ما بين الخبرين السابقين أخبار تنغص علينا حياتنا وتحاول اغتيال الحلم الذي نحلمه كل يوم بمصر الجديدة التي طال انتظارنا لها خبران استوقفاني كثيرا وأنا أطالع الصحف والمواقع اليومين الماضيين.. الأول خاص بتمثال الملك الفرعوني الأشهر توت عنخ آمون حيث انكسرت ساق التمثال فتم استبدالها بعمود خرسانة أسمنتي علي طريقة الأسطي «حوكشة المحار».. هذه الفضيحة تمت بمعبد الكرنك أشهر معابد مصر وليس الأقصر فقط.. والخبر الثاني يحمل ما يشبه النعي لسكك حديد مصر علي لسان المتحدث الرسمي لوزارة النقل والذي عدد ما يشهده هذا المرفق المهم من تدهور وتراجع بل وانهيار. يبدو للوهلة الأولي أن الخبرين لا علاقة بينهما.. لكن في رأيي فإنهما يجسدان الحالة التي أصبح عليها المصريون ومنذ سنوات وربما عقود.. حالة من التراخي والإهمال والتخريب.. الفهلوة التي يبدو أنها أصبحت في جينات معظمنا.. عقود وعقود من الفساد الذي نجني ثماره المرة خرابا وتدميرا بكل مرافق الدولة. نبدأ بالحالة الأولي.. هل يعقل أن نفعل هذا بآثارنا.. وفي معبد بحجم وقيمة الكرنك.. والأدهي أن مصطفي وزير مدير منطقة آثار الكرنك اعترف بالجريمة وخطورتها.. لكنه أكد أنه لا ذنب للمسئولين الحاليين بها وأنها تعود للتسعينيات أو الثمانينيات.. «شوفت المصيبة».. كل همه أن يبرئ نفسه ووزيره ومديريه منها.. ولا يدري أن هذا العمل يستدعي أولا محاكمة المسئولين عنها ثم جميع المسئولين من وقت حدوثها وحتي الان بما فيهم البيه المسئول صاحب هذا التصريح.. فالمصيبة بالطبع في الفعل.. والمصيبة الأكبر في كل المسئولين والوزراء من وقتها وحتي الان الذين لم يهتز لهم طرف عين من بشاعة المنظر وكارثة العبث بتاريخ وتراث أجدادنا الذي يعد أعز ما نملك.. فهل تمر الجريمة مرور الكرام ؟ نصل إلي تصريح أحمد إبراهيم المتحدث الرسمي لوزارة النقل حول ما يشبه الانهيار الذي أصاب مرفق السكة الحديد.. وكلامه بالطبع حقيقي وواقعي مليون في المية من أن السكة الحديد أصبحت لا تسر عدوا ولا حبيبا وتعمل بأنظمة عفي عليها الزمن بجانب حديثه عن خسائرها وسلبياتها العديدة.. سكة حديد مصر ثاني سكة حديد علي مستوي العالم بعد بريطانيا العظمي.. والحال الذي أصبحت عليه الآن يجسد ويعكس تماما الترهل والفساد والتخريب والتراجع الأخلاقي الذي أصاب معظم المصريين من الحكومة والشعب نفسه لعقود.. فالفساد الحكومي كتب شهادة وفاة تلك الهيئة العريقة.. وأسهم بالتعجيل بالوفاة الإكلينيكية حيث سوء التعامل والإستعمال وغياب الضمير لمعظم الركاب الذين يمثلون مختلف طوائف الشعب.. وتحولت رحلة القطار من رحلة سياحية ممتعة في كل دول العالم..الي رحلة للآخرة والعالم الآخر في مصر !! ومع تأييدنا لكلام المتحدث الرسمي.. لكن يبقي السؤال.. هل هذا هو دوره.. توصيف الحالة المزرية للسكة الحديد والتي تبدو أنها هروب من مسئولية قدر محتوم لمصائب القطارات التي تمثل الكابوس لكل وزير يجلس علي مقعد النقل.. فالرجل لم يتحدث عن دور وزارته ووزيره اللواء سعد الجيوشي في تطوير السكة الحديد.. أم أننا ننتظر بعد التصريح أنه سيتم قريبا تشييع سكة حديد مصر إلي مثواها الأخير ليتقي سيادته وقيادات الوزارة مقالب « المزلقانات «التي لا تؤدي الا إلي «الجلابية والجلوس في البيت» عملا بمبدأ الباب اللي يجيلك منه الريح ويا دار ما دخلك شر !! وما بين الخبرين السابقين أخبار تنغص علينا حياتنا وتحاول اغتيال الحلم الذي نحلمه كل يوم بمصر الجديدة التي طال انتظارنا لها.. لكننا لن نكف عن الحلم ولو كره الكارهون.. ولو كره الفاسدون الذين أسقطوا كوبري سوهاج.. ومعدومو الضمير ممن يعتدون علي الأبرياء داخل مستشفياتنا وشوارعنا.. وفاقدو الإنسانية ممن يسيئون معاملة مرضانا باستقبال المستشفيات.. او يقتلونهم بإهمالهم الطبي الجسيم.. أو من يحاولون إثارة فتنة الألتراس ويعيقون أي جهد للتهدئة سعيا لحرق مصر.. لكننا ورغم كل تلك المصائب نثق أن مصر ستعود وندعو الله ألا تطول العودة !!