يفتتح د.خالد العناني وزير الآثار صباح غد السبت 17 فبراير، أعمال تطوير متحف «مسلة المطرية المفتوح» بمنطقة المطرية. بدأ مشروع تطوير «متحف المسلة» المفتوح منذ 2010، وقام خالد العناني وزير الآثار بإزالة جميع المعوقات لافتتاحه، حيث كانت تشهد المنطقة موقفا للميكروباص أمام المنطقة، بالإضافة للباعة الجائلين، وتم تركيب 8 كاميرات بالمتحف لاكتمال العملية التأمينية، وذلك بالتعاون مع حي المطرية، لإخلاء المكان المحيط بمسلة المطرية، من الباعة وموقف السيارات، حتى تستطيع الوزارة فتح المسلة أمام الزوار. تقع المسلة في الشمال الشرقي لمدينة القاهرة وهى شامخة في موقعها القديم ، الذي كانت تقوم عليه مدينة «أون» الفرعونية، والتي ذكرت في التوراه، وأطلق عليها الإغريق اسم «هليوبليس» أي «مدينة الشمس»، وهذا الموقع كان جزء من معابد الشمس المعروفة، خاصة في عهد الدولة الوسطى، والتي ارتبطت بوجود المسلات، لعلاقتها بعبادة الشمس، وهي الأثر الباقي والظاهر من معلم هذه المدينة. يروي د.مجدي شاكر كبير أثارين وزارة الآثار ل«بوابة أخبار اليوم» قصة «مسلة المطرية»، قبل افتتاح وزير الآثار لها غداً، حيث قال :" كانت هليوبوليس "عين شمس" مركز لعبادة إله الشمس «آتوم رع»، وكان اعتقاد المصريين القدماء أن أتوم هو أصل الحياة وخالق البشر، وأنة خلق نفسه من نفسه، وكانت هذه المدينة مقرا لجامعة اشتهر كهنتها بأنهم أكثر الناس علماً في مصر القديمة، وهم الذين نظموا الديانة المصرية القديمة على أحسن ما وصلت إليه حيث ينسب لهذه المدينة أول نظرية للخلق". وأضاف شاكر :" كان لهم باع طويل في علم الفلك وكان لهم الفضل في التواصل لأول تقويم سارت عليه كل التقاويم فيما بعد، ولذا فإن هليوبوليس هي أول من قامت بنحت المسلات وتنصيبها في معبد الإله رع، المتمثل في قرص الشمس، وكان ذلك في عهد الأسرة الخامسة، وكانت ترمز لمعبود المنطقة رع إله الشمس، وأسماها العرب بالمسلة لأنها تشبه أبرة الخياطة الكبيرة". وأوضح شاكر أن المسلة عبارة عن قطعة مربعة من حجر الجرانيت الوردي من محاجر أسوان، ويقدر ارتفاعها حوالي 4.20 متراً، وتزن 121 طناً ،وعرض أوجه المسلة عند القاعدة يقدر حوالي 84.1 مترا، ومن طرفها الأعلى حوالي 17.1 متراً، ونجد ثلاثة من أوجه المسلة عليها كتابات هيروغليفية رتبت بنفس الطريقة، أما الوجه الرابع فيه بعض الاختلافات البسيطة والكتابات الهيروغليفية، تتجه نفس الاتجاه على وجهين، ولا تنتهي بنفس الطول نحو القاعدة، والكتابة الهيروغليفية سليمة في الأعلى، وتالفة في الوسط نتيجة الرياح المحملة برمال الصحراء". وحسب قول «استرابون» ربما تلفت نتيجة للحريق الذي أضرمه «قمبيز»، حيث أتلف عدداً كبيراً من المسلات، وتم العثور على عدد كبير من المسلات في عين شمس، أغلبها نقلها الأباطرة المختلفون إلى روما، وتزين حالياً أقدم عاصمة في العالم. وأقام هذه المسلة «سنوسرت الأول» - أحد ملوك الأسرة الثانية عشرة ( 1940 قبل الميلاد)، والذي حكم مصر لمدة 45 عاما، وفى مناسبة احتفاله بيوبيله الملكي، وكان يحتفل به الملوك كل ثلاثين عاما، وهناك ملوكا احتفلوا به أقل من ذلك، وكان يعتبر هذا العيد بمثابة حدث ديني وسياسي واجتماعي هام. وكانت المنطقة تزخر بالمسلات التي نحتت من قطعة واحدة والتي نقلت خارج مصر، ولكن مسلة «سنوسرت الأول» مازالت تطل على نفس المكان الذي أقيمت فيه منذ حوالي 4 آلاف عاماً. وتحتوى المسلة على العديد من النقوش الهيروغليفية التي تسجل اسم الملك ومناسبة أقامتها، وعلى كل وجه من أوجه المسلة عمود من النقش لا يختلف عن الأوجه الأربعة، وعرفت بعض المسلات الأخرى في هذه المنطقة مثل مسلة الملك تيتي من الأسرة السادسة، وهى من أقدم المسلات التي عثر عليها، ومسلتي تحتمس الثالث من الأسرة 18 وهما في روما ولندن الآن. وأوضح شاكر أيضاً ترجمة لما هو منحوت على مسلة «سنوسرت الأول» قائلاً :" حورس المولود من الحياة ملك مصر العليا ومصر السفلى - ابن رع سنوسرت محبوب أرواح أون "عين شمس "- معطى الحياة إلى الأبد - حورس الذهبي المولود من الحياة - الإله الجميل - هو أقام هذه المسلة في اليوم الأول لاحتفال ال "حب سد" - معطي الحياة يعيش إلى الأبد". وأسفلها خرطوش يحوى القاب الملك وأسماءه الخمسة.. «الاسم الحوري» المنتمى إلى السيدتين واجت شمالا ونخبت جنوبا الوليد الحي. «الاسم النبتي» حورس المنتصر على إقليم نوبت الخاص بالمعبود ست. «الاسم الذهبي» الوليد الحي - ملك مصر العليا والسفلى الوجه البحري والقبلي فليشرق قرين رع . «اسم التتويج» ابن رع "الشمس" سان وسرت " رجل المعبودة وسرت. «اسم الميلاد للملك السا رع» المعبود الطيب سيد التيجان "الإشراقات" سيد الشعائر "كل الأحداث والأفعال" فليعطى له" فليمنح كل الحياة والثبات والسلطة مثل المعبود رع إلى الأبد". وبجانب المسلة بعض العناصر المعمارية التي تم الكشف عنها أثناء الحفائر، أو حفر أساسات بعض منازل المواطنين، أو إقامة المشروعات القومية، فهناك مجموعة من اللوحات والأبواب الوهمية وكتل حجرية منقوشة وأجزاء من تماثيل، وبعض الأعمدة من جامع كانت في جامع التركمان في منطقة «كلوت بك».