64 عامًا تفصل بين حريقي القاهرة في 1952، ومنطقة «الرويعي» بالعتبة، صباح الإثنين 9 مايو؛ دون إعلانِ رسميِ حتى الآن عن سبب أي من الحريقين، ما دعا الرأي العام للربط بين الحادثين وطرح علامات استفهام وبالأحرى «تعجب» عن أسباب الحريقين. ◄ «26 يناير 1952» .. يوم احترقت فيه القاهرة في منتصف يوم السبت 26 يناير 1952، اشتعلت النيران في كازينو أوبرا بميدان الأوبرا، وطالت ألسنة اللهب عددًا من الأماكن العامة والمقاهى والملاهى الليلية التى اعتاد «الملك فاروق» ارتيادها، إضافة إلى عدد من المؤسسات ذات العلاقة بالمصالح البريطانية، وبنك باركليز وفندق شيبرد ونادى السيارات، وكثير من دور السينما والبنوك والفنادق والمتاجر ومكاتب الشركات. في الوقت نفسه الذي أعلن عمال الطيران ب"مطار ألماظة" تمردهم، ورفضوا تقديم الخدمات ل 4 طائرات تابعة للخطوط الجوية الإنجليزية، الأمر الذى تلاه تمرد «البوليس» فى ثكنات العباسية تضامنًا مع زملائهم الذين تعرضوا للأسر والقتل فى الإسماعيلية. ◄ 30 سيارة استخدمت لتنفيذ «حريق القاهرة» .. ورسميًا: «الفاعل مجهول» أجمعت مصادر «غير رسمية» وشهود العيان على أن الحادث كان «مدبرًا»، وأن المجموعات التي قامت بتنفيذه كانت على مستوى عالٍ من التدريب والمهارة، واتضح أنهم كانوا على معرفة جيدة بأسرع الوسائل لإشعال الحرائق، وأنهم كانوا على درجة عالية من الدقة والسرعة في تنفيذ العمليات التي كُلِّفوا بها، كما كانوا يحملون معهم أدوات لفتح الأبواب المغلقة ومواقد «إستيلين» لصهر الحواجز الصلبة على النوافذ والأبواب. كما أفادت المصادر آنذاك أنهم استخدموا نحو 30 سيارة لتنفيذ عملياتهم في وقت قياسي، كما أن اختيار التوقيت يعد دليلاً آخر على مدى دقة التنظيم والتخطيط لتلك العمليات، فقد اختارت هذه العناصر بعد ظهر يوم السبت حيث تكون المكاتب والمحلات الكبرى مغلقة بمناسبة عطلة نهاية الأسبوع، وتكون دور السينما مغلقة بعد الحفلة الصباحية ◄ شهود عيان: «ماس كهربائي» وراء حريق «الرويعي» ◄ مخازن «البلاستيك» و«البويات» وراء امتداد ألسنة اللهب ل 4 عقارات أفادت تحقيقات النيابة العامة - وفقًا لشهود العيان - أن حريق «الرويعي» بالعتبة حدث نتيجة «ماس كهربائي» بأحد أعمدة الإنارة، نتج عنه اشتعال النيران في «فرش» بعض الباعة الجائلين، وامتدت ألسنة اللهب فورًا إلى الفندق ومحال الملابس والورش وبعض المخازن. وأكدت التحقيقات على أن مخازن «البلاستيك» والأقمشة ومستحضرات التجميل والبويات والتنر وورش تصنيع الملابس، مع زيادة سرعة الرياح، أدت جميعها إلى ارتفاع سريع جدًا لألسنة اللهب وعدم السيطرة عليها، إضافة إلى انفجار بعض أسطوانات الغاز نتيجة الحريق، وامتداد الحريق إلى 4 عقارات مجاورة للفندق. ◄ خسائر القاهرة | مصرع 26 شخصًا .. وحريق 700 منشأة تجارية شهد حريق القاهرة حريق 700 محلا ومنشأة، منها؛ 70 محلا بوسط المدينة، و40 سينما و75 مطعما وملهى، وصالة وبنك واحد هو بنك باركليز البريطانى، بلغت الخسائر 28 مليون جنيه، بما يوازى 17 % من ميزانية مصر عن عام 1952، كما لقى 26 شخًا مصرعهم من ضمن تبعات الحادث. ◄ حريق العتبة | مصرع 3 أشخاص وإصابة 91 آخرين .. والتجار: خسارتنا 400 مليون جنيهًا لقى 3 أشخاص مصرعهم في «حريق العتبة»، وأصيب 91 آخرين، وقدر أصحاب التجارة بمنطقة «الرويعي» حجم خسائرهم المبدئية ب 400 مليون جنيهًا، وأعلنت محافظة القاهرة تشكيل من حي «الموسكي» لحصر وتقدير خسائر الحريق، إضافة إلى بحث نقل «تجارة الرويعي» إلى منطقة أخرى بالقاهرة تجنبًا لتكرار الكارثة.