تواصل قوات الجيش والشرطة، الاثنين 3 سبتمبر عمليات تطهير سيناء من البؤر الإجرامية والإرهابية. ونفى الخبراء العسكريون والإستراتيجيون ما تم تداوله خلال الأيام الماضية حول انسحاب قواتنا مناطق مهمة في سيناء وخاصة المنطقة "ج" القريبة من الحدود مع إسرائيل. وأكدوا أن تحركات قوات نسر يأتي ضمن استراتيجيات المناورة وتنفيذ خطط محددة للسيطرة على البؤر الإجرامية. وأوضح الخبراء أن العملية نسر قد تحتاج إلى وقت طويل بسبب تمركز الإرهابيين وسط أهالي سيناء وداخل الجبال مع حرص قواتنا المسلحة على عدم سقوط أبرياء وحذر الخبراء من استمرار تداول أخبار وإشاعات عن تحركات قواتنا في سيناء لا هدف منها سوى الوقيعة بين الشعب والجيش وإحباط معنويات جنودنا محذرين من استمرار تداولها.
في البداية أكد اللواء علي حفظي الخبير الاستراتيجي ومحافظ شمال سيناء الأسبق على استمرار العمليات العسكرية نسر حتى يتحقق الاستقرار في سيناء وقال أن انتهاء العمليات التي تقوم بها القوات المسلحة والشرطة ليس مرتبطا بفترة زمنية محددة فالعمليات مستمرة حتى يتم تطهير وتمشيط المنطقة بالكامل من العناصر الإجرامية والتخريبية التي تعبث باستقرار البلاد وتهدف إلى ضرب أمن وسلامة مصر . ونفى اللواء حفظي ما يتم تداوله في وسائل الإعلام من شائعات حول انسحاب قوات الأمن من سيناء مؤكدا على أن ما يتم هو تغيير في خطط وأسلوب التأمين وحجم القوات التي تتغير بتغير المهمة التي تقوم بتنفيذها حتى لا يتم إعطاء فرصة للعناصر الإجرامية لاكتشاف أي ثغرات في خطط التأمين. وقال : " كل خطط التأمين على مستوى العالم يمكن اختراقها " فعلى سبيل المثال الحدود الأمريكية المكسيكية يتم اختراقها مرات متعددة وأمريكا بكل قواتها لا تستطيع منع ذلك . وأضاف أن طبيعة المنطقة الجبلية بوسط سيناء وفرت للعناصر الإجرامية المناخ المناسب للاختباء والاحتماء بداخلها واصفا تلك الجبال بالموانع والساتر الطبيعي لتلك العناصر مشيرا إلى أن هناك تعاون كامل بين قوات الجيش والشرطة وأهالي سيناء للقضاء على بؤر الإجرام والإرهاب داخل أرض الفيروز مؤكدا أن أهالي سيناء يمدون قوات الأمن بالمعلومات اللازمة لتطهير سيناء الغالية من تلك العناصر . وأشار حفظي إلى أن القوات التي بداخل سيناء تتنوع بين قوات مشاة ومدرعات ومدفعية واستطلاع واتصالات ويتم التنسيق مع القوات الجوية للاستعانة بها وفقا لطبيعة المهمة المطلوبة .. مضيفا أن طائرات الهليكوبتر هي الأنسب لطبيعة تلك المهمات. وأضاف اللواء حفظي أن هناك مشاورات دائمة بين الجانبين المصري والإسرائيلي حول انتشار قوات العملية نسر في سيناء نافيا وجود خلافات حول انتشار قوات الأمن داخل سيناء طالما لم تقم بتهديد الجانب الإسرائيلي والتزامنا الوضوح .. فهناك تعاون كبير من حيث تبادل المعلومات بين الطرفين مؤكدا أن إسرائيل لم تعارض من قبل أي عملية نشر للقوات المصرية داخل سيناء . وأكد اللواء حفظي أنه تم التوصل بالفعل لمعلومات حول هوية منفذي العملية الإرهابية بمدينة رفح على الحدود المصرية الفلسطينية مشيرا أن هناك نجاحات كثيرة في هذا الشأن أحرزتها قواتنا في العملية نسر 2 وسيتم الإعلان عنها حال اكتمالها . وشدد اللواء حفظي على ضرورة ضرب وإغلاق كافة الأنفاق على الحدود بمدينة رفح التي تؤدي إلى قطاع غزة واصفا إياها بأنها " المنبع " الذي يتم عن طريقه إدخال العناصر الإجرامية مطالبا الجانب الفلسطيني بضرورة التعاون مع الجانب المصري في إغلاق تلك الأنفاق من الجانبين لأن تأمين الحدود بين أي دولتين متجاورتين لا يتم إلا بالتنسيق والتعاون المشترك فمصر طالما قدمت الدعم لأشقائنا في فلسطين ولا توجد دولة في العالم قدمت مساعدات للفلسطينيين مثلما فعلت مصر . داعيا الفلسطينيين إلى استخدام ميناء رفح البري بدلا من الأنفاق قائلا " لماذا لا نعمل في النهار وفوق الأرض بدلا من العمل في الظلام وتحت الأرض " . وحول إمكانية اقتحام قوات الأمن لجبل الحلال أشهر جبال سيناء التي تأوي عدد كبير من العناصر الإجرامية والإرهابية قال حفظي أن المنطقة الجبلية كلها في وسط سيناء أرض خصبة لرعاية تلك العناصر حيث طبيعة البيئة التي توفر لهم الملجأ الآمن من ضربات عملية نسر 2 مشيرا إلى أن هناك العديد والعديد من الجبال التي تتخطى خطورتها جبل الحلال .