بالصور .. التعامد الملكي بين العرش والميلاد الشمس في زيارتها الثانية لمعبد أبو سمبل بتتويج راس رمسيس الثاني شيرين الكردي قال مجدى شاكر كبير أثاريين وزارة الأثار، لبوابة أخبار اليوم ، أن اليوم الثانى والعشرين من شهر أكتوبر سيقام أحتفال كبير بمناسبة مرور مائتى عام على أكتشاف معبد أبو سمبل ويتواكب هذا الأحتفال مع تعامد الشمس على معبد أبو سمبل نرجو من خلالكم ألقاء الضوء على هذا الحدث العالمي. وأضاف شاكر، ان التعامد حدث هام وهو الأحتفال بمرور مائتى عام على أكتشاف وأزاحة الرمال عن أهم وأجمل معابد مصر وهو معبد أبو سمبل الكبير فى أحتفالية كبيرة كان قد طالب بها شباب أسوان فى مؤتمر الشباب الذى أقيم فى أسوان والذى شجعه السيد الرئيس ويتواكب هذا الحدث مع أختيار أسوان عاصمة للأقتصاد والثقافة الأفريقية . وأكد شاكر ، أن الحدث فريد ويتكرر مرتين سنويا من آلاف السنين وهو تعامد الشمس على قدس أقداس معبد أبو سمبل الكبير بهذه المناسبة نلقى الضوء على هذا المعبد وهذه الظاهرة. وأوضح شاكر، أن قرية أبو سمبل تقع فى أقصى الجنوب الغربى لمصر على الشاطئ الغربى لبحيرة السد العالي ٢٨٠ك م جنوبأسوان يروي شاكر لبوابة أخبار اليوم عن قصة معبدى أبوسمبل الذى بناهما الملك رمسيس الثانى ثالث ملوك الأسرة ١٩ والذى يعد من أعظم فراعنة مصر وكيف لا ، وهو صاحب أكبر وأضخم معابد وتماثيل فى مصر وصاحب أول معاهدة سلام فى التاريخ ومن أكثر الفراعنة حكما سبعة وستون عاماً ، واولادا أكثر من مائة ، وزوج الجميلة نفرتارى صاحبة أجمل مقبرة فى وادى الملكات والوحيدة التى بنى لها زوجها معبد كامل لها فقط بجوار معبده فى أبو سمبل. وقد أكتشف المعبد الرحالة السويسرى يوهان لودفيج بوكهارت عام ١٨١٣ ثم قام الأيطالى جيوفاني باتستا بلزونى بتنظيفه ووصل حتى قدس الأقداس عام ١٨١٧ م فى النوبة التى كانت موطنا لعبادة الكثير من الألهه طوال العصور الفرعونية والرومانية والمسيحية وأنشئ بها كثير من المعابد على جانبى النيل من دابود الى أدندان لأنها من الأماكن التى قدسها المصريون من أقدم العصور وحين بدأت مصر بناء السد العالي وجهت مصر نداء لدول العالم لأنقاذ أثار النوبة ، وعرض حينها السفير الأمريكى على وزير الثقافة أنذاك د. ثروت عكاشة شراء المعبدين فأطلق نداء لأنقاذ أثار النوبة وساهمت مختلف دول العالم لإنقاذ هذه المعابد وفى ١٨_٣_١٩٦٠انعقد مؤتمر فى باريس لتوجيه الدعوة عن طريق اليونسكو لكافة حكومات العالم ومنظماته للمساهمة فى إنقاذ التراث الانسانى من الغرق ولأول مرة يعلن فيه أن منطقة أبو سمبل جزء من تراث العالم القديم وقد أشتركت واحد وخمسون دولة من دول العالم فى المساهمة فى إنقاذ هذا التراث وكان أهم ماتم أنقاذه منها هو معبد رمسيس الثانى ويعتبر معبد أبو سمبل أكبر وأصخم معبد منحوت فى الصخر فى العالم وهو آية فى العمارة والهندسة القديمة إذ نحت فى عمق جبل صخرى لمسافة ٦٢م على الضفة الغربية للنيل وهو فريد فى واجهته التى ترتفع ٣٢م بعرض ٣٥م وتتقدمها أربعة تماثيل منحوتة جالسه لرمسيس الثانى بارتفاع ٢٠م وبجوارها عدة تماثيل أصغر لزوجته وأبنائه وفى أعلى صف من القرود واقفة تهلل لشروق الشمس عددها واحد وعشرون فوق تمثال لرع حور اختى برأس صقر ناهيك عن مناظر المعبد التى تسجل معركة قادش كاملة التى قادها ضد الحثيين وأنتصر عليهم. ووقع مع ملكهم أول معاهدة سلام فى التاريخ بل وتزوج أبنته بما يسمى زواج سياسى ، وكرس المعبد لعبادة الاله رع حور اختى الذى يصور عادة على هيئة بشرية برأس صقر على رأسه قرص الشمس ، وهناك أعجوبة هندسية وفلكية ترتبط بهذا المعبد حيث تخترق أشعة الشمس باب المعبد ثم القاعات حتى قدس الأقداس لعمق أربعة وستون متر مرتين فى العام يومى ٢٢فبراير، ٢٢أكتوبر، وقيل هما يومى ميلاده وتتويجه على العرش؟ وقيل لأنهما بداية فصل الشتاء والصيف تبعا للتقويم المصرى القديم؟ وقيل يتواكب مع زراعة وحصاد القمح ؟ حيث تبدأ أشعة الشمس أولا على وجهى المعبود آمون ثم رع ثم رمسيس الثانى الذى آلهه المصريين ولا تأتى على بتاح نهائيا لارتباطه بالموت وكانت كل أحتفالات المصريين القدماء مرتبطة بالشمس وكانوا متقدمين فى مجال الفلك ورصد الظواهر الفلكية المرتبطة بالشمس والنجوم حيث كانت ظاهرة الفيضان ومهنة الزراعة مرتبطة بالشمس وكان لهم مرصد فلكي فى مدنية آون التى تسمى عين شمس الآن وتوجد على أسقف معابدهم الأبراج السماوية كاملة مثل سقف معبد دندرة وإسنا وكما كان المعبد معجزا فى كل تفاصيله القديمة فقد كان أنقاذه معجزة بكل المقاييس فبدأت العملية فى عام ١٩٦٤ _١٩٦٨حيث بدأت بأحاطة المعبدين بسد حديدى أرتفاعه ٢٥م يعزلهما عن مياة النهر ثم رفع الجبل وأزالته ثم تقطيعة لأجزاء بلغ عددها ١٥٠٠كتلة تترواح من ٧طن _٣٣ طن بمنشار يدوى من الأمام وكهربائى من الخلف(يبلغ المعبد الكبير ٢٥٠الف طن) ثم تقطيع كل أجزاء المعبد الى أجزاء لا تتعارض مع تقسيم النقوش ثم ترقيمها ونقلها للموقع الجديد والذى يبعد عن المكان الأصلى ٢٠٠م ويعلوه ب٦٠م ، ثم أعادة بنائه مرة أخرى ، حيث بدأ العمل من قدس الأقداس فى أتجاه الواجهة مع المحافظة على الأتجاهات الهندسية التى كان مقاما عليها والمكان الجديد فوق مستوى سطح البحر ١٨٩م وأعلى منسوب لمياه السد ١٨٣م. وهناك معجزة هندسية تمت وهى إقامة قبة خرسانية لحماية المعبد وأعادة شكل الجبل الذى كان موجود قبل الأنقاذ فى منطقة زلازل والقبة هى أكبر قبة فى العالم ترتفع ٣٨م وطولها ٦٦م وعرض ٦٠م وسمك الخرسانة من المركز ١٤٠سم ومن الجانبين مترين وتحمل ستمائة ألف طن من الركام من الحجر الجيرى والتراب فوقهما مكونا جبل صناعى وتم تركيب ٣٦٠ جهاز قياس فى سقف القبة وأنحائها لأعطاء كل القياسات المطلوبة للمحافظة عليها وأكتشاف أى شروخ أو تفتت فى الصخور . وعلى مسافة قريبة شمال المعبد الكبير نحت رمسيس الثانى معبد لجميلة الجميلات زوجته نفرتارى وكرس المعبد للمعبودة ربة الجمال والحب والرقص والموسيقى المعبودة حتحور . وليتنا نستغل هذا الحدث وغيرها من ظواهر التعامد التى تحدث على آثارنا المصرية فهى تحدث فى أوقات مختلفة فى معابد كثيرة فى الكرنك والدير البحرى وغيرها فى الترويج أكثر السياحة وجذب مزيد من السائحين .