علقت صحيفتان أمريكيتان، الثلاثاء 21 أغسطس، على تزايد وتيرة الهجمات التي يشنها جنود تابعون لقوات الأمن الأفغانية ضد نظرائهم الأمريكيين. وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أن مسئولين أفغان أعلنوا البدء في جهود موسعة لمراقبة مجنديهم للحد من هذه الهجمات،مما يعد إقرارا منهم بفشل الإجراءات السابقة المتخذة في هذا السياق. وقالت الصحيفة، في سياق تقرير أوردته على موقعها الالكتروني، إن هذه الخطوة جاءت وسط موجة من الهجمات التي تستهدف الجنود الأجانب وخاصة الأمريكيين مما زعزع الشراكة العسكرية بين الولاياتالمتحدةوأفغانستان والتي أقيمت في خضم حرب تعتمد في الأساس على العلاقات الوثيقة بين البلدين. وحول الإجراءات الجديدة التي سوف تتخذها كابول لحل هذه القضية ، نقلت الصحيفة عن مسئولين أفغان قولهم"إن هذه الإجراءات تشمل نشر عشرات من ضباط المخابرات السرية بين وحدات الأمن الأفغانية في جميع أرجاء البلاد وزيادة المراقبة على الاتصالات التي تتم بين الضباط وأسرهم من خلال الهواتف المحمولة وفرض حظر على هذه الاتصالات في صفوف المجندين الجدد للحيلولة دون إتاحة الفرصة لهم للاتصال بأي مسلحين". واعتبرت الصحيفة أن هذه الإجراءات ربما تهدف في الحقيقة إلى التصدي إلى الانتقادات الأمريكية التي زعمت أن قوات الأمن الأفغانية لا تبذل جهودا كافية للقضاء على المسلحين الذين يخترقون صفوفها،حيث صرح قائد الجيش الأفغاني الجنرال شير محمد كريمي أنه"يتعين على الجنود أن يدركوا أنهم خاضعون لمراقبة كاملة من قبل قادتهم على كافة المستويات". وأضاف الجنرال كريمي بقوله،خلال اجتماع عقده مع الجنرال مارتن ديمبسي رئيس الأركان المشتركة في الجيش الأميركي الذي زار أفغانستان يوم أمس"أن هذا الأمر ربما ينتج عنه تداعيات سلبية على معنويات الجنود،إلا أنه يتعين علينا النظر بجدية إلى تصرفات كل فرد". وفيما يخص قوات حلف شمال الأطلسي(الناتو)، أوضحت الصحيفة الأمريكية أنه تم إصدار أوامر تخول للجنود الأجانب حمل أسلحة وذخيرة في جميع الأوقات خلال تواجدهم في القواعد الأفغانية،فضلا عن تفعيل دور من يسمون "ملائكة الحراسة"،وهم جنود أجانب تهدف كل مهامهم إلى مراقبة زملائهم خلال اجتماعهم مع المسئولين الأفغان لإحباط أي محاولة لاستهدافهم. وبدورها،ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن مسئولين غربيين أعربوا عن اعتقادهم بأن هذه الهجمات لا تنفذ في معظم الأحيان على يد مقاتلي حركة طالبان معلنين عن تجاهلهم للسبب الذي يدفع الأفغان إلى توجيه أسلحتهم في وجه حلفائهم الدوليين. وقالت الصحيفة، في سياق تقرير أوردته على موقعها الالكتروني، إن مسئولين آخرين رجحوا أن تكون هذه الهجمات نتاجا لاختلافات ثقافية بين الشعب الأفغاني والشعوب الغربية،إلا أن آخرين أعربوا عن استيائهم الشديد لما حققته الولاياتالمتحدة من تقدم طفيف للغاية في خلال حربها التي دامت ما يقرب من 11 عاما. كما نقلت الصحيفة عن مسئول عسكري في كابول قوله"إنه كلما استمرت قوات التحالف بقيادة الولاياتالمتحدة في تدريب قوات الأمن الأفغانية، زادت التكهنات بارتفاع وتيرة هذه الهجمات ". وأشارت إلى أن قوات العمليات الخاصة الأمريكية سوف تقوم بمعظم الحملات العسكرية في أفغانستان عقب انسحاب القوات الأجنبية المقرر في عام 2014 وأنهم يعتزمون البقاء والانخراط في معارك قتالية مع نظرائهم الأفغان بل والذهاب إلى المناطق النائية لقتال المسلحين على عكس القوات التقليدية. وذكرت أن قادة عسكريين أمريكيين كانوا قد أعلنوا أن هذه العلاقة الوثيقة التي تجمع قوات العمليات الخاصة ونظرائهم الأفغان هي سبب قلة القيام بهجمات تستهدف الجنوب الأجانب بين صفوفها. جدير بالذكر أن المتحدث باسم القوات الدولية في أفغانستان جيمي جرايبيل صرح بأن قادة عسكريين أمريكيين سيلتقون مسئولين أفغان رفيعي المستوى لبحث الهجمات الأخيرة التي نفذها جنود وأفراد شرطة أفغان ضد القوات الدولية.