أقامت وزارة الخارجية مساء الأربعاء 9 مارس، حفل تأبين للراحل د.بطرس غالى، الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة، بالتعاون مع المجلس القومي لحقوق الإنسان، والمجلس المصري للشؤون الخارجية. حضر حفل التأبين أرملة الراحل، ليا نادلر، سامح شكري وزير الخارجية، د. نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية، محمد العرابي وزير الخارجية الأسبق، عدد من السفراء والدبلوماسيين الحاليين والسابقين، د.منير فخري عبد النور، وزير التجارة والصناعة السابق، د.محمد فايق الأمين العام الحالي للمجلس القومي لحقوق الإنسان، د.على الدين هلال، د.مصطفى الفقي، السفير حمدي لوزا نائب وزير الخارجية، السفير عبد الرؤف الريدي، السفير محمد شاكر، السفير على ماهر، د.مشيرة خطاب، السفير نائلة جبر، السفير منير زهران نائب المجلس المصري للشئون الخارجية، السفير عمرو معوض مساعد وزير الخارجية . ومن جانبه، قدم وزير الخارجية سامح شكري، الشكر لكافة الحضور في حفل التأبين وتشريف أرملة الراحل، مؤكدا أن الراحل قامة كبيرة نعتز بها، وخاصة الجيل الذي نشأ في وزارة الخارجية برعاية د.بطرس غالي، الذين تعلموا منه الكثير، وظلوا طوال المسيرة يقتدون به . وقدم شكري، أيضا، الشكر لمبادرة النادي الدبلوماسي، والمجلس القومي لحقوق الإنسان لإقامة حقل التأبين. وتابع شكري، أن «غالي أثرى الدبلوماسية المصرية بالكثير من العطاء»، لافتا إلى أن رصيد انجازاته علامات مضيئة، مضيفا أنه دبلوماسي قدير دافع عن مصالح وطنه في الكثير من المحافل الدولية. وأشار، إلي أنه تولى أعلى المناصب الدولية خاصة منصب الأمين العام للأمم المتحدة في سابقة هي الأولى عربيا ودوليا، وفى فترة زمنية شهدت العديد من التغيرات. وأوضح، أن فقيد الدبلوماسية تَرك أرثا كبيرا للأجيال الحالية والقادمة للارتقاء بالمناصب القيادية، واصفا الراحل بأنه «قدوة ومرجع لا غنى عنه». وحث الوزير، شباب الدبلوماسيين بأن يتخذوه نبراسا لهم، والتعرف على هذه التجربة الفريدة من دروس مستفادة لبناء الشخصية الدبلوماسية، والاستفادة في مجال العلوم السياسية والعلاقات الدبلوماسية. واختتم شكري، بأن بطرس غالي يمثل فخرا للدبلوماسية العربية والإفريقية، وهو أول أمين عام عربي إفريقي للأمم المتحدة، مشددا بقوله «ربما رحل غالى عن عالمنا ..ولكن تجربته ستظل منارة لنا جميعا للنبوغ والتميز.. وآمل أن يظل قدوة لنا جميعا». ومن جانبه، قال د.محمد فايق، الأمين العام للمجلس القومي لحقوق الإنسان، إننا نجتمع اليوم لتكريم الراحل الكبير د.بطرس غالي، والذي يعد رحيله خسارة كبيرة وطنيا وعربيا وإنسانيا. وأضاف فايق، أن مصر فقدت قامة ورجلا عرف العالم كله، وملئ الدنيا بعلمه ومواقفه، مشيرا إلي أن غالي ترك بصمة قوية وواضحة في كل مكانه تواجد به . بدوره، قال د.نبيل العربي، الأمين العام للجامعة العربية، إنه كان دائما مع الراحل، لافتا إلى أنه كان دائما يشجعه في مسيرة عمله، مضيفا أنه لا يعرف كيف يبدأ الحديث عن الراحل العظيم، واصفا إياه بأنه «رجل قانون وسياسة وصحافة وإعلام». وذكر، أن غالي كان الوزير الذي أدخل الروح الأكاديمية في وزارة الخارجية عام 1977، لافتا إلي أنه كان يري بنفسه مواقفه في نيويورك خلال توليه منصب الأمين العام للأمم المتحدة، وتواجد العربي هناك في تلك الفترة. ولفت إلى أنه كان يسعى قبل اتخاذ أي قرار لدراسة البدائل المتاحة، وهو كان دائما يسأل من معه عند بحث أي موضوع أو قضية عن "ما هو البديل". وأوضح أن بطرس غالي كان يؤمن بالعدالة الدولية وحقوق الشعوب والإنسان، لافتا إلي أنه قابله أول مرة عام 1970 في ندوة للدراسات السياسية، مبينا أنه ربطته به علاقة استمرت حوالي 40 عاما، مضيفا أنه اختلف عن الروتين الحكومي في مصر بأفكاره وآراءه المختلفة والمهمة. وأشار، إلي أنه صاحب مبادرة الكتب البيضاء، التي تشرح السياسة الخارجية المصرية، وكانت له رؤية صائبة في أمور كثيرة، وكان له علاقات قوية وجيدة جدا بكل القادة الأفارقة. وأعرب العربي، عن أمله في أن تستمر مصر في هذه السياسة والقرب من القارة الإفريقية خلال الفترة المقبلة، لافتا إلى أن رحيل غالي من منصبه كأمين عام للأمم المتحدة، أكبر دليل بأنه لا توجد ديمقراطية في العلاقات الدولية، مبينا أن أمريكا وغيرها من الدول تتشدق بضرورة وجود ديمقراطية في باقي دول العالم، وعندما تمسهم يرفضونها.