حصار، جوع، ثم موت ثلاثية المعاناة للشعب السوري، الذي عاش 5 سنوات من القتال بين قوات الرئيس بشار الأسد والمعارضة المسلحة ، خلفت مئات الآلاف من القتلى وملايين المهجرين، إلا أن وصول القوى الدولية لوقف إطلاق نار في البلاد قد يمنح السوريين أملا في الخروج من أزمتهم. "سيتم إيقاف جميع العمليات العدائية في سوريا منتصف ليل ال27 من فبراير"، هكذا أعلنت أمريكاوروسيا الاثنين 22 فبراير، عن بدء وقف إطلاق النار بين القوى المتصارعة في سوريا. وبحسب هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" فإن البيان المشترك بين موسكو وواشنطن استثنى العمليات التي يتم تنفيذها ضد الجماعات الإرهابية المتمثلة في جبهة النصرة، وتنظيم داعش، وطالب البيان جميع الأطراف المتنازعة في سوريا بالالتزام بتعهداتهم. شكوك حول تنفيذ وقف إطلاق النار قالت صحيفة الجارديان البريطانية إن الشكوك تحوم حول تطبيق وقف إطلاق النار على نطاق واسع، بعد ما فشل في السابق، لافتة إلى عدد من الإجراءات التي لا تدعو للثقة فلا تزال روسيا تواصل ضرباتها الجوية، بالإضافة إلى عدم فك الحصار عن المدن المحاصرة. ولفت الصحيفة إلى أن البيان المشترك بين روسياوأمريكا لم يكن سيتم الإعلان عنه عقب جولة مفاوضات طويلة بدون موفقة الجهات المؤثرة على صنع القرار في الأزمة السورية ومنها الحكومة والمعارضة السورية والأكراد. المعارضة السورية تحذر أعلن رئيس اللجنة العليا للمفاوضات رياض حجاب، عن الموافقة الأولية على التوصل إلى هدنة والتي أعلنت عنها روسياوأمريكا، بشرط أن تتم وفق وساطة دولية. وطالب حجاب بسب موقع قناة "روسيا اليوم" بتوفير ضمانات أممية لوقف القتال الدائر في البلاد، بالإضافة إلى فك الحصار عن مختلف المدن المحاصرة، وتأمين وصول المساعدات للمحاصرين، وإطلاق سراح المعتقلين. فيما حذر بشار الزعبي رئيس المكتب السياسي لجيش اليرموك أحد فصائل الجيش السوري الحر من أن تواصل دمشق وحلفاؤها الروس مهاجمة أراضي المعارضة بسبب البند الذي يستثني داعش وجبهة النصرة من وقف إطلاق النار، لافتا إلى صعوبة تحديد المواقع التي تسيطر عليها جبهة النصرة في شمال البلاد. ولفت الزغبي إلى ضرورة إرسال مسودة الاتفاق إلى المعارضة لكي يطلعوا عليها أولا لكي لا تتحول إلى اتفاق تفاهم روسي أمريكي. وكان الرئيس السوري بشار الأسد قد أعلن الأحد الماضي عن موافقته على أي قرار لوقف إطلاق النار سيتم التوصل إليه، على أن لا يمنح ذلك أي أفضلية للإرهابيين. روسيا العقبة الأكبر قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن إمكانية شن عملية برية تركية-سعودية في سوريا "ليست على جدول الأعمال"، مشددًا على أن أي حركة من هذا القبيل يجب أن تكون جماعية. وأضاف أوغلو خلال مؤتمر صحفي عقده اليوم الخميس أن الضربات الجوية التي يتم تنفيذها داخل الأراضي السورية هي العقبة الأكبر أمام اتفاق وقف إطلاق النار.