تحتفل الأمة الإسلامية اليوم، بليلة النصف من شعبان، لما لها من فضائل كثيرة ينتظرها جميع المسلمين في بقاع الأرض ليطلبون من الله عز وجل أن يغفر لهم ذنوبهم. وقد ورد في هذه الليلة عدة أحاديث من النبي محمد صلى الله عليه وسلم يبيّن فضلها وأهميتها، حتى يحيها المسلمين بالصلاة والذكر وتلاوة القرآن. وكان تحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة قد تم في ليلة النصف من شعبان، حيث ذكر عدد من المؤرخين ورواة السيرة النبوية أن تحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة كان في الخامس عشر من شعبان، في السنة الثانية للهجرة، ويوافق نوفمبر 623م. وتسمى ليلة "النصف من شعبان" بعدة مسميات منها ليلة البراءة، ليلة الدعاء، ليلة القِسمة، ليلة الإجابة، الليلة المباركة، ليلة الشفاعة، ليلة الغفران والعتق من النيران. ووردت عدة أحاديث نبوية توضح فضل ليلة النصف من شعبان، عن معاذ بن جبل: «قال رسول الله : "يطلع الله إلى جميع خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن". وعن أبي بكر: "قال رسول الله: "ينزل الله ليلة النصف من شعبان فيغفر لكل نفس إلا إنسانا في قلبه شحناء أو مشركا بالله عز وجل". وعن عائشة بنت أبي بكر قالت: "قال رسول الله : "إن الله ينزل ليلة النصف من شعبان إلى السماء الدنيا، فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم كلب". وقالت عائشة بنت أبي بكر: "قام رسول الله من الليل يصلي، فأطال السجود حتى ظننت أنه قد قبض، فلما رأيت ذلك قمت حتى حركت إبهامه فتحرك فرجعت، فلما رفع إلى رأسه من السجود وفرغ من صلاته، قال: يا عائشة أظننت أن النبي قد خاس بك؟، قلت: لا والله يا رسول الله، ولكنني ظننت أنك قبضت لطول سجودك، فقال: أتدرين أي ليلة هذه؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال: هذه ليلة النصف من شعبان، إن الله عز وجل يطلع على عباده في ليلة النصف من شعبان، فيغفر للمستغفرين، ويرحم المسترحمين، ويؤخر أهل الحقد كما هم". وعن علي بن أبي طالب قال: "قال رسول الله: إذا كان ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها فإن الله ينزل فيها إلى سماء الدنيا فيقول ألا من مستغفر فأغفر له، ألا من مسترزق فأرزقه ألا من مبتلى فأعافيه ألا كذا ألا كذا حتى يطلع الفجر". ودائما هناك عادات خاصة بالمصريين في هذه المناسبة، فقد أطلقوا على هذه الليلة موسم ليلة النصف من شعبان، حيث يقومون بالصيام في هذا اليوم أسوة برسول الله صلى الله عليه وسلم، ويجتمع الأشقاء في منزل الأب، وتقوم الأم بتجهيز أشهى الأطعمة من الطيور واللحوم للإفطار والاحتفال سويًا، ثم يصلون ويدعون الله ويتذكرون قرب شهر رمضان، كما يعملون على التسامح بينهم ونسيان أى خلاف بينهم حتى يتقبل الله صيامهم ودعائهم ويغفر لهم خطاياهم جميعًا. وهناك فئة أخرى من الناس لديها عادة زيارة المقابر في هذا اليوم، فيذهبون منذ الصباح الباكر إلى المقابر ولديهم الكثير من الأطعمة والفاكهة والحلويات لتوزيعهم على الفقراء والمساكين رحمة للمتوفى.