ذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية -الخميس 16 أغسطس- أنه بينما تتجه أنظار العالم كافة إلى الصراع المحتدم في سوريا، يشعر اللبنانيون بخطر حقيقي يهدد الاستقرار النسبي الذي ينعمون به. وأضافت أن تسرب الاضطرابات وأعمال العنف من الجارة سوريا إلى داخل أراضيهم، لا تقل في أهميتها ووطأتها تلك التي تحدق بسوريا. وأوضحت الصحيفة-في سياق مقال افتتاحي أوردته على موقعها على شبكة الانترنت-أنه من بين جميع الدول العربية،لطالما كان لبنان "الصغير"عرضة للتداعيات الأزمات والصراعات التي تحدث في دول منطقة الشرق الأوسط "الكبرى". وأردفت الصحيفة تقول أن تسرب الصراع السوري إلى لبنان قد فرض عليها الدور ذاته، وهو أن تكون ساحة المعركة التي تشهد الصراعات السياسية والإستراتيجية الإقليمية التي تصل في بعض الأحيان إلى حرب بالوكالة يخوضها أبناء الشعب اللبناني نيابة عن الأطرف الإقليمية المتنازعة وتعيد رسم ملامح المنطقة برمتها. وأضافت: "يتبلور الدور اللبناني من خلال الأزمة السورية الراهنة في دعم نظام السوري بشار الأسد إلى جانب الإيرانيين والروس ضد الثوار في سوريا والأنظمة العربية والولايات المتحدة،فربما يكون دورا يراه البعض ثانويا وليس جذريا بالنسبة لمعطيات الأزمة السورية إلا أنه لا يجعل الأمور أقل خطورة ولا يبدد جميع المخاوف التي تحدق باستقرار لبنان كذلك لا يستهوي قطاع عريض من اللبنانيين. واعتبرت "الجارديان" البريطانية أن الملامح الرئيسية للصدع الذي لطالما هدد استقرار المجتمع اللبناني المتمثلة في الخلافات والنزعات بين المسيحيين والمسلمين ينعكس الآن بشكل واضح في صراع إقليمي يأخذ شكلا أكبر ين أبناء المذهب السني والشيعة. ونوهت الصحيفة في هذا الصدد بنتائج استطلاع رأي أجري حول الدور الذي تلعبه جماعة حزب الله اللبنانية في الصراع الدائر في سوريا كشفت أن 94% من اللبنانيين السنة يكنون مشاعر كره وعدائية لحزب الله مقابل 94% من الشيعة مناصرين وداعمين له ولسياساته. وأشارت الصحيفة إلى أن عالم السياسة اللبناني يشهد انقساما بين كتلتين بارزتين وهى كتلة ال14 من مارس المناهضة لسوريا وأغلبها من السنة مقابل كتلة ال8 من مارس بزعامة حزب الله،موضحة أنه على الرغم من أن الأخيرة هى من تتولى مقاليد الحكم حاليا غير أن كتلة ال"14 من آذار" مدعومة في ذلك بالثورة السورية التي تقودها الأغلبية السنية قد تتنازع السلطة مع حزب الله. كما رأت الصحيفة-في ختام تعليقها-أنه على الرغم من أن المنافسة بين السنة والشيعة في لبنان لا تزال بصبغة سياسية لاسيما في ظل وجود رغبة حقيقة من قبل جميع الأطراف في الإبقاء عليها كذلك إلا إنه كلما تدهورت الأمور وتفاقمت الأحداث في سوريا كلما جعلت من حلم اللبنانيين باستقرار مستدام أمرا بعيد المنال.