وقف الزعماء جمال عبدالناصر وخروشوف وبن بيللا وعبدالسلام عارف في الشرفة المطلة على النهر واضعين أيديهم على الزرار لإعطاء إشارة الانفجار لتحويل مجرى النيل إلى مجراه الجديد . وقف خروشوف ينظر إلى السد العالي متطلعا للأنفاق العلوية ومحطة الكهرباء والأنفاق السفلية واستمر لدقائق ينظر إلى مدخل الأنفاق ثم قال : هذا عمل رائع . عبر جمال عبدالناصر وضيوفه النفق رقم خمسة في 140 دقيقة ، ليكون الرؤساء آخر من مر من الأنفاق ، فبعد ساعة من مرورهم بدأت الفتحات تعمل لتملأ المجرى بنصف مليون لتر من الماء لتلقي الصدمة عند تحويل النيل . أطلقت الإشارة ، وارتفع الدخان ودوى الانفجار في المكان ، وبدأ الماء يشق طريقه في خيط رفيع وسط تل الرمال الذي يملأ المكان ، بدا الماء كالشريط الرفيع ثم أخذ يتسع ببطء شديد ، وبدأ الشلال الذي صنعه اندفاع المياه يزداد اتساعا وبدأت المياه تعلو في قناة التحويل ببطء وبدأ السد الرملي يتشقق بسرعة كبيرة وينهار وبدأ اندفع المياه يقوى وصوتها يعلو وهي تصطدم بالانفاق محدثا دويا ، وانهار السد الرملي بأكمله وجرفته المياه وشقت طريقها عبر الأنفاق إلى القناة الخلفية إلى السد الرملي الآخر ، وتم إطلاق إشارة النسف الثانية لتنطلق المياه ومعها كميات من الرومال لتعود بها إلى النيل مرة أخرى ، لتنتهي عملية تحويل مجرى النيل في عشرين دقيقة ، وبدأت المياه تسير في مجراها الجديد إلى داخل الأنفاق . وترك النيل مجراه الذي سار فيه آلاف السنين ليسير في مجرى جديد لأول مرة ، يسير فيه منطلقا فقد حفر بدقة ومهارة ليبدو وكأنه المجرى الطبيعي للنيل .