لا فرق بين عزة الحناوي، وريهام سعيد، وأحمد موسي، وتوفيق عكاشة... كلهم غوغائيون ومدلسون، سواء من يعتمد (التطبيل) للنظام بالحق أو بالباطل، أو من تدعي المعارضة والاختلاف وتسب الرئيس علي الهواء مباشرة، كما فعلت الحناوي في برنامجها (القاهرة) في التليفزيون المصري!!.. صورة أخري من التردي الإعلامي، والتجاوز المهني، والخروج عن الموضوعية، والعجزعن تقديم رؤية سياسية مختلفة ومتماسكة.. لم تعط الحناوي لضيفها الفرصة للكلام، لتستأثر وحدها بوصلة من الهجوم الحاد علي رئيس الجمهورية، في أداء انفعالي حاد ومستفز.. ليس هناك بالطبع ما يمنع انتقاد الرئيس، أو مراجعته أو حتي مساءلته، فلا قداسة لأحد، ولا إخفاء لحقائق.. علي العكس الحوار والمناقشة والاختلاف أيضا ضرورة، لتحقيق التنمية والبناء الديمقراطي.. لكن المذيعة لم تقدم نقدا، ولا انتقادا، بقدر ما قدمت تجاوزت لفظية، أقرب إلي التهجم والعراك، اتهمت خلاله الرئيس بالفشل، وعدم العمل هو وحكومته، وأنه يسير علي خطي هتلر!! في مجموعة من الجمل العدوانية، لا هي حوار، ولا هي حرية، ولا هي أيضا شجاعة!! وكالعادة أسرع المحامي (الغاوي شهرة) بتقديم بلاغ إلي النائب العام، اتهم فيه المذيعة بإهانة الرئيس، والتحريض علي الدولة!! وقام التليفزيون المصري بتشكيل لجنة، لتقييم ما قدمته المذيعة والتي وصفها البعض بالحاجة إلي العلاج النفسي! مرة ثانية وثالثة وعاشرة هو التردي الإعلامي، وغياب المعايير المهنية.. حيث كل شيء مباح، بلا منهج، ولا عقل ولا منطق!