◄| «كوهين» باشر عمله من منزله.. وجميع السفراء لم يكملوا مدتهم القانونية «لا تصالحْ! .. ولو منحوك الذهب.. أترى حين أفقأ عينيك.. ثم أثبت جوهرتين مكانهما.. هل ترى؟.. هي أشياء لا تشترى!!».. كلمات من مطلع قصيدة «لا تصالح»، للشاعر الكبير أمل دنقل، التي كتبها عام 1978، بعد توقيع الرئيس الراحل أنور السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلي مناحم بيجن، اتفاقية «كامب ديفيد»، تحت إشراف الرئيس الأمريكي جيمي كارتر. لخص «دنقل» منذ عشرات السنين، ومن خلال تلك القصيدة، ما يسكن في نفوس الشعوب العربية وبخاصة مصر، تجاه الكيان الصهيوني، وظهر جليا خلال الأيام الماضية، رفض الشعب المصري للتطبيع مع الكيان الصهيوني، رغم مرور 38 عاما على اتفاقية السلام كامب ديفيد بعد واقعة النائب الذي تم إسقاط عضويته بمجلس النواب توفيق عكاشة، على خلفية استقباله للسفير الإسرائيلي حاييم كوهين، في منزله. رفض شعبي للمقر الشعب المصري على مدار 5 سنوات مضت رفض وجود مقر للسفارة الإسرائيلية بالقاهرة، حيث ظل السفير الإسرائيلي السابق حاييم كوهين، يباشر أعماله من داخل منزله، لعدم توافر مقر للسفارة منذ ثورة 25 يناير عام 2011، بعد أن اقتحم متظاهرين مقر السفارة ونزعوا العلم من عليها وألقوا متعلقاتها في الشارع. في ظل الغضب الشعبي، تحاول السلطات المصرية، توفير مقر للسفير الجديد دافيد جوفرين خلفا ل«حاييم كوهين» الذي يستعد، للانتقال إلى مصر هذا الشهر، بعد صدور قرار بتعيينه 10 فبراير الماضي. سفير جديد شغل «جوفرين» منذ عام 2009 منصب مدير الملف الأردني بخارجية إدارة الاحتلال، فيما شغل منصب مدير قسم الإسلام في قسم التخطيط السياسي بالوزارة، وفى الفترة ما بين 1994-1997 خدم في السفارة الإسرائيلية في مصر بصفة السكرتير الأول للشؤون الدولية، وحصل على شهادة الدكتوراه من الجامعة العبرية عام 2012 من قسم الدراسات الإسلامية والشرق الأوسط. سبب إنهاء مهمة السابق والسفير السابق، «حاييم كوهين»، طلب إنهاء مهامه في القاهرة بعد سنتين من تولي منصبه، وذكرت صحيفة هآرتس، أن الدافع وراء هذه الرغبة هو الظروف الصعبة التي تواجهه في مصر، لاسيما الحالة الأمنية، إذ يقضي السفير الإسرائيلي في القاهرة ثلاثة أيام ، ثم يعود إلى إسرائيل لعدم وجود مقر. و«دافيد جوفرين»، السفير الجديد، يُعد رقم 13 في سلسلة سفراء دولة الاحتلال بالقاهرة، منذ توقيع اتفاقية كامب ديفيد، تخللتها 9 أعوام بدون سفير مصري في إسرائيل، مقابل 6 سفراء مصريين خلال نفس المدة، أخرهم السفير الحالي حازم خيرت، الذي تم تعينه يونيو الماضي، بعدما سحب المعزول محمد مرسي السفير عاصم سالم الأهل عام 2012، بسبب الحرب على غزة. سنوات القطيعة وظلت السفارة المصرية دون سفير طيلة 9 أعوام كاملة من 1982 إلي 1986، عقب سحب السفير الأول بسبب غزو لبنان، ومن عام 2000 حتى 2005 بعد سحب السفير الثاني بسبب العدوان الإسرائيلي علي غزة، فيما تعاقب 12 من سفراء إسرائيل علي السفارة في القاهرة، لكن لم يكمل أي سفير منهم مدته القانونية، والتي تقدر ب 4 أعوام. والعديد من سفراء إسرائيل لدى القاهرة، كانوا يضطرون للسفر إلى تل أبيب نصف أسبوع، والبقاء في القاهرة 3 أيام فقط، لقضاء أجازتهم هناك، لعدم وجود مقر للسفارة بالقاهرة، وذلك بفعل الضغط الشعبي، الرافض لتواجدهم. الهرب من مصر هذا دفع الكثيرين من الدبلوماسيين الإسرائيليين التهرب من العمل في مصر، بسبب أجواء العزلة والحصار الشعبي والأمني، ما اضطر الخارجية الإسرائيلية لتعديل قانون خدمة السفراء بالخارج، بوضع بند من فقرتين خاصتين بخدمة السفير الإسرائيلي بمصر، ينصان على تعويض السفير الذي يوافق علي تحمل المخاطر المهنية بالسفر إلي مصر، من خلال تعيينه بعد انتهاء مدته بمصر سفيرا في أي دولة أخري يختارها السفير، وأنه يصرف له تعويض قدره مليون «شيكل» في حالة تعرضه لأذى أو إصابة عمل أو تعرض حياته أو أسرته للخطر.