الحصر العددي لانتخابات الإعادة في الدائرة الثالثة بأسيوط    مسيرات مجهولة تثير الرعب قرب طائرة زيلينسكي أثناء زيارته أيرلندا (فيديو)    ميتا تخفض ميزانية "الميتافيرس" وتدرس تسريح عمال    الأنبا رافائيل يدشن مذبح «أبي سيفين» بكنيسة «العذراء» بالفجالة    فلسطين.. قوات الاحتلال تقتحم بلدة قبيا غرب رام الله بالضفة الغربية    وزير الأوقاف ينعي شقيق رئيس مجلس إدارة أخبار اليوم    خاطر يهنئ المحافظ بانضمام المنصورة للشبكة العالمية لمدن التعلّم باليونسكو    الحصر العددي لانتخابات النواب في إطسا.. مصطفى البنا يتصدر يليه حسام خليل    عصام عطية يكتب: الأ سطورة    الأزهر للفتوي: اللجوء إلى «البَشِعَة» لإثبات الاتهام أو نفيه.. جريمة دينية    الصحة: الإسعاف كانت حاضرة في موقع الحادث الذي شهد وفاة يوسف بطل السباحة    صحة الغربية: افتتاح وحدة مناظير الجهاز الهضمي والكبد بمستشفى حميات طنطا    عاجل- أكسيوس: ترامب يعتزم إعلان الدخول في المرحلة الثانية من اتفاق غزة قبل أعياد الميلاد    وست هام يفرض التعادل على مانشستر يونايتد في البريميرليج    دعاء صلاة الفجر اليوم الجمعة وأعظم الأدعية المستحبة لنيل البركة وتفريج الكرب وبداية يوم مليئة بالخير    "الأوقاف" تكشف تفاصيل إعادة النظر في عدالة القيم الإيجارية للممتلكات التابعة لها    الجيش الأمريكي يعلن "ضربة دقيقة" ضد سفينة مخدرات    رئيس هيئة الدواء يختتم برنامج "Future Fighters" ويشيد بدور الطلاب في مكافحة مقاومة المضادات الحيوية وتعزيز الأمن الدوائي    نجوم العالم يتألقون في افتتاح مهرجان البحر الأحمر.. ومايكل كين يخطف القلوب على السجادة الحمراء    دنيا سمير غانم تتصدر تريند جوجل بعد نفيها القاطع لشائعة انفصالها... وتعليق منة شلبي يشعل الجدل    فضل صلاة القيام وأهميتها في حياة المسلم وأثرها العظيم في تهذيب النفس وتقوية الإيمان    مصادرة كميات من اللحوم غير الصالحة للاستهلاك الآدمي بحي الطالبية    نتائج االلجنة الفرعية رقم 1 في إمبابة بانتخابات مجلس النواب 2025    البابا تواضروس الثاني يشهد تخريج دفعة جديدة من معهد المشورة بالمعادي    قفزة عشرينية ل الحضري، منتخب مصر يخوض مرانه الأساسي استعدادا لمواجهة الإمارات في كأس العرب (صور)    كأس العرب - يوسف أيمن: كان يمكننا لوم أنفسنا في مباراة فلسطين    صاحبة فيديو «البشعة» تكشف تفاصيل لجوئها للنار لإثبات براءتها: "كنت مظلومة ومش قادرة أمشي في الشارع"    د.حماد عبدالله يكتب: لماذا سميت "مصر" بالمحروسة !!    محطة شرق قنا تدخل الخدمة بجهد 500 ك.ف    وزير الكهرباء: رفع كفاءة الطاقة مفتاح تسريع مسار الاستدامة ودعم الاقتصاد الوطني    إعلان القاهرة الوزاري 2025.. خريطة طريق متوسطية لحماية البيئة وتعزيز الاقتصاد الأزرق    ضبط شخص هدد مرشحين زاعما وعده بمبالغ مالية وعدم الوفاء بها    سبحان الله.. عدسة تليفزيون اليوم السابع ترصد القمر العملاق فى سماء القاهرة.. فيديو    غرفة التطوير العقاري: الملكية الجزئية استثمار جديد يخدم محدودي ومتوسطي الدخل    ضبط شخص أثناء محاولة شراء أصوات الناخبين بسوهاج    أخبار × 24 ساعة.. وزارة العمل تعلن عن 360 فرصة عمل جديدة فى الجيزة    "لا أمان لخائن" .. احتفاءفلسطيني بمقتل عميل الصهاينة "أبو شباب"    الأمن يكشف ملابسات فيديو تهديد مرشحى الانتخابات لتهربهم من دفع رشاوى للناخبين    بعد إحالته للمحاكمة.. القصة الكاملة لقضية التيك توكر شاكر محظور دلوقتي    كاميرات المراقبة كلمة السر في إنقاذ فتاة من الخطف بالجيزة وفريق بحث يلاحق المتهم الرئيسي    ترامب يعلن التوصل لاتفاقيات جديدة بين الكونغو ورواندا للتعاون الاقتصادي وإنهاء الصراع    العزبي: حقول النفط السورية وراء إصرار إسرائيل على إقامة منطقة عازلة    رئيس مصلحة الجمارك: ننفذ أكبر عملية تطوير شاملة للجمارك المصرية    انقطاع المياه عن مركز ومدينة فوه اليوم لمدة 12 ساعة    فرز الأصوات في سيلا وسط تشديدات أمنية مكثفة بالفيوم.. صور    ميلان يودع كأس إيطاليا على يد لاتسيو    مراسل اكسترا نيوز بالفيوم: هناك اهتمام كبيرة بالمشاركة في هذه الجولة من الانتخابات    مراسل "اكسترا": الأجهزة الأمنية تعاملت بحسم وسرعة مع بعض الخروقات الانتخابية    محمد موسى يكشف أخطر تداعيات أزمة فسخ عقد صلاح مصدق داخل الزمالك    محمد إبراهيم: مشوفتش لاعيبة بتشرب شيشة فى الزمالك.. والمحترفون دون المستوى    مصدر بمجلس الزمالك: لا نية للاستقالة ومن يستطيع تحمل المسئولية يتفضل    دار الإفتاء تحذر من البشعة: ممارسة محرمة شرعا وتعرض الإنسان للأذى    كرة سلة - سيدات الأهلي في المجموعة الأولى بقرعة بطولة إفريقيا للاندية    اختتام البرنامج التدريبي الوطني لإعداد الدليل الرقابي لتقرير تحليل الأمان بالمنشآت الإشعاعية    كيف يقانل حزب النور لاستعادة حضوره على خريطة البرلمان المقبل؟    "المصل واللقاح" يكشف حقائق صادمة حول سوء استخدام المضادات الحيوية    سلطات للتخسيس غنية بالبروتين، وصفات مشبعة لخسارة الوزن    الأزهر للفتوى يوضح: اللجوء إلى البشعة لإثبات الاتهام أو نفيه ممارسة جاهلية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



توأم الصحافة المصرية على ومصطفى أمين
نشر في البوابة يوم 21 - 02 - 2014

توأمان لا تستطيع أن تتحدث عن أحدهما بمفردة غير واتي ذكر الآخر.. أنهما توأم الصحافة المصرية على أمين ومصطفى أمين اللذان تحل اليوم ذكري ميلادهما.
ولد مصطفى أمين في 21 فبراير 1914 في القاهرة، الصحفي والكاتب المصري، الذي قام مع شقيقه على أمين بتأسيس صحيفة أخبار اليوم.
الخال.. سعد زغلول
ولد التوأمان مصطفى وعلي أمين في 21 فبراير 1914، كان والدهما أمين أبو يوسف محاميا كبيرا، أما والدتهما فهي ابنة أخت الزعيم سعد زغلول، ومن هنا انعكست الحياة السياسة بشكل كبير على حياة الطفلين حيث نشئا وترعرعا في بيت زعيم الأمة.
سافر مصطفى أمين إلى أمريكا لإكمال دراسته فالتحق بجامعة جورج تاون، ودرس العلوم السياسية، وحصل على درجة الماجيستير في العلوم السياسية مع مرتبة الشرف الأولى عام 1938، ثم عاد إلى مصر وعمل كمدرس لمادة الصحافة بالجامعة الأمريكية لمدة أربع سنوات.
الصحافة عشقهما الأول
كانت الصحافة هي العشق الأول لمصطفى أمين وكذلك شقيقه، وبدأ العمل بها مبكرًا، وذلك عندما قدما معًا مجلة "الحقوق" في سن الثماني سنوات، والتي اختصت بنشر أخبار البيت، تلا ذلك إصدارهما لمجلة "التلميذ" عام 1928، وقاما فيها بمهاجمة الحكومة وانتقاد سياساتها، فما لبثت أن تم تعطيل إصدارها، أعقبها صدور مجلة "الأقلام" والتي لم تكن أوفر حظًا من سابقتها حيث تم إغلاقها أيضًا.
مصطفى أمين صاحب تسمية آخر ساعة
في عام 1930 انضم مصطفى للعمل بمجلة "روز اليوسف"، وبعدها بعام تم تعينه نائبًا لرئيس تحريرها، وهو ما يزال طالبًا في المرحلة الثانوية، وحقق الكثير من التألق في عالم الصحافة، ثم انتقل للعمل بمجلة "آخر ساعة" والتي أسسها محمد التابعي، وكان مصطفى أمين هو من اختار لها هذا الاسم.
كان مصطفى أمين صحفيًا بارعًا يعشق مهنته يتصيد الأخبار ويحملها للمجلة، يتمتع بقدر كبير من الإصرار والمثابرة، ويسعى وراء الخبر أينما كان، وكان أول باب ثابت حرره بعنوان "لا يا شيخ" في مجلة روز اليوسف.
وقد أصدر مصطفى أمين عدد من المجلات والصحف منها "مجلة الربيع " و"صدى الشرق" وغيرها، والتي أوقفتها الحكومة نظرًا للانتقادات التي توجهها هذه المجلات والصحف إليها.
مصطفى أمين ومولد أخبار اليوم
شهد عام 1944 مولد جريدة "أخبار اليوم" بواسطة كل من مصطفى وعلي أمين، وكانت هذه الجريدة بمثابة الحلم الذي تحقق لهما، وبدأ التفكير بها بعد استقالة مصطفى من مجلة "الإثنين" حيث أعلن عن رغبته في امتلاك دار صحفية تأتي على غرار الدور الصحفية الأوربية، وبالفعل ذهب مصطفى أمين إلى أحمد باشا، رئيس الوزراء ووزير الداخلية ليتحدث معه في الصحيفة الجديدة، وطلب منه ترخيص لإصدار صحيفة سياسية باللغة العربية باسم "أخبار اليوم"، وبدأ مصطفى في اتخاذ الإجراءات القانونية لإصدار الصحيفة في 22 أكتوبر 1944، وجاء يوم السبت 11 نوفمبر ليشهد صدور أول عدد من "أخبار اليوم"، وقد حققت الصحيفة انتشارًا هائلًا، وتم توزيع عشرات النسخ منها مع صدور العدد الأول، وقد سبق صدورها حملة دعاية ضخمة تولتها الأهرام، وقد قام الإخوان أمين بعد ذلك بشراء مجلة "آخر ساعة" عام 1946 من محمد التابعي.
التوأم وعبد الناصر
أما مصطفى أمين فتختلف حياته بعض الشيء عن حياة على أمين، الذي التحق بروز اليوسف، وهو طالب ثم هاجر من روز اليوسف إلى آخر ساعة، عندما أسسها محمد التابعي عام 1934، وكان قد بدأ مصطفى أمين في روز اليوسف بعد أن صدرت عام 1925، وهو الذي قدم إحسان عبد القدوس لمحمد التابعي بعد أن اختلف إحسان مع والدته السيدة فاطمة اليوسف، وترك مصطفى أمين آخر ساعة إلى دار الهلال، ومن الطريف في حياة مصطفى أمين أنه حكم عليه عام 1939 بالسجن لمدة ستة أشهر مع إيقاف التنفيذ بتهمة العيب في ذات "الأمير محمد على" ولي العهد وقد ألغي الحكم عام 1942 في عهد وزارة مصطفى النحاس باشا.
التوأم وبداية الاعتقال
وقد بدأت العلاقة بين سلطة 23 يوليو عام 1952 وبين صاحبي أخبار اليوم بداية درامية فقد اعتقلا يوم الأربعاء 23 يوليو عام 1952، وخرجت العناصر المعادية للتوأم وأخبار اليوم، ولكن مساء يوم26 يوليو عام 1952 لم توجه لهما السلطة الجديدة أي اتهام وخرجا يمارسان العمل في أخبار اليوم.
و يذكر القراء ما قام به الصحفي الوطني الجسور مصطفى رشدي رئيس تحرير الوفد فيما بعد، وما قام به الصحفي الكبير مصطفى أمين إزاء العدوان الثلاثي- أكتوبر عام 1956.
وظل رشدي داخل بورسعيد وحمل آلة تصوير وجعل الأفلام التي تفضح بشاعة العدوان وتسلل في ليل دامس في ملابس صياد وغاص في بحيرة المنزلة،ووصل إلى دار أخبار اليوم في الفجر وسلم أفلام الدمار إلى الأستاذين "مصطفى وعلي أمين" وبأمر من القيادة حمل مصطفى أمين هذه الصور النادرة، وطار بها ووزع الصور على كبرى صحف العالم لتنشر على صدر صفحاتها الأولى بفضح العدوان الثلاثي.. إنجلترا وفرنسا وإسرائيل.
القضية التي اتهم فيها مصطفى أمين بأنه كان مكلفا من جمال عبد الناصر باستمرار الاتصال بالولايات المتحدة، وكانت القيادة تمده بما ينبغي أن يقوله لمندوبي أمريكا، وأن ينقل إلى "جمال عبد الناصر" ما يقوله الأمريكيون، وعندما ساءت العلاقات بين مصطفى أمين وعبد الناصر وغيره من القيادات قبضوا عليه وحاكموه بالمعلومات، التي كانوا قد أعطوها له سلفا ليسلمها إلى المندوبين الأمريكيين، وصدر عليه الحكم بالسجن 9 سنوات قضاها مصطفى أمين في السجن وقضاها على أمين خارج مصر.
ومن جهة أخرى، أكد صلاح نصر رئيس المخابرات المصرية في كتابه «عملاء الخيانة وحديث الإفك» وهو كتاب صدر في عام 1975 أن مصطفى أمين جاسوس فعلًا، وشرح بالتفصيل علاقة الصحفي الشهير مصطفى أمين بالمخابرات الأمريكية،والأكثر من ذلك ذكر صلاح نصر أن جهاز مكافحة التجسس كان يحتفظ بملف ل«مصطفى أمين» حول علاقته بالمخابرات الأمريكية حتى من قبل ثورة يوليو 1952.
التوأم وتحديث أخبار اليوم
عندما أصدرت جريدة أخبار اليوم في نوفمبر عام 1944 في شكلها الجديد، وفي تبويبها بهرت عيون القارئ المصري وظن الكثيرون أن هذا شيء جديد، وقد كتب المؤرخ والمخرج السينمائي أحمد كامل مرسي في ذكريات عن صاحبة الذكريات، وهو يشير إلى ذكريات فاطمة اليوسف – الطبعة الثالثة – يناير عام 1976 صفحة 261 كتب يقول: "لا جدال في أن – أخبار اليوم – عندما ظهرت في الأربعينيات 1944 كانت متأثرة إلى حد بعيد سواء في الشكل أو المحتوىات بالنهج الذي ابتكرته روز اليوسف اليومية وسارت عليه في الثلاثينيات".
وبداية من 25 مارس عام 1935، ظهرت أخبار اليوم بشكل جديد قالت عنه روز اليوسف في ذكرياتها: "لم تكن الصحافة اليومية قد عرفت قبل ذلك جريدة تحمل هذا السخاء في الأبواب.. وأبواب جديدة تماما كأبواب الأطفال والتسلية. ولم تكن قد حملت رسما كاريكاتوريا قط. حتى الأزهر كان له باب.. وعرفت الصحافة فيها أيضا التعقيبات الصغيرة التي شاعت الآن.. كان يكتبها كامل الشناوي ويوسف حلمي".
حتى شخصية المصري أفندي وكانت شخصية أساسية في أخبار اليوم بالمسبحة في يده وطربوشه المتراجع إلى الخلف نظارته التقليدية.. قالت "فاطمة اليوسف" ص 148: شخصية المصري أفندي ولدت على صفحات روز اليوسف.. كانت "الكشكول" ترسم شخصية جحا، وأردنا أن تكون لنا شخصية أخرى" وكانت لدينا مجموعة كاريكاتير من الصحف الاجنبية، وجدنا فيها أنا والأستاذ التابعي شخصية رجل يشبه "المصري أفندي" يلبس قبعة ويحمل في يده مظلة. واقتبسنا شخصيته بعد أن ألبسناه الطربوش ووضعنا في يده المسبحة. وبدأ "صاروخان" يرسم "المصري أفندي"
وتبقي أخبار اليوم مدرسة لها بصماتها على الصحافة المصرية والعربية صحافة الخبر والجري وراءه وتوثيقه وتوسيعه، مدرسة صحافة الخدمات.. السوق واحتياجات ربة البيت.. وصحافة الموضوعات الإنسانية والوصول إلى أطراف هذا الحداث أو ذاك. والمهارة في استخدام الكاريكاتور.. واستخدام عنصر الإثارة في الشكل والموضوع وأذكر أن عددا من الصحفيين أثار موضوع المانشيت الأحمر على صدر الجريدة وطالبوا بمحاربته والاستغناء عنه، وحالت بعض الجرائد التجربة الجديدة، ولكنها تراجعت وعادت سيرتها الأولى، وإذا تأملنا الصحفيين في مختلف الصحف القومية والحزبية لوجدنا الغالبية منهم قد تربوا في مدرسة أخبار اليوم.
مؤلفاته
قدم مصطفى أمين خلال حياته العديد من المؤلفات القيمة نذكر منها:
تحيا الديمقراطية، من عشرة لعشرين، من واحد لعشرة، نجمة الجماهير، أفكار ممنوعة، ال 200 فكرة،
سنة أولى سجن، الآنسة كاف، ليالي فاروق، ست الحسن، لكل مقال أزمة، أسماء لا تموت "مشاهير الفن والصحافة"، صاحبة الجلالة في الزنزانة، صاحب الجلالة الحب، لا، النحو الواضح – ثانوي وابتدائي بالاشتراك مع على الجارم. بين الصحافة والسياسة
التوأم وليلة القدر
وقد كان ل مصطفى هو وشقيقه "على" العديد من النشاطات الخيرية والاجتماعية، فنفذ الشقيقان أمين مشروعًا خيريًا أطلقا عليه "ليلة القدر"، كما كانا صاحبا الفضل في ابتكار فكرة عيد الأم وعيد الأب وعيد الحب.
بدأ مشروع "ليلة القدر" في 15 فبراير 1954 بمقال نشره مصطفى أمين في أخبار اليوم جاء فيه " في قلب كل إنسان أمنية صغيرة تطارده في حياته وهو يهرب منها إما لسخافتها أو لارتفاع تكاليفها، فما هي أمنيتك المكبوتة؟، أكتب لي ما هي أمنيتك وسأحاول أن أحققها لك، سأحاول أن أدلك على أقصر الطرق لتحقيقها بشرط ألا تطلب مني تذكرة ذهاب وإياب إلى القمر".
وقد حقق هذا المشروع الكثير من النجاح حيث انهالت على الجريدة العديد من الخطابات، وتم تلبية طلبات العديد من أصحاب الاحتياجات، وتوسع هذا المشروع بعد ذلك وتفرعت أنشطته.
جائزة مصطفى وعلي أمين الصحفية
أنشأت جائزة مصطفى وعلى أمين الصحفية والتي تعتبر بمثابة التتويج الحقيقي لمشاعر الأب الذي يحتضن أبنائه ويشجعهم ويحفزهم على مزيد من النجاح في بلاط صاحبة الجلالة ولم يقتصر هذا التكريم على الصحفيين بل امتد للمصورين ورسامي الكاريكاتير وسكرتارية التحرير الفنية وأيضا الفنانون، ومن الفنانين الذين حصلوا على جائزته فاتن حمامة ويحيي الفخرانى ونور الشريف وعبلة كامل ويحي العلمي وعمار الشريعى وغيرهم.
وكانت علاقات مصطفى أمين جيدة بالفنانين كان اشهرها مع الفنانة أم كلثوم والتي وقفت بجوار إخبار اليوم في عثراتها المالية وعبد الحليم حافظ والموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب ونجاة وكامل الشناوي وكمال الطويل وفاتن حمامة وغيرهم ويقول مصطفى أمين عن صداقاته للنجوم إن الحياة بجانب النجوم مرهقة ومتعبة ولكنها لذيذة وأنت في بعض الأحيان لا تستطيع أن ترى جمال الصورة إلا إذا ابتعدت عنها فالأضواء الساطعة تعميك اننى أحب الناس كل الناس.
على أمين رئيس تحرير الأهرام
وبعد وفاة جمال عبد الناصر في 29 سبتمبر عام 1970، قام المدعي الاشتراكي الدكتور مصطفى أبو زيد بدراسة قضية مصطفى أمين وانتهى إلى: "أن الحكم ضد مصطفى أمين بني على أدلة باطلة، وأن مصطفى أمين تعرض لإكراه بدني ومعنوي لا طاقة للبشر باحتماله"، وصدر قرار جمهوري نشر في الوقائع المصرية يقضي بإسقاط الحكم الذي صدر ضد مصطفى أمين، وتم الإفراج عنه وأصدر عدة كتب منها "سنة أولى سحن" سجل فيها الإكراه البدني والمعنوي الذي تعرض له ولا طاقة للبشر باحتماله، وأصدر "السادات" قرار بتعيين "على أمين" رئيسا لمجلس إدارة مؤسسة أخبار اليوم، وقرار بتعيين مصطفى أمين رئيسا لتحرير أخبار اليوم. وكان "على أمين" خلال 9 سنوات بعيدا عن القاهرة يعمل خبيرا لصحف ومجلات "دار النهار" ودار الصياد في بيروت، وبعد حرب أكتوبر عام 1973 طلب منه "السادات" أن يعود فورا إلى القاهرة فعاد، وأصدر "السادات" قرارا بتعيين "على أمين" رئيسا لتحرير الأهرام.
وبعد الإفراج عن مصطفى أمين سافر مصطفى إلى لندن للعلاج وعاد إلى مصر في 14 مايو عام 1974م، وكان "مصطفى أمين" قد قرر بينه وبين نفسه أن يبدأ مرحلة جديدة في حياته، فكنا نرى طابورا طويلا ينتظره من الجماهير في الصباح وهو يدخل على أخبار اليوم ويحي كل واحد ويتسلم منه شكواه.. يعرض بعضها في عموده المتميز فكرة، ويرسل الشكاوى الأخرى إلى المتخصصين الذي يستمعون للكاتب الكبير، وانحاز للديموقراطية والحريات وحرية تكوين الأحزاب وحرية العمل السياسي وكتب مقاله الشهير عن هرولة حزب مصر إلى الحزب الوطني الديموقراطي الذي أسسه السادات، فوقعت فجوة في العلاقات بين رئيس الدولة وبين الكاتب الصحفي الكبير.
مصطفى أمين وعبد الحليم حافظ
جمعت صداقة قوية بين كل من مصطفى أمين والفنان عبد الحليم حافظ، حيث كان الأخير ينظر له نظرة الأب والأستاذ، ويستشيره في كل شيء سواء في أغانيه أو في حياته الشخصية، وكان عبد الحليم مناصر قوي لأمين أثناء فترة اعتقاله فكان يؤكد دائمًا على براءته، وبذل الكثير من الجهد من أجل الحصول على تصريح لزياراته في السجن.
الحياة الشخصية
تزوج مصطفى وأنجب أبنتين هما رتيبة والتي اسماها على اسم والدته، وصفية واسمها على اسم السيدة صفية زغلول، والتي كان يعتبرها بمثابة الأم الثانية له، حيث نشأ وترعرع هو وشقيقه في منزلها وفي ظل رعايتها لهما، وقد عملت صفية بالصحافة أسوة بوالدها.
في سجنه كان مصطفى أمين يكتب إلى أبنته صفية العديد من الرسائل، ورغم القسوة والمعاناة التي كان يعانيها في سجنه، غير أن رسائله كانت مفعمة بالتفاؤل، فحينما رفضت إدارة السجن مده بالأدوية أو نقله للمستشفى للعلاج، كتب لابنته قائلًا إن حالته المعنوية عالية وأنه كلما توالت عليه الضربات يكون في أحسن حالاته، وأن الأزمات والمحن تجدد شبابه.
وقد قامت ابنتيه رتيبة وصفية بزيارة إلى السيدة جيهان السادات مع السيدة أم كلثوم أملًا في التوسط من أجل الإفراج عن والداهما وذلك عام 1972، ولكنهم لم يوفقوا في الإفراج عنه فورًا، ولكن قام السادات بإصدار قرار العفو عنه بعد هذه الزيارة بثلاث سنوات وبعد نصر أكتوبر.
طرائف
وكان الشبه الكبير بين على ومصطفى مادة لطرائف كثيرة.. روى "مصطفى" احدها: كان حسين سري رئيس الوزراء قد أصدر أمرا بأن لا يستخدم صغار الموظفين الأسانسير في مواعيد معينة. وحدث أن شاهد "سري باشا" على أمين يكسر هذه القاعدة فعنفه سري باشا. فقال "على".. معاليك فاكرني من؟ أنا لست بعلي أنا مصطفى رئيس تحرير آخر ساعة.. قفال حسين سري: يا سي مصطفى أنا بهزر.. أنت متصور مش أعرف على أمين المهندس الصغير بالدرجة السادسة من مصطفى، تعال اشرب فنجان قهوة في مكتبي وندردش شوية.. يا مصطفى.
على أمين وعيد الأم
في مقاله اليومي فكرة، طرح على أمين فكرة الاحتفال بعيد الأم قائلا: لم لا نتفق على يوم من أيام السنة نطلق عليه يوم الأم ونجعله عيدا قوميا في بلادنا وبلاد الشرق. وفي هذا اليوم يقدم الأبناء لأمهاتهم الهدايا الصغيرة ويرسلون للأمهات خطابات صغيرة يقولون فيها شكرا أو ربنا يخليك، لماذا لا نشجع الأطفال في هذا اليوم أن يعامل كل منهم أمه كملكة فيمنعوها من العمل. ويتولوا هم في هذا اليوم كل أعمالها المنزلية بدلا منها ولكن أي يوم في السنة نجعله 'عيد الأم'؟
وبعد نشر المقال بجريدة 'الأخبار' اختار القراء تحديد يوم 21 مارس وهو بداية فصل الربيع ليكون عيدا للأم ليتماشى مع فصل العطاء والصفاء والخير.
على وعيد الأم والحب
على ومصطفى أمين وابتكرا الاحتفال بعيد الأم، وعيد الأب، وعيد الحب.
وفاتهما
توفي على أمين في 28 مارس 1976، أما مصطفى فتوفي في 13 إبريل 1997.
مأثورات
كانت مقوله على أمين الشهيرة "ساعة ظلم واحدة طولها ألف سنة".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.