" الصحافة الحرة تقول للحاكم ما يريده الشعب، وليس أن تقول للشعب ما يريده الحاكم "، وفي مثل هذا اليوم من 19 عاماً رحيل عن عالمنا صاحب تلك المقولة ، و رائد الصحافة المصرية الحديثة الكاتب " مصطفى أمين" ، وذلك بنشر مقتتفات من حياته. نشأته .. ولد التوأمان مصطفى وعلى أمين ، ولد مصطفى أمين في 21 فبراير 1914 بحي السيدة زينب بالقاهرة ، وكان والدهما أمين أبو يوسف محامياً ، أما والدتهما فهى ابنة شقيقة زعيم الأمة سعد زغلول، نشأ وترعرعا فى بيت الأمة، فى كنف الزعيم سعد زغلول، عاشا فترة من صباهما فى دمياط لظروف عمل والدهما، وهناك تعرفا على جلال الدين الحمامصى وإمتدت صداقتهم إلى آخر العمر. درس العلوم السياسية، وحصل على الماجيستير فى العلوم السياسية مع مرتبة الشرف عام 1938، من جامعة جورج تاون في الولاياتالمتحدةالأمريكية ، ثم عاد إلى مصر، وعمل مدرسا لمادة الصحافة بالجامعة الأمريكية لمدة أربع سنوات. تزوج مصطفى وأنجب ابنتين هما رتيبة والتى أسماها على اسم والدته، وصفية واسمها على اسم السيدة صفية زغلول، والتى كان يعتبرها بمثابة الأم الثانية له حيث نشأ وترعرع هو وشقيقه فى منزلها وفى ظل رعايتها لهما، وقد عملت صفية بالصحافة أسوة بوالدها. العمل الصحفي .. بدأ العمل الصحفي مبكراً ، وهو في الثامنة من عمره ، قدما هو شقيقة مجلة " الحقوق " ، وفي عام 1928 أصدرا مجلة " التليمذ " ، وفي عام 1930 عمل محرر بمجلة " روز اليوسف " ثم عين نائبا لرئيس تحريرها وهو طالبا في الثانوية ، ثم أنتقل إلي مجلة " آخر ساعة " التي أسسها محمد التابعي . تشأة أخبار اليوم .. أنشأ مع شقيقه على أمين مؤسسة "أخبار اليوم" عام 1944، وأصدر مجلة "آخر لحظة" ،و"كتاب اليوم" ، ومجلة "الجيل الجديد" ، ومجلة "هى" ، وقام الأخوان مصطفي و علي أمين بشراء مجلة " آخر ساعة" عام 1946 من محمد التابعى ، وفي عام 1952 أنشأ جريدة "الأخبار" اليومية . وفي عام 1960 عين رئيس مجلس إدارة "دار الهلال" ورئيس تحرير "المصور" ، ثم عاد رئيسًا لمجلس إدارة مؤسسة "أخبار اليوم" عام 1962 بعد تأميمها. القبض عليه.. في 1951 تم القبض على مصطفي أمين 21 مرة ، وفي 23 يوليو 1952 اعتقلا الشقيقان وخرجت العناصر المعادية للتوأمان وأخبار اليوم ، لم توجه لهما السلطة أى اتهام وخرجا يمارسان العمل الصحفي فى أخبار اليوم، مساء يوم26 يوليو 1952. وفي عام 1965حكم عليه بالسجن المؤبد بتهمة التجسس لحساب الولاياتالمتحدةالأمريكية، وأفرج عنه عام 1973، وعاد إلى الكتابة فى صحيفة "الأخبار" يكتب عمود "فكرة" التى كان يكتبها شقيقه على أمين . و تعود القضية التى اتهم فيها مصطفى أمين بأنه كان مكلفا من جمال عبد الناصر باستمرار الاتصال بالولاياتالمتحدة، وكانت القيادة تمده بما ينبغى أن يقوله لمندوبى أمريكا، وأن ينقل إلى “جمال عبد الناصر” ما يقوله الأمريكيون، وعندما ساءت العلاقات بين مصطفى أمين وعبد الناصر وغيره من القيادات قبضوا عليه وحاكموه بالمعلومات التى كانوا قد أعطوها له سلفا ليسلمها إلى المندوبين الأمريكتين، وصدر عليه الحكم بالسجن 9 سنوات قضاها مصطفى أمين فى السجن وقضاها على أمين خارج مصر. حياته و الرؤساء .. جمال عبد الناصر .. وبعد وفاة جمال عبد الناصر فى 29 سبتمبر 1970، قام المدعى الاشتراكى الدكتور مصطفى أبو زيد ، بدراسة قضية مصطفى أمين وانتهى إلى : " أن الحكم ضد مصطفى أمين بنى على أدلة باطلة، وأن مصطفى أمين تعرض لإكراه بدنى ومعنوى لا طاقة للبشر باحتماله "، وصدر قرار جمهورى نشر فى الوقائع المصرية يقضى بإسقاط الحكم الذى صدر ضد مصطفى أمين، وتم الإفراج عنه عام 1973 . السادات .. وأصدر الرئيس " محمد أنورالسادات " قرار بتعيين "على أمين" رئيسا لمجلس إدارة مؤسسة أخبار اليوم، وتعيين مصطفى أمين رئيسا لتحرير أخبار اليوم، وكان "على أمين" خلال 9 سنوات بعيدا عن القاهرة يعمل خبيرا لصحف ومجلات “دار النهار” ودار الصياد فى بيروت. مؤلفاته .. قدم مصطفى أمين العديد من المؤلفات نذكر منها: تحيا الديمقراطية، من عشرة لعشرين، من واحد لعشرة، نجمة الجماهير، أفكار ممنوعة، ال 200 فكرة، سنة أولى سجن، ست الحسن، لكل مقال أزمة، أسماء لا تموت ، صاحبة الجلالة فى الزنزانة، صاحب الجلالة الحب . الأنشطة الخيرية .. ولقد كان لتوأمان العديد من الأنشطة الخيرية والاجتماعية، ففي عام 1954 نفذ الشقيقان مشروع "ليلة القدر"، كما كانا صاحبا الفضل فى ابتكار فكرة عيد الأم وعيد الأب وعيد الحب ، كما أنشأ التوأمان جائزة مصطفى وعلى أمين الصحفية. مع نجوم الزمن الجميل .. جمعت صداقة قوية بين كل من مصطفى أمين و كوكوب الشرق أم كلثوم ، و موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب ، والعندليب الأسمر الفنان عبد الحليم حافظ، حيث كان الأخير ينظر له نظرة الأب والأستاذ، ويستشيره فى كل شيء سواء فى أغانيه أو فى حياته الشخصية. وفاته .. توفى مصطفى أمين فى 13 إبريل 1997، بعد حياة حافلة، ليلحق بتوأمه والذى توفى عام 1976.