قال د.علاء غبور، مستشار الهيئة العليا بالاتحاد الدولي لشباب الأزهر والصوفية للشؤون الدولية، ونائب الرئيس العام لشؤون دولة الصين، أن العلاقات المصرية – الصينية تشهد انطلاقة قوية مع زيارة الرئيس الصيني شي جين بينج للقاهرة خلال الفترة من 20 إلى 22 يناير الجاري. وتعد زيارة الرئيس الصيني هي أول زيارة رسمية لرئيس صيني منذ 12 عامًا، وتتزامن مع الاحتفالات بذكري مرور 60 عامًا على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. وكشف غبور، أن الرئيس الصيني سيرافقه بعثة كبيرة من كبار الشركات الصينية المهتمة بالسوق المصري، وهو الأمر الذي سيتيح إقامة شراكة بين الشركات المصرية ونظيرتها الصينية، بما ينعكس إيجابا على حجم العلاقات الاقتصادية بين الجانبين وزيادة الاستثمارات. وتوقع عضو الهيئة العليا بالاتحاد للشؤون الدولية، أن التنسيق بين الجانبين المصري والصيني فيما يتعلق بالعاصمة الإدارية سيكون له الأولوية، مشيراً إلى تجهيز العديد من المشروعات لبحثها مع الجانب الصيني والتوقيع عليها خلال الزيارة، ومنها مشروعات لتوفير خدمة الصرف الصحي في 264 قرية بمحافظتي المنوفية والغربية و1077 قرية بمحافظات الصعيد، في إطار المشروع القومي للصرف الصحي بالقرى، بالإضافة إلى التوقيع على العقود النهائية لتنفيذ مشروعات المرحلة الأولى للعاصمة الإدارية الجديدة، والتي تتضمن إنشاء المباني الحكومية وكذلك قاعة مؤتمرات كبرى ومبنى للمعارض الدولية و15 ألف وحدة سكنية. وتابع، أنه سيتم التعاون مع الصين لتنفيذ عدد من المشروعات في مجال الكهرباء والطاقة المتجددة ومن بينها مشروع الضخ والتخزين بجبل عتاقة لإنشاء محطة مائية لتوليد الكهرباء بقدرة 2100 ميجاوات ومشروعا محطتي إنتاج الكهرباء باستخدام الفحم بموقع الحمراوين واللتين تبلغ قدرة إحداهما 1980 ميجاوات والأخرى 2640 ميجاوات. وقال، إنه من المنتظر أن يتم التوقيع على مذكرتي تفاهم مع هيئة تأمين الصادرات الصينية وبنك الصادرات والواردات الصيني، في إطار مشروع التعاون المالي المشترك مع الجانب الصيني الذي يهدف إلى تمويل مشروعات التعاون المشترك مع الصين في مجال إنتاج الكهرباء. وأوضح، أنه من المقرر أن تشهد الزيارة أيضاً التوقيع على عدد من الاتفاقيات الخاصة بتنفيذ مشروعات تنموية مشتركة بين البلدين في مجالات والنقل والتدريب والتعليم عن بعد ومكافحة التصحر والبنية التحتية وعلوم الفضاء إلى جانب عقد منتدى لرجال الأعمال المصريين والصينيين، فضلا عن إقامة معرض للمنتجات الصينية فائقة التكنولوجيا خاصة في مجال الطاقة الجديدة والمتجددة. ولفت، إلى وجود العديد من الفرص الاستثمارية المتاحة أمام المستثمرين الصينيين، خاصة في المشروعات القومية الكبرى التي تستهدف مصر تنفيذها خلال المرحلة المقبلة إلى جانب مشروعات استثمارية في مجالات الجلود ومواد البناء والبتروكيماويات والاتصالات. وأضاف، أنه من المقرر أن يفتتح الرئيسان السيسي وبينج، المركز العام الثقافي المصري- الصيني، للوصول بالعلاقات بين البلدين إلى أعلى درجة وهي العلاقات الإستراتيجية الشاملة. وعلي صعيد مشروع قناة السويس، قال غبور، إن المباحثات مع الجانب الصيني تشمل المشاركة في تمويل وتنفيذ مشروعات بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، مؤكداً على أهمية تحديد احتياجات وأولويات المنطقة الاقتصادية للقناة من تكنولوجيا وخبرة فنية وفقا للمخطط العام للمنطقة لتعظيم الاستفادة من المساعدات الفنية، ونقل الخبرات الدولية وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وخلق فرص عمل وتدريب الكوادر وجني ثمار التنمية لتحسين مستوى معيشة المواطنين. وفيما يتعلق بالمنح الصينية، أشار إلى أنه سيُعرض على الشريك الصيني إمكانية تنفيذ مشروعي البنية التحتية الخاصة بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس كمدخل هام للتطوير والتنمية، لتمهيد المنطقة لتنفيذ العديد من المشروعات المتخصصة ومشروع إنشاء منطقة صناعية للمنتجات الرياضية كثيفة العمالة بأيدي مصرية وخبرة ومعدات صينية لإنتاج منتجات ذات قيمة، واستغلال الموقع المتميز والتسهيلات المتاحة في المنطقة. وذكر أنه يتم الآن التنسيق بين وزارة التعاون الدولي والمنطقة الاقتصادية بقناة السويس لتوفير الدعم لمشروعات وبرامج التنمية، لافتاً إلى الاتفاق على العمل لتحديد التصور المبدئي والمقترح الذي ستتقدم به المنطقة الاقتصادية بالتعاون مع وزارة التعاون الدولي لطرحه للتفاوض مع الشريك الصيني لتضمينه ضمن قائمة المشروعات الجاري التفاوض بشأنها لتوقيعها أثناء الزيارة. وأكد غبور، أن الزيارة قد تفتح المجال لمشاركة الصين في مشروعات صناعة وتشغيل الأقمار الصناعية، وتشغيل القطار المكهرب الذي يخدم العاصمة الإدارية الجديدة، بالإضافة إلى إحياء مبادرة الرئيس الصيني طريق الحرير، بما يساهم في تحقيق نقلة نوعية في علاقات التعاون الوثيقة التي تربط بين البلدين.