لا زالت حرب التصريحات مستمرة بين الرئيس السوري بشار الأسد، الذي يتمسك بكرسي الرئاسة، وبين وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، والذي ترغب بلاده في الإطاحة بالأسد من منصبه. ولعبت الصدفة دورها تلك المرة، حيث أجرى بشار الأسد حوارًا من داخل العاصمة السورية دمشق مع وكالة الأنباء الفرنسية، أعلن فيه تمسكه الكامل بالسلطة، بالتزامن مع إطلاق عادل الجبير تصريحات صحفية من مؤتمر ميونخ، يطالب فيها برحيل الأسد من السلطة. الأسد يُقسم أقسم الرئيس السوري بشار الأسد على أنه سيستعيد سيطرته على كامل مناطق سوريا، لافتًا إلى أن الأمر سيأخذ وقتًا طويلاً، إلا أنه لن يتردد من أجل استعادة السيطرة على بلاده. وأضاف "الأسد" خلال حواره مع وكالة الأنباء الفرنسية "فرانس برس" أن نظامه يهدف إلى استعادة الأماكن التي سيطرت عليها الميلشيات المسلحة، مؤكدًا أنه من غير المنطقي أن يترك أي جزء من بلاده تحت سيطرتهم. ولفت الرئيس السوري إلى أن القتال لن يتوقف خلال المفاوضات مع المعارضة السورية، مشيرًا إلى أنه لا يستبعد احتمالية دخول دول كالسعودية، وتركيا، إلى بلاده بقوات برية خلال الفترة المقبلة. وتابع الأسد، أنه لا يزال يؤمن بالحل السياسي في سوريا منذ اندلاع الأزمة في عام 2011، إلا أنه أكد أن المفاوضات لا تعني التوقف عن قتال الإرهابيين. وكانت مفاوضات "جنيف 3" التي انطلقت في يناير الماضي، قد تم إيقافها حتى 25 فبراير المقبل، بسبب اعتراض المعارضة على استمرار القصف الروسي التي تنفذه ضد المدنيين على الرغم من بدء المفاوضات. تقارير مُسيسة وشدد الأسد، على أن أزمة اللاجئين في أوروبا حدثت بسبب منح قادتها غطاءً للإرهابيين، مضيفًا أن أوروبا إذا توقفت عن ذلك فإن السوريين سيعودون إلى بلادهم مرة أخرى. ولفت إلى أن المعركة الحقيقية هي قطع طريق المعاونات التي يحصل عليها الإرهابيين المتواجدين في مدينة حلب، والتي تدعمهم تركيا عبر حدودها مع سوريا. وانتقد الأسد، التقارير الصادرة من الأممالمتحدة، والتي تتهمه بارتكاب جرائم حرب في سوريا، واصفًا تلك التقارير بال"مسيسة". وكانت الحرب الأهلية في سوريا قد اشتعلت منذ عام 2011، وخلفت مئات الآلاف من الموتى والجرحى، فيما لجاء العديد من السوريين إلى مغادرة بلادهم خوفًا من القصف. السعودية: سيرحل وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، قال إن الرئيس السوري بشار الأسد عامل جاذب للإرهابيين، مضيفا أنه سيرحل في نهاية المطاف عن سوريا. وشدد الجبير، على أن الإطاحة بالأسد ضرورية لاستعادة استقرار سوريا، مضيفًا أن هزيمة داعش لن تتم إلا برحيل بشار الأسد. وتعد تصريحات الجبير استمرارًا لتصريحات المملكة التي أكدت أكثر من مرة على أن بقاء بشار الأسد في السلطة غير مقبول، وأنه ليس جزءً من مستقبل بلاده. وكانت السعودية قد أعلنت قبل أيام عن استعدادها لإرسال قوات برية إلى سوريا من أجل المشاركة في هزيمة تنظيم داعش، وتبعتها البحرين والإمارات اللتان أعلنتا استعدادها للمشاركة في هذا التحالف.