تحظى الحيوانات بمعاملة حسنة في الدول الغربية نظرا لكونها مخلوقات لا حول لها ولا قوة، وبلغ مدى اهتمامهم بالحيوان إلى إجراء العمليات الجراحية واعتبار ظهورهم في ألعاب السيرك أو أي نشاط استغلالا لهم وانتهاك وعدم رحمة. وفي هذا السياق أعلنت إحدى حدائق الحيوان ببريطانيا عن ولادة غوريلا، ولكن الغريب في الأمر هو أن عملية ولادتها جاءت قيصرية وعلى يد أحد أطباء النساء والولادة، في اهتمام بالغ بحالتها. وصف الطبيب المشرف على ولادة الغوريلا بأن عملية ولادتها كانت من أكبر الانجازات التي قام بها في حياته بعد العمليات التي قام بها لأبنائه، خاصة أنها كانت في حالة سيئة وكان عليه إنقاذها. وبلغ اهتمام الطبيب إلى حد زيارة الغوريلا الأم وصغيرها والاطمئنان على حالتهما بعد الولادة، في الوقت الذي يخضعون فيه لرعاية من حراس حديقة الحيوان. على الرغم من كون الخبر عاديا بالنسبة للمجتمعات الأجنبية، إلا أنه غريبا بل ومبالغ فيه بالنسبة لمجتمعاتنا، فإنقاذ حياة البشر والتعامل معهم بآدمية يواجهون أزمة في بعض الأحيان فكيف الحال مع حيوان؟، وعلى الرغم من كون المجتمع الشرقي محافظ إلا أنه نشأ على قيم بها قدر من عدم احترام الحيوان، الأمر الذي وجدناه كثيرا في استهداف الكلاب الضالة وقطط النوادي الرياضية تارة بالرصاص وتارة أخرى بالسم في مشاهد خالية تماما من الرحمة والإنسانية. ومن مفارقات القدر أنه في الوقت الذي شهدت بريطانيا عملية ولادة قيصرية ناجحة لأنثى غوريلا لاقت اهتماما وتقديرا غير مسبوق، تداولت مواقع التواصل الاجتماعي في مصر صورا لأحد النسانيس تم القبض عليه واقتياده من إحدى الأندية الرياضية، نعم اقتيادها والقبض عليها وكأنه لص أو مجرم يستحق الزج به خلف القضبان. الصورة التي تم تداولها أظهرت النسناس مكبل اليدين من الخلف وعلى وجهه علامات الخوف محاطا بعدد من الرجال الذين اقتادوه بتهمة "تهديد سلامة رواد النادي". تم تخدير النسناس بواسطة خبراء بحديقة الحيوان بالجيزة التي تم نقله إليها، وعلى الرغم من كون هذا الإجراء سليم من عدمه إلا أن الطريقة التي تم اقتياد النسناس بها وصفت بالغير إنسانية وأغضبت العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، فالأمر لم يكن يستحق هذا المشهد فهو حيوان صغير كان من الممكن إخراجه من المكان ونقله لحديقة الحيوان بصورة أكثر تحضرا وإنسانية.