حضر رئيس مجلس الوزراء المهندس شريف إسماعيل، صباح الأربعاء 11 مايو، ختام أعمال الاجتماع الخامس لوزراء الصناعة والتجارة للدول الأعضاء بمنظمة الدول الإسلامية الثماني النامية. وشارك في أعمال المؤتمر الذي يعقد تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي واستمر لمدة 3 أيام وزراء صناعة الدول الأعضاء بالمنظمة وذلك على رأس وفد من رجال الأعمال والمستثمرين بهدف بحث سبل التعاون المشترك والفرص الاستثمارية المتاحة بين الدول الأعضاء، وهم مصر واندونيسيا ونيجيريا تركيا وإيران وماليزيا وبنجلاديش وباكستان، كما شارك في أعمال الاجتماع سكرتير عام مجموعة الدول الثماني الإسلامية. وقد ألقى رئيس مجلس الوزراء كلمة خلال الاجتماع، جاء نصها كالتالي: معالي السادةُ وزراءُ صناعةِ دولِ مجموعة الثماني الإسلام، السيد على مُوسَوِى سكرتير عام مجموعة الدول الثماني الإسلامي. يُسعدني أن أرحبَ بكم اليوم في ختامِ أعمالِ اجتماعِكم الناجح، ويُشِّرفُني أن أنقلَ إليكم ترحيبَ وتقديرَ السيدِ الرئيس عبد الفتاح السيسى، رئيسِ الجمهورية وتطلُّعَهُ أن تكونَ نتائجُ الاجتماعِ الخامس لوزراءِ صناعةِ مجموعةِ الثماني الإسلامية خطوةً حقيقيةً لدفعِ وتنميةِ العلاقاتِ بين دولِ المجموعة والتى تربِطُنا بشعوبِها وحكوماتِها علاقاتُ ودٍّ كبيرٍ وصداقةٍ عميقة. كما يُسعدُني أن أرحبَ بهذا الجمعِ المتميز من رجالِ الأعمالِ وصناعِ القرارِ في المجالِ الاقتصادي، وأن ألمسَ حرصَ تجمعاتِ الأعمالِ بدولِنا على الارتقاءِ بهذهِ العلاقات إلى مستوياتٍ رفيعة تسمحُ بتوظيفِ إمكانياتِ دولِنا بما يرتقى إلى تطلعاتِ شعوبِنا. إن مصرَ تؤكدُ على اعتزازِها بعلاقاتِها مع أشقائِها بدولِ مجموعةِ الثماني الإسلامية، والتي تمثلُ قاطرةَ النموِّ في العالمِ الإسلامي، وتولى أهميةً كبرى لاستعادةِ دورِها الفاعل في محيطِها العربي والأفريقي والإسلامي، وذلك باعتبارِها انتماءاتُ راسخةُ في وجدانِ الشخصيةِ المصرية فرضتها اعتباراتُ الجغرافيا والتاريخِ والإرادةِ المشتركةِ وَوَحْدةِ المصير، وكذلك المصالحُ المتبادلة، والتي تستهدفُ تحسينَ أوضاعِ الدولِ الناميةِ في الاقتصادِ العالمي وتحقيقَ مستوياتٍ معيشيةٍ أفضل لشعوبِها . لقد أطلقنا في مصَر منذُ أسابيعَ قليلة وثيقةَ " التنميةِ المستدامةِ ... رؤيُة مصَر 2030 " والتي تضمنْت هدفاً استراتيجياً وهو أن تكونَ مصرُ بحلولِ عام 2030 من أفضلِ 30 دولةً على مستوى العالم من حيثُ مؤشراتِ التنميةِ الاقتصادية ومكافحةِ الفساد والتنميةِ البشرية وتنافسيةِ الأسواق وجودةِ الحياة . وإنني على يقين من أنَّ شراكَتَنا مع مجموعةِ دولِ الثماني الإسلامية ستكونُ داعماً أساسياً لتحقيقِ أهدافِنا، وذلك في ضوءِ التجاربِ التنمويةِ الناجحة التي تقدِّمُها دولُ المجموعة خاصةً فى مجالِ الارتقاءِ بالتعليمِ الفني ورفعِ المهارات ودعمِ المشروعاتِ الصغيرةِ والمتوسطة، ودمجِ القطاعِ غير الرسمي في الاقتصادِ الرسمي، وذلك في الوقتِ الذي تشاركُ فيه مصر للمرةِ الأولى في القمةِ الحاديةِ عشرةِ لمجموعةِ العشرين التي ستُعقدُ في شهرِ سبتمبر المقبل في الصين، والتي ستركزُ على آلياتٍ جديدة تقومُ على تشجيعِ الابتكارِ والإصلاحاتِ الهيكلية للتوصلِ إلى نمو اقتصادي طويل ومستدام وعدمِ الاعتمادِ فقط على التسهيلاتِ النقديةِ والمحفزاتِ المالية بهدف التغلبِ على تباطؤِ نموِّ الاقتصادِ العالمي والذي يؤثُر على فُرصِ النموِّ الاقتصادي أمامَ الدولِ الناشئةِ والنامية. السيدات والسادة: لقد أجاَز البرلمانُ المصري منذُ أسابيعَ قليلة برنامجَ الحكومةِ الذي يؤسسُ لرؤيةِ مصر 2030 تلك التي أطلقها السيدُ رئيسُ الجمهوريةِ مؤخراً، ويبنى على ما حققناهُ خلاَل الفترةِ الماضية فقد تراجعْت البطالةُ فى مصَر من 13٫3٪ في نهايةِ عام 2013 إلى 12٫7٪ بنهايةِ عام 2015، كما ارتفعَ معدلُ النموِّ الاقتصادي من 2٫4٪ في نهايةِ عام 2013 إلى 4٫2٪ بنهايةِ عام 2015 مع استهدافِ تحقيقِ معدلِ نمو 6% بنهايةِ العامِ المالي 2017/2018. السيداتُ والسادة: إننا نسعى إلى مضاعفةِ جهودِنا لتحقيقِ معدلات نمو مضطردة ومستدامة من خلالٍ السعي لتنفيذِ عددٍ من المشروعاتِ القوميةِ الكبرى وفى مقدمتِها مشروعُ إنشاءِ مركز لوجستي عالمي ضمنَ مشروعِ تنميةِ محورِ قناةِ السويس، والذي يتيحُ فرصاً واعدة في القطاعاتِ الصناعيةِ واللوجيستية للاستثمارات العالمية. كما شرعنا في بناءِ عاصمةٍ إداريةٍ جديدة وإنشاءِ جيل جديد من المدنِ الجديدة وزيادةِ المشروعات الزراعية من خلالِ تنميةِ مليون ونصف مليون فدان وإنشاءِ منطقةٍ اقتصاديةٍ وتعدينيةٍ وسياحيةٍ على ساحلِ البحر الأحمر ضمن مشروعِ المثلث الذهبي. هذا فضلاً عن تنميةِ حقولِ البترول وفى مقدمتِها تنميةُ حقلِ شروق للغاز الذي تم اكتشافُه مؤخراً وهو أكبرُ كشفٍ للغازِ يتحققُ في تاريخِ مصر والبحرِ المتوسط . السيدات والسادة : إنَّ وراَء هذهِ المشروعاتِ الطموحة شعباً عريقاً ثارَ من أجل حقِّه في تنميةٍ عادلةٍ ومتوازنة تَنْعَمُ بها كافةُ فئاتِ الشعب في ظلِّ دولةٍ مدنيةٍ حديثة تُعْلِى قِيَمَ المواطنةِ والمساواة ورئيساً لا يؤمنُ بالمستحيلِ في سبيلِ تحقيقِ معدلاتِ إنجاز غير مسبوقة، وذلك لتغييرِ شكلِ الحياةِ على أرضِ مصر وتحقيقِ طموحاتِ شعبِنا في معيشةٍ أفضل . وفى ختامِ كلمتي أُؤكدُ التزامَ الحكومةِ بتنفيذِ كافةِ برامجِ ومشروعات مجموعةِ الدولِ الثماني الإسلاميةِ النامية وأتطلع إلى مشاركةِ مصر الفاعلةِ مع دولِ المجموعة في صياغةِ رؤيةٍ جديدةٍ للتعاون لما بعدَ عام 2018 وتستمرُّ حتى عام 2030 يتمُّ من خلالِها وضعُ خارطةِ طريق للتعاونِ الصناعي والتجاري المشترك بينَ دولِ المجموعة . نستهدفُ تحقيقَ التكاملِ بين الدولِ الأعضاء لمواجهةِ التحدياتِ الإقليميةِ والقاريةِ والدولية واستثمارِ تنُّوعِنا الجغرافي والاقتصادي والمعرفي ليصبحَ مصدر قوةٍ وسبباً للتفردِ بين التجمعاتِ والتكتلاتِ الإقليميةِ والدولية. أشكركُم وأتمنى لكُم سلامةَ العودةِ إلى دولِكم . والسلامُ عليكم ورحمةُ الله وتجدر الإشارة إلى أنه قد تم خلال اليومين الماضيين عقد اجتماعات علي مستوي كبار المسئولين شملت عقد 13 ورشة عمل متخصصة في مجالات صناعية متعددة، وهي قطاع صناعة السيارات ومكوناتها وصناعة الالكترونيات وتكنولوجيا المعلومات، وقطاع تصنيع الآلات والطاقة، وقطاع النسيج والملابس الجاهزة والصناعات الغذائية والحديد والصلب, والاسمنت, والسيراميك والزجاج والبتر وكيماويات فضلا عن ورش عمل في مجالات المشروعات الصغيرة والمتوسطة والمواصفات والجودة ومجالات التعاون التكنولوجي.