من منا لا يعرف البطريق، ومن منا لا يهتم بشئون غيره، فلا نكون من مصر إلا إذا اهتممنا بشئون غيرنا أكثر من شئوننا. البداية عند القطب الجنوبي والنهاية عند "تشيلي"، سنرى مهما كان الثوار صغار ماذا بأيدهم أن يفعلوا وحتى وإن كانو مجرد بطاريق ! البطريق نوع من أنواع الطيور المائية، ويستطيع أن يعيش على البر ويتأقلم بسهولة إذا توافر المناخ المناسب، ودائماً ما يضحك الكثيرون عليه عندما يبدأ بالتحرك على البر وذلك لتمايله المستمر في المشي وذلك يرجع لسبب "أرجله المدببة" حتى تساعده على السباحة بقوة ! البطريق وعلاقته بالثورة، سنتخيل هذا دائماً يكون في كل جماعة من الحيوانات أو البشر أو حتى الطيور فصيلة ومن كل فصيلة "روح" مختلفة، ودائماً أو على الأقل على مر التاريخ تكون تلك هي الروح المحركة إلى التغيير سواء السلبي أو الايجابي. وما الثورة إلا تغيير، ولكن لا يشترط أن يكون التغيير المصاحب للثورة إيجابياً بل بالعكس يتصور التحليل النقدي أن يصاب الثورة فوضى والفوضى تساعد على نمو الفساد وتحقيق أهدافه أسرع وأوسع. ولا نخفي عليكم أن الميزة الوحيدة التى سوف تحسب للحيوانات إن قامو بثورة فسوف يعرفون أي دخيل لأنه بالتأكيد لن يكون منهم، فإذ قامت بطاريق بثورة وأرادت درافيل البحر أن تفسدها أو أن ينسبوها لهم، فلا مجال لذلك وبلا شك "محدش حيركب ثورتهم". على عكس الإنسان، فبالرغم أن الله خلق له عقلاً حتى يستطيع التمييز إلا أن التمييز يحتاج إلى البصيرة وليس إلى البصر، ومن هنا قد يكون هناك "مفتحيين كتير" بس قد أخشيت بصيرتهم، فليس علينا أن نلوم أنفسنا فهذه هي الطبيعة البشرية. والتغيير في الثورة يأتي ويستمد قوته غالباً من الطبقة التي ثارت، أي أن مقياس الثورة يكون مدى مستوى ثوارها، والمعيار اليقين هو الثقافة إن وجدت ! ثورة البطاريق، قد يخفى عليكم الاسم والحدث، ولكن في عام 2006 قد حدثت ثورة في "تشيلي" يتأممها طلاب المدارس، وذلك مطالبين بتنفيذ عرائضهم التى تقدموا بها من قبل والتى كانت من ضمن طلبتهم ''المساواة في درجة التعليم – تقليل المصروفات الدراسية وتقليل ثمن خدمات المواصلات والسكن'' ولكن الحكومة ضربت بها عرض الحائط مما أداى إلى انفجار الطلاب. سميت ب "ثورة البطاريق" وذلك نسبة إلى الزي الذي كان يرتديه أولئك الطلاب، وأيضا حدث ولا حرج عن أعددا الوفيات والإصابات في صفوف أولئك المطالبين بالحق، أما أولئك الذين يطالبون بطريق الباطل. ومن بضع دهور أو أكثر، اكتملت رسالة أولئك الثوار في طريق الحق واكتمل تنفيذ عراضهم حرفياً، ويسعون إلى الحفاظ على أرقى المستويات حتى أصبحت "تشيلي" تنافس الآن الأمم المتقدمة في مستوى التعليم ! والعبرة هنا، أن البطريق طائر لا يطير، وانما هو سباحُ ماهر وقد تصل سرعته إلى 10كم/ساعة وهذا ما تيمز به، فهنا الرسالة، لا يقلل أحدكم من شأن ثائراً قد لا يعرف كيف ينهي ثورته ولكن بالتأكيد سيموت في سبيلها، والأهم أن لكل إنسان ميزة خاصة لا تجعله مختلف ولكن فقط مميز !