخفضة التكاليف، وتطور الشبكة التحتية عن طريق تطوير تقنيات المعلومات والاتصالات، فمثلا تساعد تقنية المعلومات والاتصالات في مراقبة المرور بواسطة كاميرات وضبط سيرها وتعريف الركاب عن طريق الهاتف المحمول بإمكانيات اللجوء إلى طرق أخرى في حالة تعطل طريق أو ازدحامه، وكذلك بالنسبة لوسائل النقل العام فقد دخلت في تنظيمها أنظمة النتقال الذكي.
أكثر 10 مدن ذكاءً في العالم وبحسب التقرير الرسمي الخاص بالمؤشر والذي صدر لعام 2016-2017 فإن المدن العشر الأكثر تقدماً في مجال تطبيق أو تخطيط مبادرات وتطبيقات المدن الذكية هي، مدينة لندن عاصمة المملكة المتحدة؛ مدينة نيويورك ضمن ولاية نيويورك في الولاياتالمتحدة الأميركية، ومدينة طوكيو عاصمة اليابان؛ ومدينة سان فرانسيسكو ضمن ولاية كاليفورنيا في الولاياتالمتحدة الأميركية؛ ومدينة بوسطن ضمن ولاية ماساتشوستس في الولاياتالمتحدة الأميركية؛ ومدينة لوس أنجلوس ضمن ولاية كاليفورنيا في الولاياتالمتحدة الأميركية؛ ومدينة سنغافورة عاصمة سنغافورة؛ ومدينة تورنتو في كندا؛ ومدينة باريس عاصمة فرنسا؛ و مدينة فيينا عاصمة النمسا.