يعد علي عبد الخالق من المخرجين المبدعين القلائل الذين قدموا للسينما روائع . ورأس عبد الخالق لجنة تحكيم مهرجان المركز الكاثوليكي للسينما في دورته الرابعة والستون التي تقام في الفترة من 26 فبراير وحتى الرابع من مارس المقبل،. ويكشف عبد الخالق عن سر موافقته للمشاركة في لجنة التحكيم، كما يتحدث عن الأزمة التي تعاني منها السينما في الفترة الحالية، وسر اعتزاله الإخراج السينمائي. في البداية يقول المخرج علي عبد الخالق: "سعيد بالمشاركة كرئيس للجنة تحكيم مهرجان المركز الكاثوليكي للسينما، خاصة أنني خضت نفس التجربة قبل منذ ثلاث سنوات تقريبا، حيث كنت عضوا في لجنة تحكيم المهرجان مع الدكتور عماد أبو غازي وزير الثقافة السابق الذي كان رئيسا للجنة التحكيم، وسعدت كثيرا بهذه المشاركة لأنني وجدته مختلف عن أي مهرجان آخر سواء في معايير اختياره للأفلام أو عدم التدخل في اختيارات الفائزين بالمهرجان، فضلا عن كانت هناك نوع من الألفة والحب فيما بيننا". ويضيف عبد الخالق قائلا: "شاركت في الكثير المهرجانات التي اكتشفت أنها تحاول دائما ارضاء النجوم ومجاملتهم على حساب اختيارات لجان التحكيم، وهو الأمر الذي دفعني لرفض المشاركة في أي لجنة تحكيم أخرى، لكن عندما تحدث معي الأب بطرس دانيال وافقت فوراً على رئاسة لجنة التحكيم، خاصة أن هذا المهرجان له أسلوبه ومعاييره الخاصة التي أحترمها، حيث يختار الأفلام من خلال معايير إنسانية ومستوى فنى مرتفع". الكاثوليكي ويستطرد عبد الخالق في أسباب قبوله رئاسة لجنة تحكيم المهرجان الكاثوليكي بالقول: "هذه الدورة مختلفة، لأن اللجنة العليا للمهرجان اختارت أفضل 5 أفلام على مدار العام، وهم (بتوقيت القاهرة) لأمير رمسيسي، (أسوار القمر) لطارق العريان، (باب الوداع) لكريم حنفي، (قدرات غير عادية) لداوود عبد السيد، و(سكر مر) لهاني خليفة، وجميعها أفلام مميزة وجيدة وتتمتع بقيمة فنية عالية وقضايا اجتماعية ومستوى فني لا يمكن لأحد أن يزايد عليه". ويشير عبد الخالق أنه تم اختيار أعضاء لجنة التحكيم من خلال اللجنة العليا للمهرجان برئاسة الأب بطرس دانيال الذي طلب منه أن يشارك في الاختيار، ويضيف عبد الخالق: "فضلت أن أترك له اختيار الأعضاء كما يرى بنفسه، وبالفعل تم اختيار أعضاء لجنة التحكيم، ومع الجلسة الأولى وهي الافتتاحية، والتي أعتذر عنها ثلاث من أعضاء اللجنة هم: مدير التصوير سعيد الشيمي والفنان طارق لطفي والفنانة فردوس عبد الحميد، نظراً لإنشغالهم في العديد من الأعمال الأخرى، وهو ما دفع الأب بطرس دانيال لاختيار ثلاث أعضاء جدد وهم: مدير التصوير سامح سليم، والفنان إدوارد، والفنانة صابرين، بجانب الأعضاء الآخرون وهم: الفنانة علا غانم والناقدة منى رجب والموسيقار هاني شنودة، وأعتقد أن هذه اللجنة تملك خبرة سينمائية طويلة تمكنها من الحكم بشكل جيد". وعن مهاجمة البعض لاختيار علا غانم في لجنة تحكيم المهرجان، بسبب الأعمال التي قدمتها في الفترة الأخيرة والتي لم تكن ذات مستوى فني جيد، يرد عبد الخالق على هذا الأمر قائلا: "علا غانم تمتلك خبرات فنية كبيرة ولديها أعمال مميزة إلى جانب أعمال أخرى متوسطة في المستوى الفني، ودور الممثل أن يختار الورق الجيد والشكل المناسب، لكن من الجائز في ظل حال السينما المتدني أن يقبل الممثل بعض الأعمال من أجل التواجد على الساحة فقط، وأتصور أن مع مشاركة علا في لجان التحكيم المختلفة يمكن أن تكتسب خبرات إضافية تجعلها تنظر إلى العمل السينمائي بفلسفة وأسلوب مختلف، ويمنحها هذا نوعا من الاهتمام في اختيار أدوارها". أزمة السينما أما عن حال السينما في الفترة الأخيرة، يرى المخرج علي عبد الخالق أن السينما لازالت تعاني ليس بعد ثورة فقط، لكن منذ بداية الألفية الجديدة، ويضيف بالقول: "أزداد الأمر سوءاً بالتأكيد بعد ثورة 25 يناير، والدليل على هذا الأمر هو تسول المهرجانات المصرية الكبيرة للأفلام من أجل المشاركة بها، وهو ما يقابل بعدم وجود فيلم جيد يليق بالمشاركة في المهرجانات، حتى وصل بنا الحال إلى أن مهرجان بلدنا، مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، يقام دون مشاركة فيلم مصري في المسابقة الرسمية، وهو نفس الحال بالنسبة لمهرجان الإسكندرية السينمائي الذي يعاني في الفترة الأخيرة من عدم وجود فيلم مصري أيضا للمشاركة، بعد أن كان في عهد الراحل الكبير كمال الملاخ وحتى 15 عاما مضت مصدر لمنافسة الأفلام المصرية من أجل المشاركة في المسابقة الرسمية، وهو ما كان يدفع اللجنة لاختيار فيلم أوأثنين في المسابقة الرسمية مع عرض باقي الأفلام في بانوراما السينما المصرية التي تقام ضمن المهرجان". ويستكمل عبد الخالق حديثه قائلا: "في الألفية الجديدة بدأت السينما بالهبوط، وتضائلت مع إندلاع ثورة 25 يناير، وهو أمر طبيعي ففي ظل الحروب والثورات تشهد الساحة حالة من الكساد، لكن مع ثورة 30 يونيو كنت أتوقع أن تعود السينما إلى قوتها من جديد، ومع الأسف هذا الأمر لم يحدث نظرا لعدم اهتمام وزراء الثقافة الذين تعاقبوا على الوزارة بالسينما". ابتعاد عبد الخالق فسر ابتعاده عن الإخراج السينمائي في الفترة الأخيرة بالقول: "عندما قدمت فيلم (يوم الكرامة)، الذي أراه من أهم الأفلام في السينما المصرية، لأنه قدم مستوى فني جيد، كنت أتوقع نجاح الفيلم خاصة أنه يقدم أكشن مختلف ودراما، وتصورت أن هذا الأمر يحقق عنصر جذب للفيلم لكني صدمت بسبب عدم تحقيقه النجاح المتوقع، وقررت بعدها الإعتزال لأنني وجدت أن ذوق الجمهور تغير وأصبح معتاداً على أفلام (التيك أوي)، وفي النهاية فأنني أقدم سينما للجمهور الذي أن عدت مرة أخرى في عام 2006 من أجله ومن خلال فيلم (ظاظا) مع المنتج هاني جرجس فوزي والفنان هاني رمزي، وللعلم فقد رفضت إخراج الفيمل في البداية لكن مع إصرار هاني رمزي قمت بقراءة السيناريو الذي عجبني، وقررت أعود إلى السينما من خلال هذا الفيلم الذي حقق نجاحا كبيرا بالرغم من الصعوبات الرقابية وغيرها من الأمور التي كانت تواجه الفيلم، حيث تم حذف ما قرب من ثلث مشاهد الفيلم قبل أن يرى النور، وكان (ظاظا) أول فيلم يتحدث عن الرئيس والرئاسة بشكل متعمق، لكن بعد ذلك فضلت الإعتزال نهائيا". الكيف وعن الأفلام التي قدمها من قبل مثل "العار" و"الكيف" وتحويلهم إلى أعمال تليفزيونية، يقول عبد الخالق: "لا إعتراض على هذه الأعمال، خاصة أنها تقدم بشكل مختلف، وعندما قدم مسلسل "العار" أعجبت به وحقق نجاحا كبيرا، وأتمنى أن يحقق أيضا مسلسل (الكيف) نفس نجاح (العار)، وعن نفسي أتقبل هذا الأمر لأنه يذكرنا بالأعمال الجيدة التي قدمت في السينما وتعد علامة من علاماتها، وإعادة هذه الأعمال مرة أخرى يعد تخليدا لها، فضلا عن أن السينما العالمية تقدم نفس الأمر، وهذا الأمر طبيعى ومعمول به في كل دول العالم".