كنت أنوي الكتابة عن مستشفي شفاء الأورمان الخيري في الأقصر لعلاج السرطان.. أنا في طريقي الآن لحفل الافتتاح في محافظة لو أملك القرار لجعلتها عاصمة مصر، واستغليت ظهيرها الصحراوي، والأداء المميز لمحافظها محمد بدر صاحب الرؤية الواعدة والمجهود الوافر في إعادة مسار السياحة العالمية من جديد إليها، والعمل علي تنمية يستحقها أهل هذه المحافظة، بل وكل مواطن مصري.. كنت أنوي الكتابة عن السرطان، وكيف أثبت قطاع العمل الأهلي والجمعيات الخيرية والتنموية أنهم ظهير قوي يجب الاستفادة منه، بعد أن حقق نجاحا مذهلا في مستشفي سرطان الأطفال، وها هو يكرر النجاح من خلال اول مستشفي خيري في الصعيد لعلاج هذا المرض، وهو ما يجعلني أشكر عليه كل القائمين علي هذا الصرح بدءا من المهندس حسام القباني وليس وصولا إلي العزيزين مصطفي زمزم ود.محمد العقبي.. أقول كنت أنوي، والأعمال بالنيات، لكنني قررت-آسفا - أن أنكد عليك من منطلق مثلنا الشعبي الشهير «يا بخت من بكاني وبكي عليا ولا ضحكني وضحك الناس عليا» !! أنا آسف جدا لمشاعرك التي قد تتأذي من هذا المقال، لكن ما باليد حيلة، أقر أنا الموقع أعلاه أنني في كامل قواي العقلية، وأنني من الموجوعين الذين ساءهم ما حدث في المنيا، وقبل أن تسألني: ماذا حدث في المنيا.. تعال لأحيلك إلي هاشتاج انتشر علي شبكات التواصل الاجتماهي بعنوان: - مصراتعرت، وقد آلمني أن يعتبر الكثيرون أن مصر كلها اتعرت في واقعة هناك (خناقة) حول صحتها من عدمها، لكن ما آلمني أكثر أن الجميع.. أكرر.. الجميع.. لا مانع لديه من أن يعري مصر، ويعرها، مهما ادعي العكس.. نحكي الحكاية من البداية.. خلاف في إحدي قري المنيا.. بين مواطن ومواطن.. تطور بفعل اختلاف دينهما إلي هجوم علي منازل وإحراقها، ثم، وهذه هي الكارثة، إلي تعرية مواطنة ستينية وتجريدها من ملابسها.. حسنا.. تعالوا أقول لكم كيف (نعري) مصر و(نعرها) نعريها ونعرها بوضع رأسنا في الرمل، واستخدام صيغ الشماعات المعتادة التي تثبت أننا فشلة، فلا الإخوان من فعلوا ذلك (وإن كانوا سيصطادون كعادتهم في الماء العكر)، ولا نفي الواقعة سيئد الفتنة كما يظن بعض المسئولين، بل سيمر كل شيء علي خير إذا عوقب المجرم والمقصر والكاذب بالقانون الذي نحتاج فيه لعدالة ناجزة حقيقية.. يعري مصر ويعرها، معالجة إعلامية ركيكة علي منوال التغطيات الودية، والعنوان الماسخ «الهدوء يخيم علي... وكلنا إخوات»، ويعريها ويعرها التأكيد علي أن الخلاف ليس بسبب الدين، فمتي سنعترف أن خطابنا الديني عاجز ومقصر وفاشل في نزع المراهبة والعنصرية، وإنه غير واصل لا من خلال الأوقاف بوزيرها بدعاتها، ولا من خلال الأزهر الجامع والجامعة، إلي عقول محاها الجهل والخطاب الديني المتطرف ليظنوا أن نصر الدين بتجريد سيدة ستينية من ملابسها.. يعري مصر ويعرها حديث الكذب، والإفك، والمعلومات المضللة والمنقوصة. يعري مصر ويعرها نشطاء وجهلة علي السوشيال ميديا استخدموا صوراً قديمة لترويج معلومات خاطئة، بينما هم جالسون في بيوتهم علي مقاعد وثيرة يحصدون اللايك والشير.. يعري مصر ويعرها رغبة قيادات دينية في اختصار الأمر واختزاله في صور الوحدة الوطنية ووحدة الهلال مع الصليب وابتسامات المناسبات والحديث الدائم عن مصلحة الوطن الذي لا مصلحة له بالطرمخة وإنما بتطبيق القانون علي الجميع.. يعري مصر ويعرها إعلاميون تحركوا بالريموت وفق المصالح والرغبة في افتعال قضية عندما قال ضيف في برنامج ما لا يمكن الاعتماد عليه لتفاهته، بينما، وربما بالريموت أيضا، ابتلعوا ألسنتهم في هذه الواقعة. يعري مصر ويعرها ألا تكون العدالة ناجزة في هذا الموضوع، وأن يستخدم الإعلام لقب (السيدة المسيحية المعراة)، وأن (يأفور) البعض في تسخين الموضوع و(توليعه) أو الطرمخة عليه.. يعري مصر ويعرها أداء محافظ المنيا كأي مسئول كلاسيكي عتيق من الطراز القديم في مواجهة بيان رسمي من إبراشية المنيا يؤكد الواقعة. يعري مصر ويعرها أن نظن جميعا أن مصلحة هذا الوطن في السكوت علي مثل هذه الحوادث.