حذر رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، من عودة الأصوات "النشاز" التي مهدت لدخول تنظيم "داعش" إلى العراق، وقال: إن هذه الأصوات بدأت تتعالى مع انتصارات قواتنا، إننا لا نريد أن يتحول شعبنا إلى محرقة نتيجة الصراعات الإقليمية. ولفت العبادي - في كلمته خلال لقائه طلاب وشباب في البصرة جنوبي العراق- إلى أن هناك تحديات تواجه العراق منها الحرب على داعش التي تحقق القوات العراقية انتصارات بالرغم من الأزمة المالية، إضافة إلى برنامج الإصلاح الذي يقاومه الفاسدون الذين يستولون على الأموال ويسيطرون على الإعلام والجماعات الخارجة عن القانون، مضيفًا "هم يحاولون تحريف الانتصارات التي تحققت في تكريت وبيجي والرمادي على داعش". وتابع: أن هناك أيضا من لا يريد للأمور أن تستقر لأنهم يستغلون حالات الفوضى والجريمة المنظمة والخطف، مستغربًا من أن تقوم جماعة بحرق جوامع في المقدادية في محافظة ديالي عقب التفجير الانتحاري لداعش، في الوقت الذي يقيم ذوو الضحايا بنصب سرادقات عزاء من السنة والشيعة. ودعا العبادي جميع العراقيين إلى التوحد حول رؤية واضحة وواعية لوأد الفتنة، لافتا إلى وجود حملة إعلامية تحاول تهويل أي حدث يؤدي إلى الاحتقان الطائفي. ووصف رئيس الوزراء العراقي الملف الأمني وصراع الكتل السياسية بأنه "خط أحمر"، وقال: إن ما حصل في البصرة نتيجة صرع الكتل أمر غير مسموح به، فالبعض يريد أن يدفع الأمور إلى نقطة اللاعودة وأهل البصرة مسالمون ولا يميلون للتجاذب وعلينا الحفاظ على الأمن المجتمعي في هذه المحافظة. على صعيد آخر، افتتح العبادي محطة "النجيبية" الغازية في البصرة لتوليد الكهرباء بطاقة إجمالية 500 ميجاوات.. والذي سيساهم في سد العجز في إمدادات الطاقة الكهربائية. وقال العبادي إن الطاقة الكهربائية عصب الحياة وتمثل عنصرا مهما لدفع عجلة الاقتصاد ويجب الحفاظ عليها وعدم هدرها وتوفير المحروقات والمشتقات النفطية اللازمة، مشيرًا إلى انه برغم الصعوبات والحرب والضائقة المالية والتحديات الاقتصادية فان هناك يدا تنجز وتقدم الخدمات للمواطنين. وكانت وزارة الكهرباء العراقية حذرت في 13 أبريل 2015 من أن أزمة انقطاع الكهرباء ستستمر بسبب نمو الأحمال بشكل كبير غير مسبوق، على ضوء قلة التخصيصات المالية لقطاع الكهرباء في الموازنة العامة، وعدم التزام المستهلكين بتسديد أجور الاستهلاك بالرغم من الدعم المقدم من الحكومة العراقية. ويعاني العراق من أزمة طاقة كهربية ينتج عنها انقطاع التيار الوارد من الشركة الوطنية على خلفية تهالك البنية التحتية والأزمة المالية عقب تدني أسعار النفط عالميا، حيث تشكل عائدات النفط قرابة 90% من إيرادات الموازنة الاتحادية لعام 2015، إضافة إلى ظروف المواجهات العسكرية والعمليات الإرهابية التي أضرت بشبكة الكهرباء في العراق، وتنتشر بمدن العراق المولدات الأهلية للكهرباء التي تسد فجوة انقطاع التيار، إلا أن أسعارها مرتفعة جدا مقارنة بأسعار الكهرباء الرسمية.