سلكت طريق الغواية والمخدرات، وضربت بعرض الحائط كل القيم والمبادئ، واتخذت من الدور الرابع بالعقار الخالي من السكان وكراً لتدخين الحشيش بمصاحبة عشيقها الشاب وممارسة الحب المحرم. خيم الهدوء على الشارع، وخلد الجميع إلى النوم، بينما تتسلل الفتاة حافية القدمين بخفة وسرعة شديدة وتتوجه إلى الباب الرئيسي للعقار لاستقبال العشيق بعد أن اطمأنت بأن البواب أيضاً يغض في نوم عميق، جلسا يدخنان السجائر المحشوة بالحشيش والشيطان ثالثهما، حتى فوجئا بأحد الطلبة القاطنين بالعقار ينهر الشاب ويطلب منه الانصراف وعدم تكرار ذلك مرة أخرى. اشتاط الشاب غيظاً ونشبت بينهما مشادة كلامية تطورت إلى مشاجرة تجمع على إثرها الجيران ولقنوا العشيق علقة ساخنة، والذي تملكه الغيظ والثأر لكرامته التي أهدرت أمام عشيقته، وقرر الانتقام منهم. وفي اليوم التالي أصيب الجيران بالذعر والهلع عندما شاهدوا الشاب يقف أسفل العقار ممسكاً بسلاح أبيض "سنجة" ويقوم بسب الجيران والطلبة بأبشع الألفاظ في محاولة لاستدراجهم والنزول إلى الشارع بعد أن اتفق مع أحد أصدقائهن والذي يختبأ خلف إحدى السيارات بالشارع ممسكاً أيضاً سلاحه الناري "خرطوش" وإطلاق أعيرة نارية فور نزولهم من العقار، لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، حيث قام أحد الجيران بإطلاق عياراً نارياً من طبنجته المرخصة لتخترق رصاصة صدر الصديق ويسقط جثة هامدة وسط بركة من الدماء وسط صرخات وعويل الأطفال ليبدو المشهد وكأنه فيلماً سينمائياً. على الفور انتقل شريف صديق وكيل أول نيابة حوادث جنوبالجيزة لمعاينة الجثة ومكان الواقعة، بينما كان طارق جودة وكيل النائب العام يستمع إلى أقوال الجيران وشهادة الشهود. تبين من التحقيقات أن المجني عليه مسجل خطر وكان قد أفرج عنه منذ ثلاثة أيام بعد قضائه عقوبة السجن، وأن الشاب العشيق استعان به لتلقين الجيران والطلبة المقيمين بالعقار درساً وأثناء قيامه بإطلاق أعيرة نارية من فرد خرطوش كان قد بادره أحد الجيران والذي يعمل تاجراً للأدوات الصحية فأرداه قتيلاً. وصرح المستشار أحمد ناجي رئيس نيابة حوادث جنوبالجيزة بدفن جثة المجني عليه بعد العرض على الطب الشرعي، وإخلاء سبيل التاجر بكفالة مالية قدرها 15 ألف جنيه، وإخلاء سبيل الفتاة أيضاً وعشيقها بكفالة مالية قدرها 2000 جنيه على ذمة التحقيقات.