شبابنا واع والخير فيه إلى يوم الدين ترسيخ ثقافة التعايش السلمي والمواطنة وإبراز القيم المشتركة لأبناء الوطن تجديد الخطاب الديني لن يكون إلا بنشر الأخلاق العمل الأهلي لا «يتزين» بدين أو ملابس ولا نبتغي إلا وجه الله على مدار أعوام طويلة أجريتُ مئات الحوارات مع شخصيات عديدة في مختلف المجالات.. كنت في كل حوار أحرص على تقديم ملمح خاص عن الشخصية التي أتحاور معها للقراء. اعترف أنني أرهقت حتى أقرأ السيرة الذاتية والإنجازات العلمية والدراسات التي قام بها والدراسات التي أشرف عليها الدكتور العلامة علي جمعة، عضو هيئة كبار علماء الأزهر الشريف ومفتي الديار المصرية الأسبق، والعالم الجليل، الذي يكن له غالبية الأمة العربية التقدير والاحترام لفكره الوسطي المعتدل وحضوره في كل ما يواجه المجتمع والأمة العربية ومناصرته للحق. وقررت بيني وبين نفسي أن يكون الحوار عن رجل الدين والعمل الاجتماعي.. وليس الدعوي ولا الفقهي ولا غيرهما، فالدكتور علي جمعة العلامة الكبير لم يكتف بعد تركه منصبة في دار الفتوى بالجلوس إلى تلاميذه ومريديه وتأليف الكتب، ولكنه إلى جانب ذلك اهتم بالعمل الأهلي الموجه لخير الناس، وكان من أبرز من أهتم بهم فئتان عظيمتان كقوة غالبة في المجتمع، أولهما الفئات المهمشة وثانيهما شباب مصر. مابين إنجازات تحققت بجمعية مصر الخير ومبادرات وليدة لرفض الانفلات الأخلاقي من خلال مبادرة "أخلاقنا".. كان حديثي مع العالم الجليل د. علي جمعة.. ليضع كثيرًا من النقاط على الحروف خاصة بعدما صورت بعض النفوس الضعيفة أن معنى وجود التسامح في مبادرة أخلاقنا دليل على الدعوة للتسامح مع الإخوان الإرهابيين، وأن وجود الدكتور عمرو خالد يضر بالمبادرة رغم أن الرجل يعمل بها ورفض أي ظهور إعلامي من خلالها. دشنت حملة أخلاقنا والتي بدأت فعالياتها هذا الشهر، هل ترى بخبرتكم الكبيرة وقربك من المصريين أن 3 شهور فقط كافية لعودة الأخلاق؟ حملة أخلاقنا تهدف إلى رد اعتبار القيم والأخلاق في المجتمع، وإيجاد قوة دافعة ومحفزة في المجتمع توسع دائرة الخير والاعتزاز بالأخلاق وبالطبع ثلاثة أشهر غير كافية، ولكنها بداية ستثمر نتائجها، فنحن من خلال الحملة نسعى أيضًا إلي تحويل أنشطة الحملة إلى مبادرات ومشروعات دائمة ومستمرة تسري في المجتمع بعد انتهاء الحملة، وهو ما سيضمن استمرارها وبقاء أثرها وانتشاره في المجتمع. وتروج الحملة إلى 10 قيم أساسية، هي: "الحب، الرحمة، التسامح، الإحساس بالآخر، الإنصاف، المبادرة، الطموح، التعاون، الإتقان، والبساطة". وفي حملتنا نركز على الشباب الذي يمثل فئة متميزة في أي مجتمع، بل هم أكثر فئات المجتمع حركة ونشاطًا، ومصدرًا من مصادر التغيير الاجتماعي، كما تتصف فئة الشباب بالإنتاج والعطاء والإبداع في كل المجالات فهم المؤهلون للنهوض بمسؤوليات بناء المجتمع. وضمن أنشطة الحملة أنشطة شبابية حيث سيتم تنظيم يوم أخلاقي في عدد من نوادي مصر الكبرى، ويوم أخلاقي لطلبة المدارس بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، ويوم لأخلاقيات التعامل مع السياح بالتعاون مع وزارة السياحة ويشمل يومًا تدريبيًا تحت سفح الأهرامات وفي شارع المعز، وأيضّا ماراثون جري بعدة محافظات، كما سيتم إصدار كتيب بعنوان: «رحلة الأخلاق» يضم قصصًا عن أخلاق مميزة للمصريين وسيوزع في المدارس ووسائل المواصلات وغيرها. ليس هذا فحسب، بل ستقوم الحملة بتنظيم عدة مسابقات كجائزة أحسن عمل أخلاقي، ويوم الرحمة بمستشفى "57357"، ومسرح عرائس القيم للأطفال لكي نغرس فيهم الأخلاق الحميدة بطريقة مبسطة ومحببة إليهم. وأضاف د. علي جمعة "أنا هنا أقول شكرا لكل من دعم وساهم ولكل من اقتنع بأننا في حاجة إلى تلك الحملة المباركة التي تعيد لمصر وجهها المشرق في تعاملها مع الحياة حبا وإخلاصا، وأوجه الشكر لكل الداعمين وغرفة الإعلام، أن هذا هو معدن وأمن مصر، و«أخلاقنا» مشروع قومي وطني لا يتزين بدين معين، حتى إذا تزينت بهذه الملابس التي تدل على أنني من الأزهر الشريف أو يتزين بها الأنبا يوليوس، فالكل ملتزم بهذه الحملة، فهي مسألة وجود وينبغي أن نتعدى فيها اختلافاتنا وأوضاعنا ونعود مرة أخرى لبناء هذا الصرح. الأممالمتحدة وحول قصة الحملة قال د. علي جمعة، إنها تمتد إلي سنوات سابقة حيث أصدرت الأممالمتحدة مجموعة من القيم التي اقتصرت على 10 قيم، فهذه القيم أكدت عليها الأممالمتحدة بأنها المكون الأساسي لكل من أراد أن يبني المجتمعات، وأنشئت عليها كتب وترجمت إلى اللغة العربية، وهي قيم مطلقة تجاوزت الزمان والمكان وهذه القيم ال10 التي هي الأساس التي نبدأ منها لا تخالف القيم اليهودية أو المسيحية أو الهندوسية فالكل يتفق عليها ولا يوجد مجتمع بشري محترم إلا بهذه القيم العشرة، فهي التي تبرز القيم الحقيقية. وأضاف د. علي جمعة: "القيم تؤدي إلى حب الحياة والتعايش بين الناس والرحمة ليست فقط تجاه البشر، ولكن تجاه الحيوان أيضا، فلا يمكن أن نعيش أو ننهض من غيرها، وتحولت هذه القيم إلى برامج تذاع عن طريق التليفزيون، وتحولت إلى مشروع قيم وحياة، وعندما تحدثت عن هذه القيم تلقي الشباب كل القيم، وسنراه من خلال المشاريع التي تتحول إلي واقع، وعندما سألناه عما ينقص المجتمع تلقينا من جميع الجهات، وأصبحت هناك دائرة مستديرة نتلقى منها من خلال الشباب الذين أرادوا أن يعملوا في صمت دائم، فهؤلاء الشباب لا يريدون شيئًا لأنفسهم وقاموا بتصديرنا في المشهد وأخذوا منا العلم وحولوه لبرنامج للتنفيذ. وتابع "كل الشكر للدكتور محمد الرفاعي، والذي صمم أن يكون بعيدًا عن الأضواء حتى نترك هذه الحملة الوطنية التي تريد صلاح الأرض ونلفت إلى الأمور الجزئية ونترك أهداف الحملة، عندما تمت الأهداف أرسلتها إلى الدكتور أحمد عكاشة الذي قدم خبرته وقلبه وبهذه الرغبة العارمة عند هؤلاء المصريين أن ينفعوا بلادهم". وحذر من حسبان تلك الحملة على أنها حملة دينية أو لأغراض خاصة، قائلا: "نشهد الله أننا لا نريد من أحد جزاء ولا شكورًا، فأخلاقنا فرصة لن نتركها". كما تهدف "أخلاقنا" إلى رد اعتبار الأخلاق والقيم داخل المجتمع، من خلال تسليط الضوء على الجوانب الإيجابية في أخلاق المصريين، انطلاقًا من أن «الخير موجود بداخل كل شخص، لكنه بحاجة إلى من يكتشفه». وأعلن جمعة استمرار، الحملة التي تشارك فيها رموز دينية وفنية ورياضية حتى أبريل المقبل لتتوجه الحملة برسالتها إلى الشباب والمرأة، وتهدف إلى رد اعتبار الأخلاق والقيم في المجتمع، وإيجاد قوة دافعة ومحفزة فى المجتمع توسع دائرة الخير والاعتزاز بالأخلاق، أما عن وسائل قياس نجاح الحملة، فهي "كونتر" أعمال الخير علي الإنترنت ليصل إلي مليون عمل أخلاقي، وبنك قصص ومبادرات وأصدقاء الحملة على هاشتاج #أخلاقنا ليصل إلى 100 ألف مشاركة شبابية، كذلك رواد الخير في بلدنا 10 آلاف شخصية مصرية بسيطة. جهات مشاركة أكد الدكتور أحمد عكاشة، خلال الاحتفالية أن المجلس الاستشاري للعلماء اجتمع مع الرئيس السيسي لبحث مشكلة الانفلات الأخلاقي. هل سيكون هناك تعاون في هذه النقطة بين الحملة بقيادة فضيلتكم وبين المجلس الرئاسي لكبار العلماء ورئاسة الجمهورية؟ من فضل الله أن الدولة بقيادتها السياسية والتنفيذية تدعم مثل هذه الحملات بشكل كبير، وحملة أخلاقنا تضم العديد من الشخصيات والرموز التي تمثل مثالًا يحتذي به ومن بينهم الدكتور أحمد عكاشة. وبالفعل تم اختيار د. عكاشة أمينًا عامًا للحملة، نظراً لخبراته الواسعة وإيمانه الشديد بسبل تنظيم وتوجيه القيم والضمير ونشر ثقافة العمل والانتماء في المجتمع المصري، وفقا لورقة العمل التي قدمها لرئاسة الجمهورية من خلال تضافر جهود المؤسسات الحكومية والمجتمع المدني كافة لتحقيق نهضة الوطن التي تعتمد على أخلاق المواطن، وحملة أخلاقنا تقوم على شراكة بين 3 جهات، هي "وزارة الشباب، مؤسسة العصر، مؤسسة أجيال مصر". وبالطبع تشارك جهات عدة في الحملة مثل وزارة الأوقاف، ومكتبة الإسكندرية، ومركز بصيرة لبحوث الرأي العام، والهيئة الإنجيلية، وغيرها من الجهات التي تتعاون فيما بينها لتحقيق أهداف الحملة. مصر تعمل كيف تري فضيلتك الطريقة المثلى للرد علي من لا يطيقون أن يروا مصر تعمل ومصر تتعلم ومصر تحتضن أبناءها النابغين؟ هؤلاء قد فقدوا الفطرة السليمة التي جعلت حب الوطن أمرا فطريا ومن الإيمان الذي حثت عليه جميع الأديان، بل وجعله الإسلام من أسس بناء المجتمعات، وسبيلاً للعمل الصالح، وزيادة الترابط والتماسك، فالذي لا يفرح باستقرار بلاده ورقيها لديه خلل كبير، وهو خائن لنفسه ولوطنه.. فالوطن الذي نعم أبناؤه بالأمن والطمأنينة في أكنافه، وتقلبوا بين حناياه وجوانبه، ونمت أعوادهم من خيراته وثمراته، يحتم على كل فرد أن يفرح لانجازات، بل ويسعى للنهوض بواجباته تجاه وطنه، ومن أهم تلك الواجبات الأمن والبناء وحب الوطن لا ينبغي أن يقف عند المشاعر والعواطف، بل لا بد أن يترجم إلى سلوك صالح نافع للفرد والمجتمع، خاف البعض من معني التسامح الموجود في حملة أخلاقنا بدعوى أنه يحمل ملامح التصالح مع من تلوثت أيديهم بدماء جنودنا وشهدائنا. كيف ترد فضيلتكم على هذا الإدعاء؟ دماء الناس أشد حرمة عند الله من الكعبة، مصداقا لقوله تعالى «من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا، ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا» فلا تسامح مع من أصر على الإجرام وإنما التسامح خلق يجب أن يكون في نفوس الناس يحول البغض والكراهية إلى حب ومودة ويترتب على انتشاره في المجتمع انتشار قيم أخرى ترتبط به مثل العفو والرفق واللين والحلم والكرم وغيرها الكثير من الأخلاق الحميدة. من أهم قيم حملة أخلاقنا الإتقان.. هل الإتقان يورث أم يدرس؟ إتقان العمل لا يأتي إلا من العلم.. ولكي يكون الإنسان متقنًا لعمله ولما يقوم به من أفعال يحتاج ذلك إلى علم ودراسة وتدريب، والمجتمع المصري افتقد كثيرًا لقيمة إتقان العمل في هذه الأيام، فمشروعات كبرى مثل القناطر الخيرية وقناة السويس تمثل رمزًا لهذه القيمة التي يتم إهدارها الآن فقد كان من شاركوا في بنائها ووجودها متقنين لعملهم ومتفانين فيه فنحن أحوج ما نكون إلي الإتقان في العمل لأنه يمثل صدقة جارية لصاحبه ويفيد الأجيال المتعاقبة. المسؤولية الوطنية ما هي المسؤولية الوطنية التي تدعو الدكتور علي جمعة إلى تبني حملات قومية من خلال نشاطه في المجتمع المدني لصالح الفئات المهمشة في المجتمع ولصالح الشباب؟ مصر الآن تحتاج إلى كل يد تبني وإلى كل عقل يرتقي بها، والعلماء والشخصيات العامة عليهم واجب وطني بأن يأخذوا بأيدي أبناء وطنهم خاصة الشباب، لأن عندهم حماس ونشاط وانفتاح على الوسائل التكنولوجية الحديثة، فهم قادرون على أن يأخذوا منا العلم والخبرات، وترجمتها إلى برنامج عملي لتنفيذه.. فنحن جميعًا قد اجتمعنا على حب مصر ونسعى لإعادة وجهها المشرق واستعادة القيم والأخلاق الحميدة إلى مجتمعنا، وترسيخ ثقافة التعايش السلمي والمواطنة وإبراز القيم المشتركة بين أبناء الوطن بمختلف طوائفهم من خلال القيم العليا مثل الرحمة والمحبة والتعاون والعمل المشترك لمواجهة التحديات الراهنة. تغيير الخطاب الديني والنهوض بوعي المجتمع وتعاليم صحيح الدين كيف يسيران في خطوط متوازية؟ تجديد الخطاب الديني لن يكون فعالًا إلا بالنهوض بالمجتمع ونشر الأخلاق الحميدة فيه، فلكي يؤتي الخطاب الديني ثماره علينا أن نعرف أولًا أسباب تردي الأخلاق في المجتمع ونعمل على معالجة هذا الأمر، وعلينا كذلك أن نصحح الأفكار المغلوطة، ونزيل أسباب الشقاق والاختلاف بين الناس.. كما أن تجديد الخطاب الديني هو عمل مؤسسي ولا يقتصر فقط على المؤسسة الدينية، ولكن تشارك فيه أيضًا المؤسسات التعليمية والثقافية والإعلامية والتي يجب أن تقوم بدورها بالتوازي مع دور المؤسسات الدينية من أجل الرقي بالمجتمع. الدين المعاملة ما رأي سيادتكم في مقولة الشعب المصري متدين في معارفه لا في تعاملاته؟ الشعب المصري محب للخير والأخلاق، ولكنه قد يكون في حاجة لمن يذكره ويحيي فيه هذه الروح والأخلاق الحميدة، وهذا هو الغرض من مبادرة «أخلاقنا» التي أطلقناها بهدف رد القيم للمجتمع المصري وتوسيع دائرة الاعتزاز بالأخلاق وقيم التراحم بين الناس، لأن الأخلاق هي التي تبني المجتمعات، مهما كانت ديانة هذه المجتمعات، فالقيم المجتمعية السليمة هي التي نصت عليها الأديان السماوية المختلفة. أنشطة متعددة أنشطة حملة مصر الخير كيف تصل إلى كل أنحاء مصر؟ مصر الخير هي مؤسسة تعمل على تنمية المجتمع المصري والنهوض به على كل المستويات، فنحن نعمل فيها من منطلق واجبنا الأخلاقي والديني تجاه المجتمع، وفي مصر الخير نحاول تحقيق ذلك من خلال تنمية 5 محاور أساسية، هي "الصحة والتعليم والبحث العلمي والتكافل الاجتماعي وبقية مناحي الحياة". ما هي رؤية فضيلتكم لدور رجل الدين في مشاكل المجتمع وحلها؟ علماء الدين ورجاله يشكلون الركيزة الأساسية لعملية الإصلاح في المجتمع، لذا فإن عليهم مهمة جسيمة كونهم يمثلون القدوة لأفراد المجتمع والإصلاح فيه فدورهم ليس مقتصرًا على شرح الأحكام الفقهية وتعاليم الدين فقط للناس، ولكن كذلك الارتقاء بالناس وحثهم على المحافظة على القِيَم والضوابط الأخلاقية وهو ما يشكل دعامة لكل تقدم إنساني أصيل.. ولا شك أن مشاركتهم في حل مشكلات المجتمع وتنميته هي مهمة جليلة وتندرج تحت الإصلاح وعمارة الأرض، وذلك لن يتم إلا ببث روح المحبة والتآخي والتعاضد الاجتماعي والتفاني في العمل وإتقانه ونبذ جميع أشكال التعصب والكراهية. صفات مرفوضة لماذا لم تتضمن حملة أخلاقنا صفات مرفوضة مثل الفساد والإهمال واقتصرت على الأخلاق والصفات الجميلة فقط؟ لا ننكر أن تلك الصفات والأخلاق السيئة موجودة في مجتمعنا، ولكننا نسعى إلى تأصيل الأخلاق الحميدة في المجتمع، ونحن عبر حملة أخلاقنا نعمل على تركيز الضوء على الجوانب الإيجابية في أخلاق المصريين حتى لا تتسبب النظرة السلبية المستمرة في مزيد من تدمير الأخلاق، لأن الأخلاق والقيم الطيبة الحميدة تعمل على تكوين شخصية إنسانية سوية موحدة الجوانب هادفة إلى المثل الأعلى للسلوك والأفعال، وهو ما يجعل صاحبها يسير في اتجاه صحيح ومستقيم مع بقية أفراد المجتمع، كما تحقق التوازن بين الروح والمادة، وبين العقل والبصيرة، ولكنه توازن بكل ما تحمل الكلمة من معان، وذلك لأن الأخلاق تستهدف النفس الإنسانية بكل قواها وفي كل أعماقها، ولأنها تدعو جميع الناس في جميع الطبقات فإذا ما سادت الأخلاق في المجتمع وتغلغلت في نفوس الناس كانت دافعة بشكل تلقائي للأخلاق الذميمة ودفع المضار والأذى، وبهذا يتحقق تماسك الفرد في ذاته، ويستقيم كيان المجتمع في بنائه وتنتشر القيم العليا والأخلاق الحميدة في الكون كله.