أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي عزم مصر مواصلة مسيرة التنمية الشاملة على كافة الأصعدة، منوهاً إلى أهمية إحداث التوازن بين إرساء الأمن والاستقرار وبين الحقوق والحريات التي يتعين تنميتها وازدهارها. وشدد السيسي أهمية تعزيز التعاون الأمني بين الدولتين بما يساهم في التصدي للتحديا المشتركة، لاسيما في ظل التحديات الإقليمية والدولية المحيطة، خاصةً الإرهاب الدولي الذي لا يمكن هزيمته إلا في إطار مقاربة شاملة تتضمن الأبعاد الثقافية والفكرية والتنموية إلى جانب الأبعاد الأمنية والعسكرية. جاء ذلك خلال استقبال الرئيس السيسي اليوم الأربعاء 30 مارس توماس دي مازيير وزير الداخلية الألماني، وذلك بحضور اللواء مجدي عبد الغفار وزير الداخلية. وصرح السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الوزير الألماني نقل تحيات المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى الرئيس. وأكد الوزير الألماني على دور مصر المركزي كأحد أهم دعائم الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، فضلاً عن حضارتها العريقة ومساهمتها القيمة في مسيرة التطور الإنساني، مشيراً إلى أن أوروبا تعوّل على دور مصر القيادي في ضوء التحديات التي تواجهها المنطقة. ورحب الوزير الألماني بالجهود التي تبذلها مصر على صعيد التحول الديمقراطي وتحقيق الاستقرار والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، مشيراً إلى أهمية مواصلة هذه الجهود. كما أشار وزير الداخلية الألماني إلى حرص بلاده على تكثيف التشاور مع الجانب المصري حول سُبل تعزيز العلاقات الثنائية المتميزة التي تجمع بين البلدين، لاسيما فيما يتعلق بالتعاون في المجال الأمني وسبل استعادة مصر لمكانتها كمقصد سياحي متميز للمواطنين الألمان، فضلاً عن التباحث حول مُجمل تطورات الأوضاع الإقليمية بالمنطقة. وذكر السفير علاء يوسف أن الرئيس رحب بوزير داخلية ألمانيا وطلب نقل تحياته إلى المستشارة الألمانية "ميركل"، مؤكداً اعتزاز مصر بالعلاقات المتميزة التي تربطها بألمانيا وتقديره الكبير للشعب الألماني. كما ثمن السيسي موقف ألمانيا عقب حادث سقوط الطائرة الروسية في سيناء، وحرصها على عدم تعليق الرحلات الجوية إلى المقاصد السياحية المصرية. وعبر الرئيس عن التطلع لتعزيز العلاقات الثنائية على جميع المستويات وتوطيد العلاقات الاقتصادية والثقافية بين البلدين، مؤكداً الحرص على تنظيم إطار عمل المؤسسات الألمانية في مصر. واستعراض الرئيس جهود مصر في مجال مكافحة الفكر الأصول المتطرف وتصحيح الخطاب الديني، مشيراً إلى زيارة فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الأخيرة لألمانيا، وحرص مصر على تقديم الصورة الحقيقية للإسلام وتنقيتها مما علق بها من شوائب بسبب ممارسات تجافي صحيح الدين.