قال الدكتور محمد عبدالعاطي وزير الموارد المائية والري ان ملف مفاوضات سد النهضة "لم يغلق" ونعمل به في إطار مسار المفاوضات بما يحقق الإيجابية في الملف، وسوف نصارح الرأي العام بكل شفافية بأي تقدم يتم أحرازه، مشيرًا إلى أن مصر تكثف علاقاتها مع دول حوض النيل بالمفهوم الشامل للتنمية وليس طبقا لمفهوم تنمية الموارد المائية، أو التعاون المائي فقط. وأضاف عبدالعاطي - في تصريحات صحفية، الجمعة 5 مايو - أنه تم عقد اجتماع للجنة الثلاثية الوطنية المعنية بسد النهضة الإثيوبي التي تضم خبراء وطنيين من الدول الثلاث مصر والسودان وإثيوبيا بأديس أبابا على مدار يومي (2-3) مايو 2016، وذلك بهدف التوصل إلى توافق حول النقاط العالقة بشأن الدراسات الخاصة بسد النهضة. وأعلن أن الاجتماع أثمر عن تقارب ملحوظ في وجهات النظر للوفود التفاوضية للدول الثلاث مما يمهد لاستئناف الدراسات الفنية لتقييم تأثيرات سد النهضة. وقال إن مشروع ربط بحيرة فيكتوريا بالبحر المتوسط سيكون ممرا جديدا للتنمية وشريانا لنقل التجارة والعمالة من الجنوب إلي الشمال والعكس، مشيرا إلي انه سيكون نقلة كبيرة في العلاقات بين دول حوض النيل متضمنا الربط الكهربائي وخط سكك حديدية وكابلات لنقل البيانات وهو ما سينعكس علي تحويل هذه المناطق إلي جاذبة للاستثمار المصري للزراعة فيها لتغطية احتياجاتنا من المنتجات الغذائية في ظل توافر هذه البنية لتحقيق شريان التنمية والحلم الحقيقي لشعوب حوض النيل. وأكد على أن مستقبل مصر في تلبية احتياجاتنا من المحاصيل الزراعية الاستراتيجية، وخاصة القمح والمحاصيل الزيتية، حيثما وجدت المياه في أعالي النيل لأننا نستورد ما يقرب من 40 مليار متر مكعب من المياه في صورة منتجات غذائية فمن الاولي ان يتم استيرادها من دول حوض النيل وخاصة زراعة القمح في دول حوض النيل ونقلها إلي مصر، مشيرا إلي أن ذلك يحقق المنفعة والمصالح المشتركة حيث تحقق دول حوض النيل التنمية ونستفيد منه في تغطية احتياجاتنا من القمح الذي يعد المحصول الاستراتيجي الهام، بالإضافة إلي تصدير بعض المنتجات المصرية إلي دول حوض النيل لتحقيق التكامل المشترك بيننا. وشدد وزير الري علي ان جميع المنشات المائية في السودان ومنها السدود السودانية تمت بموافقة مصرية، طبقا لإتفاقية 1959، مشيرا إلي ان العلاقات بين البلدين في مجال المياه يعتمد علي الصراحة والشفافية، لأنهم "أهلنا"، والروابط بين البلدين أقوي من أية محاولات لإثارة الخلافات، وهو ما نسعي لدعمه خلال الفترة المقبلة.