وُلد ألبرت أينشتاين في مدينة أُولم الألمانية في العام 1879 وأمضى تأخر في النطق حتى الثالثة من عمره ، لكنه أبدى شغفا كبيرا بالطبيعة ، و مقدرة على إدراك المفاهيم الرياضية الصعبة. وعلى الرغم من انتمائه لليهودية، فقد دخل أينشتاين مدرسة إعدادية كاثوليكية وتلقّى دروسا في العزف على آلة الكمان. انتقلت عائلته إلى مدينة ميلانو في إيطاليا ، أمضى بعدها أينشتاين سنة مع والديه حتى تبين أن من الواجب عليه تحديد طريقه في الحياة؛ فأنهى دراسته الثانوية في مدينة آروا السويسرية، وتقدَّم بعدها إلى امتحانات المعهد الاتحادي السويسري للتقانة في زيورخ عام 1895، وقد أحب أينشتاين طرائق التدريس فيه، وكان كثيرا ما يقتطع من وقته ليدرس الفيزياء بمفرده ، أو ليعزف على كمانه ، إلى أن اجتاز الامتحانات وتخرج في العام 1900 ، لكنه لم يُرشح للدخول إلى الجامعة. عمل أينشتاين مدرسا بديلا، وفي العام الذي يليه حصل على حق المواطنة السويسرية . جرأة العالم أينشتاين في شبابه حالت بينه وبين الحصول على عمل مناسب في سلك التدريس ، لكن وبمساعدة والد أحد زملاء مقاعد الدراسة حصل على وظيفة فاحص في مكتب تسجيل براءات الاختراع السويسري في العام 1902 ، وقام بالتحضير لرسالة الدكتوراه ، وتمكن من الحصول عليها في العام 1905 من جامعة زيورخ، وكان موضوع الرسالة يدور حول أبعاد الجزيئات. عرف أينشتاين "بأبي النسبية"، تلك النظرية التي هزت العالم من الجانب العلمي ، وأسهمت نظريته بإزالة الغموض الذي نجم عن التجربة الشهيرة التي أجراها الأمريكيان الفيزيائي "ألبرت ميكلسون والكيميائي إدوارد مورلي" أواخر القرن التاسع عشر في عام 1887، فقد أثبت أينشتاين أن موجات الضوء تستطيع أن تنتشر في الخلاء دون الحاجة لوجود وسط أو مجال ، على خلاف الموجات الأخرى المعروفة التي تحتاج إلى وسط تنتشر فيه كالهواء أو الماء! وأن سرعة الضوء هي سرعة ثابتة وليست نسبية مع حركة المراقب . ذُهل العالم بنظرية أينشتاين النسبية الخاصة لأن الحقيقة المطلقة المتعلقة بالزمان والمكان والأبعاد أصبحت مرفوضة . في العام 1906 ارتقى أينشتاين في السلم الوظيفي إلى مرتبة فاحص فني من الدرجة الثانية، وفي العام 1908 مُنح إجازةً لإلقاء الدروس والمحاضرات من "بيرن" في سويسرا. في العام 1914 وقبيل الحرب العالمية الأولى، استقر أينشتاين في مدينة "برلين" الألمانية ولم يكن من دعاة الحرب ولكنه كان يهودياً مما تسبب بشعور الوطنيين الألمان بالضيق تجاه هذا الرجل، وتأجج هذا الإمتعاض لأينشتاين من قبل الوطنيين الألمان عندما أصبح أينشتاين معروفاً على المستوى العالمي بعدما خرجت مجلة ال "تايم" الأمريكية في 7 نوفمبر 1919 بمقالٍ يؤكد صحة نظرية أينشتاين المتعلقة بالجاذبية. بوصول القائد النازي أدولف هتلر إلى السلطة في العام 1933 تزايد الكراهية تجاه أينشتاين فهرب إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية والتي منحته بدورها إقامةً دائمةً، وانخرط في "معهد الدراسات المتقدمة" التابع لجامعة برينستون في ولاية نيو جيرسي. وفي العام 1940، صار أينشتاين مواطناً أمريكياً مع احتفاظه بجنسيته السويسرية. عرضت الحكومة الإسرائيلية على أينشتاين منصب رئيس الدولة في العام 1952 ولكن أينشتاين رفض هذا العرض الإسرائيلي . في العام 1955، توفي العالم أينشتاين دون أن يجد حلاً لنظرية الجاذبية العامة، وحُرق جثمانه في مدينة "ترينتون" في ولاية "نيو جيرسي" في 18 أبريل1955 ونُثر رماد الجثمان في مكان غير معلوم، وحُفظ دماغ العالم أينشتاين في جرّة عند الطبيب الشرعي "توماس هارفي" الذي قام بتشريح جثته بعد موته.