• «المعلم».. مفتاح السر في انتشار الباعة الأطفال بالقطارات • بائعة: لدينا حيل للتخفي من الشرطة.. و«قوانين» سارية بين زملاء المهنة • شرطة النقل: حملات يومية للتصدي للظاهرة.. و«المترو»: العقوبة غير رادعة مع الثواني الأولى من إعلان أجراء التنبيه بإغلاق أبواب المترو.. تتحول طرقات عربات القطارات إلى «سوق متحرك» لبيع البضائع والنداء عليها لإغراء الركاب بشرائها وأحيانًا فرضها عليهم بالقوة.. حيث يجدون كيس حلوى أو عبوة مناديل أو قطعة إكسسوار أو قطعة شيكولاتة بين أيديهم.. وتتحول العربة في ثوان إلى «معرض» تنتهي مدته باقتراب المحطة التالية، حيث يقوم البائع بلم البضاعة والعودة إلى صفوف الركاب ثم الاستعداد لاستقلال العربات التالية. ظاهرة انتشار الباعة والمتسولين بمترو الأنفاق تفاقمت بشكل ملحوظ، وعلى الرغم من الحملات الأمنية للسيطرة عليها، إلا أن أعدادهم في زيادة مستمرة لا تتوقف. وعلى مدار أيام متتالية رصدت «بوابة أخبار اليوم» عالم الباعة المتجولين بمترو الأنفاق، حيث تبين أن هناك عالم كبير خفي وراء هذه الظاهرة، وأن هناك «مافيا» تسعى للحصول على الأطفال المشردين أو اليتامى أو الفقراء لتدريبهم على البيع بالمترو نظير مبلغ مالي معين، وهذا ما أكده أحد الأطفال الذين يقومون ببيع الحلويات داخل العربات، وعند سؤاله: «بتشتغل مع مين؟.. أجاب: مع المعلم!». «قانون المعلم» «المعلم» هو مفتاح السر وحل اللغز.. فهى الكلمة الرمزية للشخص الذي يقوم بتمويل الباعة الجائلين وتزويدهم بالبضائع والمنتجات ليقوموا بعرضها على الركاب وبيعها.. وفي نهاية اليوم يحصلون على نسبة معينة من الربح وفق الكمية التي قاموا ببيعها. ومن خلال المعلومات التي حصلنا عليها من عدد من الباعة الجائلين في المترو.. تبين أن هناك أكثر من «معلم» في عدة مناطق يقوم كل منهم بالتواصل مع الأهالي غير القادرين على تحمل عبء الحياة ومسؤولية تربية أبناءهم، على إرسالهم له ليبدأ في تدريبهم على عمليات البيع والشراء..وهذه هي قوانين «الأطفال الباعة». «البيع الحر»
على متن عربات المترو حيث لا رقابة من أي نوع على البضائع من الصعب بل من المستحيل أن تجد منتجًا أصليًا واحدًا وإنما عشرات النسخ المقلدة من كل السلع بدءًا من مستحضرات التجميل، وصولاً إلى السماعات التي تحمل شعارات مقلدة للماركات العالمية مع تغيير طفيف في الاسم، وأيضا المواد الغذائية وحلويات الأطفال والتي تحمل أغلفة بالألوان نفسها للمنتجات الشهيرة مع تغيير طفيف في الشعار.. إحدى البائعات أكدت أنها تعمل بصورة حرة بدون أي مسؤول عن عملية بيعها، وأن «قانون المعلم» سائد على الأطفال فقط، وأغلب الباعة من الشباب وكبار السن لا يخضعون له. وأضافت أن لديها حيلة لتفادي وقوعها في يد رجال الشرطة، حيث تقوم بعمليات البيع أثناء سير القطار وعند توقفه في المحطات تختبئ بجلوسها وسط الركاب. «القانون يحكم» وتابعت: «هناك العديد من القوانين بين باعة المترو.. منها أنه لا يمكن أن يقوم أي بائع بعرض سلعته بعد صعود بائع أخر، فيجب على البائع الصاعد للمترو مؤخرا أن ينتظر زميله حتى ينتهي من عرض سلعته على الركاب وبعد أن ينتهي، يبدأ هو في عرض سلعته، وهو نفس القانون الذي ينظم عمليات التسول بين الركاب. ورصدت عدسة «بوابة أخبار اليوم» تواجد بائعين رجال داخل العربات المخصصة للسيدات، مما يؤدي لاستياء الكثير من السيدات والذي يصل إلى حد الشجار أحيانا، ورغم ذلك يتجاهل الباعة الرجال كلمات السيدات الرافضة لتواجدهم ويستمروا في ممارسة عملهم. «حملات مستمرة» من جهته قال اللواء قاسم حسين، مدير الإدارة العامة لشرطة النقل والمواصلات، إنه تنفيذا لتوجيهات وزير الداخلية اللواء مجدي عبد الغفار، لتحقيق الأمن الشامل لجميع المواطنين وتأمين جميع المنشآت والمرافق العامة وخاصة وسائل النقل والمواصلات، تقوم إدارة النقل والمواصلات بشن حملات يومية بمحطات القطارات والمترو المختلفة، لضبط الخارجين عن القانون. وأكد مدير الإدارة العامة لشرطة النقل والمواصلات، في تصريحات خاصة ل«بوابة أخبار اليوم»، أن شرطة النقل والمواصلات تتصدى للباعة والمتسولين بحملات يومية، ويتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ضدهم، وعمل المحاضر اللازمة، وعرضهم على النيابة المختصة. «عقوبة غير رادعة» وقال أحمد عبدالهادي المتحدث الرسمي باسم مترو الأنفاق، إن هناك حملات أمنية مكثفة بالتعاون مع شرطة النقل والمواصلات لضبط الباعة والقضاء على هذه الظاهرة. وأضاف عبدالهادي – في تصريحات صحفية- أن شركة إدارة تشغيل وصيانة مترو الأنفاق رفعت قيمة المخالفة للبائع المتجول من 15 جنيهًا إلى 50 جنيهًا وللمتسول إلى 100 جنيهًا، ولهذا يلجأ المتسولين إلى حمل علب مناديل والتسول بها كى تطبق عليهم غرامة البائع وليس المتسول. وتابع: «رغم رفع الغرامة إلا أننا نرى أنها عقوبة غير رادعة لذلك تم دراسة إصدار قرار بمصادرة البضائع التي يتم ضبطها داخل القطارات بدلاً من الاكتفاء بالغرامة، ثم تسجيلها في دفتر الوارد بقسم الشرطة في المحطة ثم تسليمها لشرطة المرافق بأقرب حي للمحطة. وأوضح أن الحملات الأمنية تقوم بضبط العديد من الباعة الجائلين داخل المترو ولكنهم يسددوا الغرامة ثم يعودوا لمزاولة نفس النشاط مرة أخرى في عربات المترو لأن الغرامة في النهاية أقل من قيمة إيجار كشك أو محل بالتالي مصادرة البضائع ستكون رادعة لهم أكثر.