تستضيف مصر اجتماعات الجمعية العمومية للدورة 33 للمركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة "أكساد" الثلاثاء الأول من مارس، والتي تستمر يومين بالقاهرة تحت رعاية د.عصام فايد وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، بحضور وزراء الزراعة العرب. وأُسِس المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة (أكساد) في عام 1968 في سوريا، وهي منظمة عربية متخصصة تعمل ضمن إطار جامعة الدول العربية، بهدف توحيد الجهود القومية لتطوير البحث العلمي الزراعي في المناطق الجافة وشبه الجافة وتبادل المعلومات والخبرات على نحو يمكِّن من الاستفادة من ثمار التقدم العلمي ونقل وتطوير وتوطين التقانات الزراعية الحديثة بهدف زيادة الإنتاج الزراعي. ويقوم "أكساد" بالأبحاث والدراسات والتدريب في المجالات عديدة ومنها، حصر وتقييم إمكانات وخصائص الموارد الطبيعية الزراعية وحماية الموارد الطبيعية الزراعية من التدهور والتلوث وتنميتها وتحديد الأشكال والبدائل المثلى لإعادة تأهيل واستثمار المناطق المتدهورة، وتوليد ونقل وتطويع التقنيات الزراعية الملائمة بيئياً، والمجدية اقتصادياً والمقبولة اجتماعياً بالتعاون مع مراكز البحث والإرشاد الزراعي في الدول العربية. كما يقوم بحصر وتقييم الخصائص والاجتماعية والاقتصادية للسكان في المناطق الإنتاجية، وتحديد سبل ووسائل رفع كفاءتهم الإنتاجية ومستوى معيشتهم ،والتنمية المتكاملة والمستدامة لمناطق محددة ،تطوير الكفاءة الإنتاجية للأنواع والسلالات النباتية والحيوانية ومصادر تغذيتها. كما يعمل على تفعيل دور المرأة الريفية ومشاركتها في عملية التنمية الزراعية،رفع كفاءة الكوادر الأطر الفنية الزراعية العربية في مختلف مجالات عمل المركز العربي، ومراقبة التصحر ومكافحته وإعادة تأهيل المناطق المتصحرة، ومتابعة تنفيذ الاتفاقية الدولية لمكافحة التصحر وتخفيف آثار الجفاف، والتنسيق مع الدول والمنظمات العربية في هذا المجال. وتتجسد مهام أكساد في مواجهة التحدي الذي تفرضه البيئات الجافة وشبه الجافة ذات الأنظمة الزراعية الهشة من خلال توفير المعطيات العلمية والتطبيقية والتقنيات المتقدمة إنتاجاً واقتباساً وتطويراً بما يمكٍّن من التنفيذ الواسع لمهام التنمية الزراعية والاجتماعية والاستعمال الأمثل للموارد الطبيعية المتجدَّدة في المناطق الجافة. يضطلع "أكساد" بمسؤولية كبيرة فيما يتعلق بالتنمية الزراعية واستقصاء سبل تحقيق الأمن المائي والغذائي من خلال استنباط أصناف جديدة من الحبوب عالية الإنتاجية تحت أحوال الجفاف وتعميمها، وتوفير المصادر الوراثية الموثوقة من الأشجار المثمرة، والمحاصيل الرعوية، وسلالات الثروة الحيوانية الملائمة للبيئة الجافة العربية، وتحقيق الإدارة المتكاملة للموارد المائية وترشيد استعمالها ، والإدارة السليمة لاستعمالات المياه المالحة والعادمة والمعالجة في الزراعة، والحفاظ على البيئة والتنوع الحيوي ومكافحة التصحر، وإعادة إحياء المناطق المتصحِّرة، و إنشاء قواعد معلومات لموارد المياه و الأراضي فضلاً عن الثروتين النباتية و الحيوانية. وتعمم نتائج البحوث والدراسات من خلال التعاون بين أكساد ومراكز البحوث الزراعية العربية والمنظمات الإقليمية والدولية، وكذلك من خلال المؤتمرات العلمية والدورات التدريبية التي ينظمها في مراكزه التدريبية التي أحدثها ، بدءاً من الدورات الجماعية طويلة الأمد إلى فرص التدريب للأفراد ، إضافة إلى عقد حلقات عمل وإصدار التقارير والنشرات العلمية المتخصصة. واعتمد "أكساد" التعاون الفني كإحدى الوسائل الفعالة في تنفيذ برامجه وأنشطته من خلال إقامته صلات وروابط وثيقة مع العديد من المنظمات والهيئات العربية والدولية ومراكز البحث العلمي في العديد من دول العالم المتقدم. وأكد د. عصام فايد وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، أن الاجتماعات سيشارك فيها 16 وزير زراعة من الدول العربية، فضلاً عن ممثلي عدد من المنظمات والمؤسسات الدولية، منها المركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة "ايكاردا"، المكتب الإقليمي للشرق الأدنى لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "فاو"، وممثلي الأمانة العامة لجامعة الدول العربية. وتابع الوزير أن الاجتماعات ستناقش انجازات المركز خلال العامين الماضيين، واستعراض خططه خلال العامين المقبلين، وكذا البرامج البحثية والمشاريع التطبيقية التي ينفذها المركز في الدول العربية أعضاء المركز. وأوضح "فايد" أن الإدارة المتكاملة للموارد المائية في المنطقة العربية، وأثر التغيرات المناخية على هذه الموارد وحصاد المياه واستخداماتها، تأتي على رأس البرامج التي سيتم مناقشتها للتطبيق في الدول الأعضاء، فضلاً عن مشاريع الحد من التصحر ومكافحة زحف الرمال في الصحاري العربية، واستخدام المياه المالحة ومياه الصرف الصحي المعالجة في الري الزراعي. وأشار وزير الزراعة أن ضمن تلك البرامج أيضاً استنباط أصناف من القمح والشعير والذرة الرفيعة في محطات بحوث مركز أكساد، كذلك نشر زراعة الأشجار المثمرة المقاومة للجفاف، مثل الزيتون، الفسدق الحلبي، اللوز، والتين. وقال إنه سيتم مناقشة تطوير إدارة المراعي في المنطقة العربية وتزويد الدول بالشتلات والبذور المكافحة، وتحسين إنتاجية الثروة الحيوانية في الدول العربية لاسيما الأغنام، الماعز، والإبل، عن طريق عمليات التحسين الوراثي وزراعة الأجنة، فضلاً عن تحديد استعمالات الأراضي في العديد من الدول العربية.