أزمات حياته صنعت منه فنان.. "ضياء إبراهيم"

إذا أردت أن تكون مبدعًا .. فعليك بالإرادة وقوة العزيمة... تلك الأشياء وحدها تمكنك من أن تحقق ما تحلم به، وهذا ما تجده عندما تقابل شاب في ربيع عمره، لا تغيب الابتسامة عن وجهه، وترى بين يديه إبداعًا لا يتقنه الدارسون.
وكان لبوابة أخبار اليوم لقاء من ذلك الشاب "ضياء إبراهيم"، والذي وجدنا أسمه على اكثر من غلاف بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته ال47، كما أن له إصدار خاص به ومختلف من نوعه تحت عنوان " بالته"، عندما تتصفح صفحاتها لا تجد كلمات تقرأها بل إبداعات مرسومة تشاركه فيها بالتلوين.
قال مصمم الأغلفة الشاب "ضياء إبراهيم"، أن تجربة تصميم الأغلفة جاءت بالصدفة بالإضافة إلى أنه يهوى الفن، وشارك في معرض الكتاب هذا العام فيما يقارب ثمان أغلفة، بالإضافة إلى تصميم أغلفة مفكرات صغيرة تحمل تصاميم عربية، وكتاب تلوين تحت عنوان " بالته".
وتحدث ضياء عن بداية اهتمامه بالفن منذ عام 2012 ، قائلًا: "طلبت وقتها من شخص أن يصمم لي صورةن فتعامل معي بتعالي وكبر، فقررت أن اتعلم على الانترنت كيف اقوم بتصميم أو تعديل الصور على الفوتوشوب، ومن ثم بدات في تصميم الأغلفة بالصدفة في شهر سبتمبر 2014، عندما رايت منشور لإحدى الكاتبات على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك" تعرض فيه غلاف كتابها وتقول أنها غير مقتنعة به، فوجدت نفسي أقوم بعمل غلاف اخر وأرسلته لها، فطلبت مني أن تأخذه لكتابها ومن هنا دخلت الوسط الثقافي.
لم يكن ذلك فقط هو مشوار ضياء، ولكنه تعرض للكثير من الضغوط التي يستسلم لها أي شخص أخر ويترك نفسه للتيار ليسلك طريق الشر والضياع، فضغوط الحياة لم تتح له الفرصة ان يكمل تعليمه، بعد انفصال أبيه عن أمه وتركه طفل في الصف الثالث الإعدادي، يحمل مسؤولية أمه واخته، عمل " تباع على ميكروباص، وعامل في ورشة، ثم عامل في مصنع" ، وفي لحظة ما وجد الطفل النبيه أن أصدقاء الدراسة، الذي كان هو أمهرهم، شكلهم وحياتهم مختلفة عنه، فقرر ان يكمل ما ينقصه، والتحق بالثانوي الصناعي منازل، واخذ الدبلوم في ست سنوات، وظل يكافح ويعمل في كل شئ حلال غلى أن أصبح ضياء أشهر مصمم اغلفة بمعرض الكتاب في دورته ال 47.
وبعدما وجد ضياء إقبالاً كبيرا على كتاب تلوينه "بالته"، فقرر أن يحنفل بذلك مع مجموعة اطفال من إحدى دور الأيتام ووفر لهم كمية كبيرة من الألوان والورق واللوحات الكبيرة المرسوم عليها تصميماته، ليضفي عليهم حالة السعادة والمرح ، ويعش معهم طفولته.
وجدير بالذكر أن كتاب "بالته" للتلوين، هو أحد إصدارات دار قلمي للنشر والتوزيع .