تعقد دار الإفتاء المصرية دورات لإعداد المفتيين، لاختيار عدد منهم مؤهلين لإطلاق الفتاوى، وخاصة بعد الفتاوى الأخيرة التي أثارت جدل كبير في المجتمع. السبب وراء إعداد المفتيين: خلال الفترة الماضية ظهرت بعض الأمور التي أوجبت على دار الإفتاء عقد دورات لتدريب المفتين، ومنها: «تحريم الحلال، وتحليل الحرام، وبروز القول بالتكفير بالمعصية، واستحلال دماء الناس، وتشويه صورة الإسلام، والتنفير منه، وحصول الفُرقة في المجتمعات الإسلامية، وزعزعة الأمن والاستقرار، وإشغال الأمة عما هو أهم وأصلح لها، وظهور الريبة والشكوك بين أفراد المجتمع والعلماء، وإضعاف جهات الفَتْوَى المعتبرة، والتسبب في عدم الثقة بها لدى بعض الناس، والنَّيل من العلماء الموثوق بعلمهم». الشروط السلبية للمفتي «لا يجب توافرها»: وأوضحت «الإفتاء» من خلال موقعها أن هناك شروط سلبية لا يجب توافرها، وهي: - لا يشترط في المفتي الذكورية إجماعًا، فتصح فتيا المرأة. - لا يشترط في المفتي الحرية، فتصح فتيا العبد. - لا يشترط النطق اتفاقًا، فتصح فتيا الأخرس ويفتي بالكتابة أو بالإشارة المفهمة. - لا يشترط البصر، اتفاقًا فتصح فتيا الأعمى، وصرح به المالكية، أما السمع، فقد قال بعض الحنفية: إنه شرط فلا تصح فتيا الأصم وهو من لا يسمع أصلا، وقال ابن عابدين: لا شك أنه إذا كتب له السؤال وأجاب عنه جاز العمل بفتواه، إلا أنه لا ينبغي أن يُنَصَّب للفتوى؛ لأنه لا يمكن كل أحد أن يكتب له، ولم يذكر هذا الشرط غيرهم. الشروط الواجب توافرها: - الإسلام: فلا تصح فتيا غير المسلمين. - ا لعقل: فلا تصح فتيا المجنون. - البلوغ: وهو أن يبلغ من يفتي الحُلمَ من الرجال، والمحيض من النساء، أو يبلغ خمسة عشر عامًا أيهما أقرب؛ لأنه لا تصح فتيا الصغير والصغيرة. - العلم: الإفتاء بغير علم حرام؛ لأنه يتضمن الكذب على الله تعالى ورسوله، ويتضمن إضلال الناس، وهو من الكبائر. - التخصص : أن يكون من يتعرض للإفتاء درس الفقه والأصول وقواعد الفقه دراسةً مستفيضةً، وله دربة في ممارسة المسائل وإلمام بالواقع المعيش، ويفضل في العصر الحالي أن يكون نال الدراسات العليا من جامعات معتمدة في ذلك التخصص، وإن كان هذا الشرط هو مقتضى شرط العلم والاجتهاد، فإن العلم بالفقه والاجتهاد فيه يقتضي التخصص. - العدالة: من ليس بفاسق وليس مخروم المروءة، وخرم المروءة تعني الخروج عن عادات الناس فيما ينكر ويستهجن، كأن يسير في الطريق حافيًا مثلا، أو غير ذلك من السلوكيات التي تستهجن في المجتمع، فلا تصح فتيا الفاسق عند جمهور العلماء - الاجتهاد : بذل الجهد في استنباط الحكم الشرعي من الأدلة المعتبرة، وليس المقصود أن يبذل العالم جهدًا ملاحظًا قبل كل فتوى، وإنما المقصود بلوغ مرتبة الاجتهاد. - جودة القريحة: أن يكون كثير الإصابة، صحيح الاستنباط، وهذا يحتاج إلى حسن التصور للمسائل، وبقدر ما يستطيع المجتهد أن يتخيل المسائل بقدر ما يعلو اجتهاده، ويفوق أقرانه، فهو يشبه ما يعرف في دراسات علم النفس بالتصور المبدع، وهو علم ينبغي أن يضاف في أسسه إلى أصول الفقه، كونه وسيلة للاجتهاد. - الفطانة والتيقظ: يشترط أن يكون فطنًا متيقظًا ومنتبهًا بعيدًا عن الغفلة، بصيرًا بمكر الناس وخداعهم وأحوالهم، ولا ينبغي له أن يحسن الظن بهم، بل يكون حذرًا فَطِنًا فقيهًا بأحوال الناس وأمورهم، يؤازره فقهه في الشرع، وإن لم يكن كذلك زاغ وأزاغ.