تدشن زيارة رئيس الصين شي جين بينج، بعد غد الأربعاء 18 يناير، للقاهرة مرحلة جديدة من علاقات الصين مع مصر التي تتطلع إلي آفاق أوسع للتعاون في مجالات عديدة في إطار سياسة خارجية تعمل علي إحداث توازن استراتيجي في علاقات مصر مع كافة دول العالم في ظل التحديات الصعبة علي الساحة الإقليمية والدولية في المرحلة الراهنة. ويولي الرئيس عبد الفتاح السيسي اهتماما خاصا بالزيارة التاريخية لرئيس شن جين بينج وهى الزيارة الأولي لرئيس صيني منذ 12 عاما وتتزامن مع احتفال البلدين بمرور 60 عاما علي العلاقات الدبلوماسية بينهما هذا العام ، حيث تم الإعلان عن إقامة العام الثقافي في كل من القاهرةوبكين. واستعدت القاهرة لاستقبال ضيفها الصيني العزيز بعقد عدة اجتماعات علي مدار الأسبوعين الماضين ترأسها السيسي ورئيس الوزراء وضمت الوزراء المعنيين بملفات التعاون لتحقيق أقصي استفادة من التجربة الاقتصادية الرائدة للصين من أجل الإسراع بخطي التنمية الاقتصادية في البلاد . ويرى محللون أن الصين تعتبر مصر دولة مهمة ورائدة في الشرق الأوسط، وأنها مفتاح استقرار المنطقة في ظل التحديات الجسمية التي تشهدها الأوضاع في سوريا والعراق واليمن وليبيا ، ومن ثم تعمل بكين علي دعم مصر سياسيا واقتصاديا في إطار المصالح المشتركة والمنفعة المتبادلة. وتتوافق الرؤى السياسية لكل من مصر والصين بشأن العديد من قضايا الشرق الأوسط والتأكيد علي العمل من أجل نزع السلاح وبخاصة أسلحة الدمار وإدانة الإرهاب بشتى أشكاله والتعاون في مجال مكافحة الأعمال الإرهابية الدولية فضلا عن أهمية تحقيق السلام الشامل العادل والدائم في منطقة الشرق الأوسط بما يتفق مع المصلحة الأساسية لشعوبها ويخدم أيضًا السلام والتنمية في العالم. ويولي التنين الصيني اهتماما كبيرا بتنفيذ مبادرتي حزام طريق الحرير الاقتصادي وطريق الحرير البحري للقرن ال21 التي أعلن عنها الرئيس الصيني عام 2013 بهدف التقريب بين دول آسيا وأوروبا وأفريقيا عبر شبكات الطرق البرية والبحرية من أجل دفع بناء البنية التحتية والتعاون المالي والتبادل الثقافي في هذه المناطق. وترى بكين أن هناك ارتباطا بين قناة السويس ، التي تعد ممرا تجاريا مهما يربط بين آسيا وأفريقيا وأوروبا ، وبين مبادرة إستراتيجية طريق الحرير الذي تولي الصين اهتماما بتنفيذها من أجل تطوير ممر تجاري واقتصادي. وترى الأوساط السياسية الصينية أن هناك توافقا بين مبادرة "حلم الصين" التي أطلقها الرئيس الصيني والتي تستهدف ازدهار البلد و النهوض بالأمة وإسعاد الشعب الصيني وبين مبادرة " الحلم المصري " التي أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي العام الماضي والتي يسعي من خلالها إلي النهوض بالأمة المصرية وهذا يؤكد علي المشاركة في نفس الآراء والمفاهيم. وفي هذا الإطار، كان سونج أي قوه سفير الصينبالقاهرة قد أكد ، في تصريحات صحفية قبيل زيارة الرئيس السيسي لبكين في ديسمبر 2014، أهمية هذه الزيارة التي تأتي في التوقيت المناسب في ضوء التطلع إلى دعم العلاقات بين البلدين على أساس المنفعة المتبادلة والتي ستكون بمثابة ضوء استرشادي حول التوجهات الجديدة لتطوير العلاقات وإيجاد طرق تنموية خاصة وأن الصين تسرع الخطوات نحو دول الغرب بينما مصر تنفذ إستراتيجية التوجه نحو الشرق. وبالرغم من التوترات السياسية التي شهدتها مصر في السنوات الماضية إلا أن الاستثمارات الصينية شهدت زيادة وأن القاهرة تسعى إلي استقطاب الاستثمارات الجديدة بعد القانون الخاص بالاستثمار، وتراهن الحكومة المصرية علي زيادة حركة الاستثمار الصيني في مصر لاسيما وأن الصين ، أصبحت خلال الأعوام القليلة الماضية ، نتيجة لما لديها من احتياطي ضخم من النقد الأجنبي "1.9 تريليون دولار"، إحدى أهم البلدان الرئيسية المصدرة للاستثمارات، وتشير كافة المؤشرات إلى أن الاستثمارات الصينية الخارجية ستستمر في التزايد في ظل معدلات النمو العالية والمتصلة التي تحققها الصين.