افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسى، اللقاء مرحبًا بالحضور وخلال 7 دقائق أثار الرئيس نقطتين للنقاش.. الأولى كانت تتعلق بسؤال طرحه وهو «هل الأمة العربية تمر بمرحلة انحدار أم ازدهار؟، وما تأثير هذا الانحدار أو الازدهار على قطاعات ومؤسسات الدولة في مصر؟.. النقطة الثانية التي أثارها الرئيس كانت الهدف من اللقاء، ووفقا لما قاله الرئيس أن اللقاء يهدف إلى إقامة جسر مباشر بين الأفكار والأحلام وبين تنفيذها على أرض الواقع. انتقلت الكلمة بعد ذلك إلى 12 من الحضور، حيث جاوب البعض عما طرحه الرئيس، أما البعض الآخر فتحدث عن أفكاره ورؤيته للعديد من الأمور الداخلية.. ولم يتطرق الحاضرون إلى الشأن الخارجي إلا في أضيق الحدود، ولم يتحدث أحد فى مشكلة سد النهضة. جاوب ضياء رشوان نقيب الصحفيين السابق، عن سؤال الرئيس خلال اللقاء معه، قائلا: نحن في مرحلة صعود وليس هبوط، وقد استطاعت الثورتان المصريتان القضاء على 2 من «الفراعين»، وخلال تاريخ المصري عبر 7 آلاف سنة عانت مصر من الحكم الفرعوني، واستطاعت الثورتان المصريتان إنهاء هذا التاريخ المصري المعوج، وبالتالي نحن في مرحلة صعود، ولكن على خط الإقلاع، ومن ثم الأمر يحتاج إلى مشاق وجهود. عفو شامل أنهى رشوان إجابته عن السؤال، ثم اقترح على الرئيس خارطة طريق جديدة خاصة بعد انتهاء خارطة طريق ثورة 30 يونيو بانتخاب البرلمان، وطالب رشوان، الرئيس بإصدار قانون عفو شامل عن المحبوسين باستثناء محبوسي الجرائم والإرهاب، وأن يتبنى السيسي هذا المقترح ويعرضه على البرلمان فى صورة مشروع قانون لمناقشته، كما طالب الرئيس بالتقدم بمشروع قانون التشريعات الإعلامية التي وضعتها اللجنة الإعلامية المشكلة لصياغة هذه التشريعات إلى مجلس النواب، وكذلك مشروع قانون من 4 مواد لإلغاء الحبس في قضايا النشر ومشروع قانون الجمعيات الأهلية. وفيما يخص الأوضاع الاقتصادية قال نقيب الصحفيين السابق، آن الدولة يجب آن ترفع يدها عن بعض الفئات المطحونة كما هو الحال بالنسبة للفلاحين من خلال رفع حد الإعفاء عن الديون، فضلا عن ضرورة إنشاء صندوق للبطالة. وكشف رشوان أن الرئيس عبد الفتاح السيسي اتفق في نهاية اللقاء مع المثقفين والأدباء على عقد اجتماع آخر بعد 30 يوما، وخلال هذه الفترة يتم تشكيل لجان تحت إشراف وزير الثقافة لتكون مسئولة عن تقديم مقترحات لتنفيذ ما تم طرحه خلال اللقاء. كما قال الكاتب الصحفي عبدالله السناوي، إن أهم النتائج هذا الحوار هو طلب الرئيس وزير الثقافة متابعة إعداد المثقفين والأدباء لورقة عمل تكون جسرًا بين اعتبارات الدولة وقضايا الحريات. وأضاف السناوي: أن السيسي قال إنه يتفهم قضايا الحريات ويحترمها وليس لديه مانع من تعديل قانون التظاهر، كما أنه استمع إلى انتقادات حقوق الإنسان وإلغاء المادة الخاصة بازدراء الأديان بالقانون المصري وسرعة إعلان قانون الصحافة والإعلام الموحد. وأشار الكاتب الصحفي إلى أن الرئيس أكد أكثر من مرة خلال اللقاء على تقبله النقد، وأنه مستعد للتعاطي بإيجابية مع أي خريطة طريق جديدة، وقال: «لا أحد يستطيع أن يجلس مكاني أكثر من المدة المقررة، وأن عهد الفرعون انتهى بثورة 30 يونيو وأنا واحد منكم ولست رئيسًا لمصر». قضايا الشباب وقالت الكاتبة الصحفية فريدة النقاش، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي استمع باهتمام لكل الاقتراحات المقدمة من جانب الحاضرين، بالإضافة إلى انه أجاب عليهم بأنه يتفق معهم في جميع النقاط والقضايا التي طرحوها عليه ولكن هناك بعضًا منها قد يتجه إلى التنظير، حيث إن الحقيقة على أرض الواقع الفعلي في مصر مليئة بالصراعات والصعاب التي يغفلها الغالبية العظمى من الشعب المصري، وهو ما يحتم علينا التعامل معه بشكل سريع وحكيم في نفس الوقت. وأضافت: "اللقاء تطرق إلى مناقشة جميع المشكلات التي تواجه الشعب المصري، ومن ضمنها القضايا المتعلقة بالاقتصاد القومي وبالأمور السياسية وقضايا المجتمع، التي تتعلق بالشباب مثل البطالة والإفراج عن المعتقلين بالسجون وتعديل قوانين التظاهر، والبحث عن موارد جديدة للدولة من اجل الارتقاء بالاقتصاد المصري". وأوضحت الكاتبة الصحفية، أن اللقاء ركز على الاهتمام بالثقافة في مصر ودعم المثقفين وقادة الرأي في مختلف المجالات من اجل توجيه الرأي العام والمواطنين نحو خارطة طريق سريعة ومنتجة بشكل أفضل لمصر، حيث إننا نمر بوقت عصيب، ويتطلب من مختلف فئات الشعب العمل وزيادة الإنتاج. وفى نهاية اللقاء - كما تؤكد النقاش - طالب الرئيس بإقامة ورش عمل بشكل دوري من الحاضرين، لجمع الرؤى والأفكار المختلفة تجاه القضايا والمشروعات والقضايا الهامة والمؤثرة في المجتمع، كما أكد ضرورة ادماج المجتمع المدني في الحياة السياسية ومنظمات المجتمع المدني لأن ذلك يعتبر مجرد بداية من اجل تفعيل حوار مجتمعي ناجح وفعال. نقطة ارتكاز كما تؤكد الكاتبة الصحفية والروائية سكينة فؤاد، أن اللقاء مع الرئيس شمل مختلف القضايا، وكشف عن رؤية عميقة لديه لجميع الأمور وحجم التحديات التي تواجهها مصر، وكانت أبرز النقاط هي أن الحفاظ على الدولة يعد نقطة ارتكاز، لأنه ليس على استعداد أن تعصف بمصر المشاكل الموجودة في دول أخرى، وأشارت إلى تأكيد السيسي على عدم استطاعة أي أحد حكم مصر بدون رضاء شعبها. وأوضحت سكينة أن أبرز القضايا التي دار حولها النقاش هي، قضايا الشباب والتوازنات بين احترام الحريات وحمايتها والحرب على الإرهاب والمجتمع المدني واحترام حقه في المشاركة، مادام يعمل في إطار القانون والمكاشفات والمحاسبات. وعبرت عن سعادتها بحرص الرئيس على مشاركة المثقفين "قوى مصر الناعمة" في طرح الرؤى والحلول المختلفة، ويعد أهمها عدم تقييد الحريات وحل أي مشاكل قائمة مع الشباب في إطار القانون، بما لا يقيم أي تناقضات بين الدولة وبينهم، والإفراج عن سجناء الرأي طالما لا يوجد أي قضايا جنائية على الشباب، هذا بجانب ضرورة المشاركة الشعبية في بناء المجتمع، وأنه لا توجد مصادرة على شيء في أرضية الحفاظ على الوطن. من جهته، أكد الكاتب محمد سلماوي، رئيس اتحاد كتاب مصر، أن اللقاء مع الرئيس هو ومجموعة من المثقفين والأدباء كان تاريخيا، مضيفا أنه ثالث اجتماع لنا مع الرئيس منذ توليه الرئاسة. وتابع: "الصراحة الشديدة التي اتسم بها اللقاء كانت عنصرًا إيجابيا فالرئيس استمع جيدًا ولم يتحدث سوى 15 دقيقة، واستمع إلى آراء المثقفين في قضايا حقوق الإنسان وحرية التعبير والإبداع والأزمة الاقتصادية وتجاوب بشكل كبير ولم يعترض أو يستاء من حديثنا". وأضاف سلماوي، أن الرئيس طلب من الحضور تشكيل مجموعات عمل فيما بينهم لمناقشة أغلب القضايا ووضع حلول لها بجدول زمني يعرض على الرئيس بشكل شخصي خلال شهر على الأكثر، واختتم بأنه ليس مجرد اجتماع عابر وإنما تحويل المثقفين والأدباء إلى عناصر مشاركة في اتخاذ القرار. وقال الكاتب الصحفي صلاح عيسى أن الرئيس السيسي استمع خلال الحوار لكل الحضور، حيث طرحوا جميع القضايا المفروضة على الساحة، ويعد أبرزها المشاكل الاقتصادية والأمنية المتراكمة وقضايا الحريات ومؤامرات الإرهاب وتقديم حلول لمختلف هذه القضايا، بجانب إلقاء الضوء على صعوبة الواقع الذي نعانى منه الآن، وقام الرئيس بعد انتهاء جميع الحضور من طرح ما لديهم من قضايا وحلول بالرد على جميع الاقتراحات والمشاكل خلال 35 دقيقة أبدى فيها آراءه حول ما تم طرحه. حقوق الإنسان وقال الروائي د. نبيل فاروق، إن لقاء الرئيس السيسي بالمثقفين والكتاب تطرق لمناقشة أوضاع حقوق الإنسان في مصر، وما تسببه بعض القضايا من إحراج لموقف مصر أمام دول العالم التي تهتم بحقوق الإنسان. كما تمت مناقشة قضايا حبس الشباب، وأضاف أننا طلبنا وضع القوانين المنظمة لمواد الدستور، حيث إن الدستور يكفل عدم جواز حبس الصحفيين في قضايا النشر، وإلى الآن لم يصدر القانون المنظم لتلك المادة في الدستور. وأشار فاروق إلى أن السيسي طلب من الحاضرين أن يقوموا بعمل ورقة عمل يتم تحديد رؤية متوازنة بين حقوق الإنسان ومتطلبات الأمن، وسوف يتم عقد لقاء آخر بعد شهر من الآن، لمناقشة تلك الرؤية، مشدداً على أن الرئيس وعد بتنفيذ ما يتفق عليه المثقفون والأدباء حول حرية الثقافة والفكر والتحديات الأمنية. وأضاف أن الرئيس استمع أكثر مما تحدث، كما يفعل دائماً، وقال لنا «ملكوش دعوة بيا أنا، اكتبوا رؤيتكم عشان مصر»، موضحًا أنه تم مناقشة قانون ازدراء الأديان، وعيوبه، حيث إن القانون ليس له ضوابط واضحة، وتم مناقشة قضية إسلام بحيري وفاطمة ناعوت التي كانت حاضرة معنا الاجتماع الماضي والتي تواجه الآن تهمة ازدراء الأديان، ووعد الرئيس بأن ما سوف نتفق عليه سينفذه. وأوضح فاروق أن هذا اللقاء هو الرابع له مع الرئيس السيسي، ووصفه بالإيجابي. وقال أحمد بهاء شعبان، رئيس الحزب المصري الاشتراكي، إن لقاء الرئيس جاء في وقته واتسم بالايجابية والتنوع وتناول الهموم والمشاكل التي يعيشها المجتمع والأوضاع العامة ومواجهة الإرهاب. وأشار رئيس الحزب الاشتراكي، إلى أنه طالب من الرئيس تكرار هذا اللقاء مع المفكرين والأحزاب لأن الحمل ثقيل ويحتاج لمشاركة كل الإطراف، ووعد الرئيس بعقد سلسلة من اللقاءات مع مختلف القوى السياسية والشخصيات الاقتصادية ليطلب منها المشاركة وتحمل مسؤوليتها من الأوضاع الجارية. وأوضح شعبان أن الرئيس السيسي طلب منا تفهم الظروف وتوضيح الجهد المبذول للناس لإعطاء صورة مليئة بالآمال وتعكس ما يتم تحقيقه على أرض الواقع بالفعل.