يحتفل العالم في 2 أبريل من كل عام، ب اليوم العالمي للتوعية ضد مرض التوحد ، حيث يهدف الاحتفال للتعريف بالمرض والتحذير منه. تمت تسمية هذا اليوم من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة بنهاية عام 2007، ويعتبر أول يوم عالمي يخصص لمرض التوحد، كما أنه يعد يوم محزن للبعض ويراه البعض الأخر أنه ثمرة علاج لهذا المرض. تقول أخصائية الطب النفسي للأطفال دكتورة منى يسري :«أحزن كثيرا عندما أجد أي علامة من علامات التفرقة أو عدم التقبل للطفل الذي يعاني من التوحد، وللأسف كثيرا ما يشتكي الأهالي من وجود طفل مختلف القدرات في فصل ابنهم ويطلبون نقل الطفل أو نقل نجلهم». وأضافت: « وجود الاختلاف في الفصل لن يضر الأطفال ذهنيا وحتى إذا قام الطفل بتقليد بعض الحركات فلا داعي للقلق فستكون لفترة قصيرة ولن تتسبب في أي أثر عقلي أو نفسي..كما أن وجود هذا الاختلاف سيكون مفيدا جدا لطفلك لأنه سيجعله يتعلم كيف يتعاطف مع الآخر، وهذا سيكون من أهم خصائصه الإنسانية في المستقبل، وسيتعلم كيف يساعد الآخر فيصبح عضوا مؤثرا في المجتمع وسيتعلم أيضا أن يشكر نعمة ربه ويذكي عن علمه وقدراته التي منحها الله له». وتابعت: «لدى الطفل الذي يعاني من التوحد، اختلاف في القدرات وليس عديم القدرات، وقد يصل مستوى قدراته إلى درجة العبقرية، وذلك واجب على الأهل والمدرسين أن يؤمنوا به ويشجعوه». ونصحت دكتورة منى، أهالي الأطفال المختلفين في القدرات، والمعلمين في المدارس باللاتي: ١- انظروا لأطفالكم بأنهم متميزون ولا تخجلوا أبدا من الاختلاف، فالذي لا يقدر هذا الاختلاف هو من يجب أن يخجل من نفسه مليون مرة. ٢- هناك أمل كبير في التدخل المبكر فأن كان طفلك في سن الحضانة، فعليك تكثيف تدريبه في المجالات المختلفة فانه يأتي بنتائج رائعة واستمر في ذلك حتى ترى بعينك الإعجاز. 3- يجب على المدارس تعيين أخصائيين لوضع برنامج سنوي مناسب لكل طفل، ويجب تحضير الأطفال في الفصل لتقبل وتشجيع أي طفل مختلف عنهم في القدرات، وأكبر مهمة هي الإيمان الحقيقي بأن كل إنسان خلق لتحقيق فرق في العالم، فواجب المدرسة الأول بعد التربية هو مساعدة كل طفل في اكتشاف قدراته حتى لو كانت هذه القدرات خاصة وليست القدرات العامة التي نقيم بها كل الأطفال كأنهم مكينة تقاس قوتها بنفس المقياس. كل طفل يتميز بقدرات خاصة يجب أن نعطيه الفرصة لاكتشافها بنفسه، وكل ما علينا هو الإيمان بقدرات أطفالنا حتى تنبت ونفرح بها جميعا.