رجل وامرأة من ضعاف الأنفس نسيا الله فأنساهما أنفسهما، غاصا في بحر الرذيلة بحثاً عن شهوة حيوانية يشوبها الخيانة والغدر، حتى أذاقهما القدر وبال أمرهما وليكونا حكمة وعبرة لكل آثم، حيث قتل عشيقته وهي تحمل جنينها منه سفاحاً بعد قضاء ليلة حب محرم. جلست العشيقة تختبىء بين جذع النخل بإحدى الأراضي الزراعية بمحافظة المنيا، وبطمأنينة تبعث بالفرح والاشتياق في انتظار عشيقها الذي يعمل نجاراً، بعد أن وعدها بالزواج منها، عقب تطليقها والانفصال عن زوجها، خاصة وان تحمل داخل أحشائها جنيناً، ولم تكن تعلم بأنه سيكون اللقاء الأخير، بعد أن سطر العشيق جريمته بعقل هائم وقلب متحجر. انتفضت العشيقة على صوت خطواته، واستقبلته استقبال الفاتح، وتبادلا كلمات الغزل والحب المحرم، وما أن غاصا في بحر الرذيلة، لمعت عيناه وبنظرات يشوبها الغيظ والانتقام، أحكم قبضة يده على فمها، لتكميمها، وسط نحيب وأنفاس متقطعة، بينما تحمل اليد الأخرى "بلطة" كان قد أعدها خصيصاً لهذا اللقاء، وانهال عليها بالضربات دون هوادة ولا رحمة، ولم يتركها إلا وهي جثة هامدة تنفجر من رقبتها ورأسها الدماء التي انسابت بسرعة شديدة تخترق تراب الأرض الزراعية، وتركها تلاقي مصيرها وفر هارباً. وبإخطار اللواء رضا طبلية مدير أمن المنيا، بالعثور على جثة لربة منزل داخل إحدى زراعات النخيل، تم تشكيل فريق بحث قاده العميد عبد الفتاح الشحات رئيس مباحث المديرية، وبعمل التحريات المكثفة والتي كشفت بأنه المجني عليها متزوجة من آخر وتركت منزل الزوجية وتقيم بمنزل عائلتها منذ ثلاث سنوات لخلافات عائلية بينها وبين الزوج لشكه في سلوكها، وارتبطت بعلاقة عاطفية بالنجار المتهم وتعددت اللقاءات بينهما، وما أن شعرت بالجنين داخل أحشائها طلبت منه الزواج بعد تطليقها من الزوج، وإلا ستقوم بفضيحته وتكشف للجميع عن سر العلاقة المشبوهة بينهما، لم يجد العشيق مفراً وهداه تفكيره إلى التخلص منها ومن الجنين ونسي عقاب السماء. وبعرض المجني عليها على الطب الشرعي تبين أنها تحمل في أحشائها جنيناً عمره 5 أشهر. وبتضييق الخناق على المتهم ومواجهته بالتحريات التي أشرف عليها العقيد أشرف عبد المالك رئيس فرع البحث لشمال المنيا، اعترف بصحة الواقعة وأنه تعرف على المجني عليها منذ عام تعددت خلاله اللقاءات المحرمة بينهما، وبعد أن حملت منه سفاحاً أخذت تلح عليه بالزواج منه بعد تطليقها وتهديده بإخبار أهلها وأهل القرية، فهداه تفكيره بالتخلص منها معتقداً عدم كشف جريمته. أرشد النجار العشيق عن "البلطة" أداة الجريمةن وأحيل إلى النيابة التي تولت التحقيقات.