وضعت تسريبات بنما، تلك الفضيحة المالية التي طالت عددًا من زعماء العالم، العالم بأسره «تحت رحمة» سلسلة تغييرات اقتصادية وسياسية تشهدها الأيام المقبلة. وبات مؤكدًا أن تتغير نظرة الأمريكيين تجاه مرشحيهم، فعلى سبيل المثال تعتبر هيلاري كلينتون بالنسبة لهم تجسيد للتهرب الضريبي عكس منافسها بيرني ساندرز المعروف بميوله الاشتراكية وظهوره الدائم بصورة رجل الشعب الرافض لسيطرة الأغنياء، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة الإندبندنت البريطانية، الأربعاء 6 إبريل. وأثارت تسريبات وثائق موساك فونسيكا عاصفة مالية عالمية ضخمة، وأدرجت قضية العدالة الضريبية على جدول الأعمال مرة أخرى، حيث ستكون الآثار المترتبة على السياسة العالمية وخيمة، بحسب الصحيفة البريطانية. وأصبحت سمعة الأغنياء على المحك بعد تلك الفضيحة، خصوصًا أن هيلاري كلينتون محسوبة على النخبة بالمجتمع الأمريكي، عكس «ساندرز» المعروف بكفاحه وتقربه من الطبقات الوسطى والفقيرة. ورغم كون هيلاري كلينتون لم تتورط في تلك التسريبات ولم يرد اسمها في أي عملية من العمليات المالية إلا أن الشعب الأمريكي فقد الثقة في كل حاكم له علاقة بالأغنياء، كما أن ساندرز لن يتوقف عن انتقاد سياستها التي ساعدت من خلالها في انتهاكات صارخة عن طريق صفقات تجارية عديدة. أما من جهة دونالد ترامب، فبكل تأكيد لم تأت قضية تلك التسريبات في صالحه، رغم عدم تورطه هو الآخر إلا أن تاريخه الرأسمالي لم يخلو من صفقات تجارية وتهربات ضريبية عديدة وهو ما سيفقد ثقة الأمريكيين فيه.