استعرض الدكتور مصطفى مدبولى وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، المخطط الاستراتيجي العام لمنطقة الفسطاط ، والذي تم الانتهاء منه في ديسمبر ٢٠١٠، بهدف تطوير الفسطاط وتحويلها إلى منطقة سياحية أثرية ثقافية وترفيهية ، في ضوء تعظيم القيمة التراثية للمكان واستثماره بصورة مثلى تعود بالنفع المباشر على أهالي منطقة الفسطاط، وكذلك على سكان القاهرة ككل. وقال الدكتور مصطفى مدبولى، خلال اجتماعه لاستعراض المخطط، بحضور هشام زعزوع، وزير السياحة، والدكتورممدوح الدماطي، وزير الآثار، والدكتورجلال سعيد، محافظ القاهرة، إنه تم وضع المخطط الاستراتيجي لتطوير الفسطاط ، منذ عام ٢٠١٠، إلا أن ما استتبع قيام الثورة من أحداث حال دون تنفيذ المخطط وقتها ، موضحا أن هناك إرادة سياسية حالية لتنفيذ المشروع ، لتحويل الفسطاط إلى منطقة سياحية ثقافية ترفيهية، بجانب تطوير الأماكن العشوائية بها لصالح السكان. وأضاف وزير الإسكان :" تم تحديد الأهداف الخاصة بالمشروع، ومنها إعداد مخطط استراتيجى عام للمنطقة (بمساحة تقريبية تبلغ حوالي ٤ آلاف فدان) وتطوير المناطق العشوائية بالمنطقة، وتحسين نوعية الحياة للسكان، من خلال تنمية أنشطة سياحية وترفيهية وخدمية وحرفية جديدة تتناسب مع قيمة وطبيعة المنطقة، فضلا عن رفع معدلات جودة الحياة لسكان العشوائيات بالقاهرة، وتطوير شبكات البنية الأساسية، وتوفير شبكة من محاور الحركة، ووسائل المواصلات المتطورة داخل قلب العاصمة". وأشار الوزير إلى أن الفرص المتاحة لتطوير المنطقة، تكمن في وجود الكثير من المواقع التاريخية والأثرية، الأمر الذي يمكن استغلاله لجذب السياحة، مع وجود مناطق صناعية حرفية مثل صناعة الفواخير والدباغة، والتي يمكن تنميتها وتطويرها بشكل يتناسب مع أهمية المنطقة التاريخية، إضافة إلى وجود الكثير من الأراضي غير المأهولة، والتي يمكن إعادة توظيفها فى مجالات عديدة ، من أجل تحسين مستوى معيشة القاطنين بالمنطقة ، مؤكدا أن موقع المنطقة الجغرافي في وسط القاهرة الكبرى ، يمثل عاملا إيجابيا وفعالا ، فى تنميتها وإحداث عوامل جذب ، حيث تنتشر الموارد الطبيعية مثل بحيرتي الفسطاط وعين الصيرة، بجانب قرب المنطقة من نهر النيل ، بالإضافة إلى وجود مسطحات خضراء، وهو ما يمكن استغلاله لتنمية مناطق عامة مفتوحة كمتنفس ترفيهي وثقافى وعلاجي. وشدد د.مصطفى مدبولى ، على ضرورة تفريغ المنطقة غير الآمنة وإعادة تطويرها مثل المدابغ وعزبة أبوقرن الملاصقة لمجمع الأديان ، مؤكدا أن تطوير المنطقة سيعد تطويرا لقلب القاهرة، نظرا للقيمة التاريخية والمركزية لها، مع الأخذ في الاعتبار أن المنطقة تزخر بمواقع تراثية وتاريخية وأثرية من عهود مختلفة، منذ الحضارة الفرعونية ، ومرورا بالرومانية والقبطية والإسلامية ، وحتى العصر الحديث. واتفق وزراء الإسكان والسياحة والآثار، ومحافظ القاهرة، على بدء الدراسات المالية للمشروع ، وتحديد الجهات المشاركة، لبدء تنفيذ مخطط التطوير.