عندما كانت شعوب العالم تعيش فى الغابات وفوق الأشجار وفى داخل الكهوف فى أوروبا؛ كان هناك شعب وصل في العلم مبلغه ، يملك نظاما تعليميا ساد به الدنيا كلها، فكيف كان التعليم فى مصر القديمة، كان الأمر يتم بالتوارث، فهو الشائع في مصر القديمة، خاصة تعلم الحرف والصناعات، التي كانت تورث من الآباء إلى الأبناء ثم الأحفاد، وهو تعليم مهني لا يشترط فيه تعلم الكتابة. يقول مجدى شاكر كبير الأثاريين، ل"بوابة اخبار اليوم " ، أن أولاد الملوك والأمراء والنبلاء كانوا يدرسون في مدارس ملحقة بالقصر الملكي، يتعلمون فيها من الصبا للكبر، القراءة والكتابة وعلوم الدين والأدب والطب والرياضيات والفلك، وما يرغبون من العلوم الأخرى. وأكد شاكر ، أن الكهنة يعلمون أبناء الأسر الغنية مبادئ العلوم، فى مدارس ملحقة بالمعابد، وتم العثور فى مدرسة ملحقة بمعبد الرمسيوم على كثير من الشقفات من الحجر الجيري، عليه تمارين للطلاب، سواء فى تعلم الكتابة أو الحساب أو الرسم، وكان على كثير منها اصلاحات المدرسين لأخطاء تلاميذهم، أما أولاد الطبقة الدنيا فكانوا يتلقون مبادئ العلوم فى أماكن مفتوحة، أو حجرا ت بسيطة، أشبه بالكتاتيب ثم يلتحقون بالعمل مع آبائهم . وأضاف شاكر ، أن دور المدرسة تخريج كتبة للقيام بأعمال الدولة الأدارية، وكان المعلمون يشجعون الطلاب على الالتحاق بالتعليم، فيقول (أفرغ قلبك للعلم، وأحبه كما تحب أمك، فلا شئ فى العالم يعدل العلم فى قيمته)، وكذلك (أن من سوء الحظ أن يكون الأنسان جنديا، وإن حرث الأرض لعمل ممل، أما السعادة فلا تكون اإا فى توجيه القلب الى الكتب، فى النهار والقراءة فى الليل )، وأن يد الكاتب تكون ناعمة، وكان الصناع والموظفون يرسلون أولادهم ليتتلمذوا على يد الأساتذة. وأشار شاكر ، أنه كان بالمصالح والإدارات مدارس ملحقة خاصة بالدولة، لتعلم شؤون هذه الإدارات، وهناك المدارس الملحقة بالجيش لتعلم العلوم العسكرية، بما فيها من تدريبات على فنون القتال واستعمال السلاح. وأوضح شاكر ، أن هناك مدارس التعليم العام، تتضمن مناهج عامة فى اللغة المصرية وآدابها والرياضات وغيرها، وكان التعليم المدرسي في الغالب مقتصراً على من هم مزمع تعيينهم كهنة أو في مناصب إدارية مدنية، بدون تمييز بين البنين والبنات، حتى حصلت المرأة المتعلمة على العديد من المناصب المهمة، وشغلت مناصب رفيعة في الدولة. وأوضح شاكر ، أن هناك مدارس للتعليم الدينى داخل المعابد، لتعلم العلوم الدينية وتخريج طبقة الكهنة والسحرة، وكانت تشمل بنين وبنات، أما الجامعات الكبرى فهى مراكز ثقافية كبيرة كانت فى المدن الكبرى، مثل أون ومنف وابيدوس وتسمى «بر عنخ» أو بيت الحياة، وهو اسم أول مدرسة ومكتبة في تاريخ الإنسانية ، وكانت جامعة لتعلم العلوم الدينية والطب والرياضيات والفلك والجغرافيا وأكاديمية للفنون.ويلحق بها مكتبة كبرى ويأتي للتعلم بها طلاب من كل مكان وحتى من خارج مصر أما أدوات الكتابة فكانت عبارة عن كسر شقفات من الحجر الجيري، ولا يسمح بورق البردى إلا فى المدارس العليا وللطلاب الكبار، وذلك لغلو سعره، ومادة الكتابة عبارة عن صناج (مخلفات النار مع صمغ نباتى ومزجهما بالماء على لوح خشبى، وكان القلم يصنع من نبات الغاب، ويتم تهذيب طرفه ليكون مثل سن القلم، ولكل ماسبق يؤكد أنه كان هناك تعليما جيدا، أخرج لنا علماء جعلوا بلادهم الأكثر تقدما، فى كل المجالات فى الهندسة والعمارة والفلك والتحنيط.