كان يحلم بن ستيلر بالنزول لسرداب ذيل أبوالهول لكنه بعد أن سمع قصة صديقي التي أصابته اللعنة قرر الابتعاد عن السرداب حتي لا تصيبه اللعنة خاصة أنه من المؤمنين بقدرات الفراعنة السحرية معروف عن المنتج الأمريكي الشهير جيفري كاتسينبرج ولعه بحضارة الفراعنة وعشقه للأهرامات وأبو الهول. اعتاد كاتسينبرج علي زيارة مصر ودعوة العديد من مشاهير ونجوم هوليوود وكان في كل مرة يأتي ومعه عدد من النجوم يقدمهم لي أمام أبو الهول والأهرامات ومعهم المرشد السياحي أكرم علام الذي يعد أحد أهم المرشدين السياحيين خلقاً وعلماً وعشقاً لمصر وآثارها؛ استطاع أن ينقل حبه واحترامه لتراث بلاده الحضاري إلي قلوب السائحين الذين زاروا مصر برفقته٠ مازلت أذكر زيارة جيفري كاتسينبرج بصحبة مجموعة من نجوم السينما علي رأسهم الممثل الأمريكي بن ستيلر الذي قدم أشهر أدواره في فيلم (باليل في المتحف) والذي جعل له جزءا ثانيا لنجاحه الكبير. طلب مني جيفري زيارة إلي السرداب السري الموجود عند مؤخرة ذيل أبو الهول؛ ويصل عمقه إلي حوالي 15 مترا داخل التمثال. وكان للكشف عن هذا السرداب قصة طريفة حيث كنت وفريق الترميم نعمل في ترميم تمثال أبو الهول بعد سنوات من المعاناة وسوء العناية بالتمثال؛ وفوجئت في يوم بالشيخ محمد عبد الموجود رئيس عمال الحفائر وفريق العمال الفنيين يخبرني أن جده الذي مات منذ سنوات بعيدة أخبره بوجود حجر عند مؤخرة الذيل يخفي وراءه سردابا سريا وحذره من فتح هذا السرداب لأن كل من حاول النزول فيه أصيب بلعنة الفراعنة! بالطبع عندما سمعت هذا الكلام ابتسمت للشيخ عبد الموجود علامة الطمأنينة ولكني كنت أشعر بداخلي بالقلق لسابق ما مررت به من قصص اللعنة. وبالفعل قمت بإعادة فتح هذا السرداب وكان بالمصادفة يزورنا بالمنطقة صديق لي أجنبي ورأيت التضحية به فسمحت له بالنزول أمامي إلي السرداب الذي كان من الواضح أنه يخلو من وجود أي شيء بداخله. بعدها شعرت بالأسي علي صديقي الذي تعرض للعديد من المشكلات بعد هذه الزيارة سواء في عمله الذي فصل منه دون سبب أو في حياته حيث انفصل عن زوجته دون أسباب أيضا٠ عندما سمع مني بن ستيلر هذه القصة ضحك وقال إنه كان يحلم بالنزول إلي السرداب ويقص للعالم كله كيف أنه كان محظوظاً للنزول إلي أسفل تمثال أبو الهول ولكنه بعد أن سمع قصة ما حدث لصديقي فقد قرر الابتعاد عن السرداب حتي لا تصيبه اللعنة خاصة أنه من المؤمنين بقدرات الفراعنة السحرية! بعدها بدأ كل واحد من الموجودين يقص قصة سمعها عن الفراعنة وعن اللعنة واجتمعوا علي شيء غريب وهو أنه إلي الآن لم يتم إنتاج فيلم سينمائي عن الحضارة الفرعونية يبرز القيم الحقيقية لهذه الحضارة العظيمة في حين أن ما سمعوه من حكايات عن التاريخ والآثار المصرية القديمة وكذلك عن الأدب الفرعوني يعتبر معينا جيدا لعمل ليس فيلم واحد وإنما مجموعة أفلام تجذب الناس إلي أسرار حضارة مصر القديمة٠ كنا قد قاربنا علي الانتهاء من زيارتنا لأبو الهول وكنت أقص عليهم قصة لوحة الحلم الموجودة أمام صدر أبو الهول حينما ظهرت فجأة مجموعة كبيرة من السائحين يقومون بزيارة معبد الوادي للملك خفرع وبمجرد أن شاهدونا نقف أمام أبو الهول أخذوا في التهليل والصياح بصوت عال لدرجة أنني توقفت عن الشرح واعتقد الجميع أنهم يحيون بن ستيلر وعندما ذهب لرد تحيتهم فوجئ بهم يصيحون باسمي أنا وكان موقفاً محرجاً بالنسبة لبن لكن جيفري كاتسينبرج وعلي الفور قال ضاحكا إن الناس عند الأهرامات وأبو الهول يتوقعون رؤية زاهي حواس وليس أحدا غيره.. جعلتني كلماته فخوراً بأنني مصري أنتسب إلي حضارة الفراعنة٠