span lang="AR-SA" style="font-family:" arial","sans-serif""="" دائمًا ما كان الدين والأخلاق حاجزًا وسدًا منيعًا أمام الرغبة في الانتحار ببلادنا العربية، ورغم ذلك تخبرنا الإحصائيات بأن نسبة الانتحار في تزايد مستمر. span lang="AR-SA" style="font-family:" arial","sans-serif""="" يسجل الجهاز المركزي للتعبئة والإحصائيات حدوث 3 آلاف حالة انتحار سنويًا، ونحو 66% من هذه المحاولات تأتي من الفئة العمرية التي تتراوح بين 15 و40 عامًا.
span lang="AR-SA" style="font-family:" arial","sans-serif""="" قد تدفع العاطفة إلى الانتحار؛ فعلى سبيل المثال، في شبرامنت، قام فريد شوقي حميدة، 16 عامًا، عامل، مقيم بدائرة المركز، إثر إصابته بتسمم من مبيد حشري، حيث أقدم على الانتحار لسوء حالته النفسية بسبب فشله في علاقة عاطفية بسيدة متزوجة بمنطقة سكنه، كان بينها وبين زوجها مشكلات، وعندما تم حلها وعادت له، لم يتحمل الصدمة وقام بالإنتحار.
span lang="AR-SA" style="font-family:" arial","sans-serif""="" رأي الطب النفسي span lang="AR-SA" style="font-family:" arial","sans-serif""="" من جانبه، قال د. محمد عبد الفتاح، المتخصص في علم النفس، إن الإحصائيات والبيانات المتوفرة تؤكد أن 90% تقريبًا من الأشخاص الذين يحاولون الانتحار يعانون من مشكلة نفسية أو أكثر، فالشخص الذي يقرر الانتحار، هو في الحقيقة يعاني من آلام نفسية حادة لا يقوى على تحملها، فيقرر وضع حد لحياته مهما كان الثمن، يجاهد بين قوتان متضادتان هما قوّة القاتل وضعف القتيل وألمه. span lang="AR-SA" style="font-family:" arial","sans-serif""="" وأضاف «عبد الفتاح» أن علماء النفس أكدوا أن المنتحر في لحظة الانتحار يعيش حالة واحدة من ثلاث حالات، تكون هي مصدر قوته، وتمكنه من الاستمرار والمضي قدمًا نحو حتفه، بخطوات صارمة وجادة دون ارتباك.
span lang="AR-SA" style="font-family:" arial","sans-serif""="" الحالة الأولى span lang="AR-SA" style="font-family:" arial","sans-serif""="" الانتقام؛ وفيها يوجه المنتحر عدوانه نحو شخص في مخيلته قد تسبب له في ألم معنوي، حيث يكون قتل الشخص لنفسه في هذه الحالة هو قتل للشخص الذي بداخله، فيوجه طعنته إلى ذلك الشخص عن طريق قتل نفسه.
span lang="AR-SA" style="font-family:" arial","sans-serif""="" الحالة الثانية span lang="AR-SA" style="font-family:" arial","sans-serif""="" الاستسلام؛ وفيها يكون المنتحر بلغ من اليأس أشده حتى تساوى عنده الموت والحياة، لم يعد هناك ما يجذبه للحياة يوما واحداً آخر، فقد انتهت كل أسبابه للحياة، وعطبت كل آماله، وهذه الحالة هي الأكثر انتشارًا في عالمنا العربي.
span lang="AR-SA" style="font-family:" arial","sans-serif""="" الحالة الثالثة والأخيرة span lang="AR-SA" style="font-family:" arial","sans-serif""="" العدوانية؛ حيث يقدم الشخص على الانتحار بدافع الرغبة في القتل، الرغبة في ممارسة العنف حتى لو كان تجاه نفسه.