قالت نقيب عام التمريض ووكيل أول وزارة الصحة لشئون التمريض د.كوثر محمود إن مهنة التمريض تعاني من مجموعة مشاكل أساسية يختلط فيها الجانب الثقافي بالمهني والاقتصادي والسياسي. وأضافت أن المهنة تضرب بسوء السياسة الرسمية في القطاع الصحي، ونموذجه الأبرز هو الفشل المزمن في تطوير المستشفيات والمراكز الصحية العامة وتدهور مستوى الرعاية الأولية والوقاية. كما أكدت أن معاناة مهنة التمريض تفاقمت مع لجوء الدولة إلى التخصيص بديلاً من وضع خطط رشيدة لتطوير القطاع الصحي عموماً، وساهم التخصيص وعقلية الربح في تدهور أوضاع الصحة، كما زادت في معاناة ممارسي مهنة التمريض. وأشارت كوثر إلى تدني رواتبهن، ومعاناة الممرضات من نظرة اجتماعية تضع مهنتهن في مرتبة دنيا، ثم تمزج ذلك بالريبة والشكوك أخلاقياً في تزاول التمريض، كيف ينظر مجتمع محافظ إلى من تضطرها مهنتها إلى العمل ليلاً، بل المبيت في مكان العمل؟ وبأثر من تلك العوامل، جرت دراسة أولى من نوعها مصرياً، تتناول مهنة التمريض وأوضاعها وأوجاعها. وأوضحت أن مشكلة التمريض في مصر بالغة التعقيد تتداخل فيها خيوط اقتصادية واجتماعية وتعليمية ونفسية وثقافية، وربما هذا ما دفع عدداً من منظمات المجتمع المدني أخيراً إلى إطلاق دراسة أولى من نوعها عن وضع التمريض في مصر، حملت عنواناً معبّراً: "وسط تصاعد كفاحهن: الممرضات بين السخرة والنظرة الدونية" وطالبت وسائل الإعلام بكل أنواعها بضرورة إبراز الدور الايجابي والسلبي للمواطنين وعدم التركيز علي جانب واحد لان مهنة التمريض هي عصب الحياة في المنظومة الصحية ولا تقل خبرتها عن مثيلتها في الدول الأوربية. ونوهت كوثر إلى أنها سوف تهتم بالجانب التعليمي طبقا لمنظمة الصحة العالمية وسوف يكون مستويين وهما المعهد الفني للتمريض ومدته سنتين بعد الثانوية العامة والجامعي وبعدها تحصل الممرضة علي البكالوريوس وسوف تتصدي النقابة للقطاع الخاص الذي يقوم بجلب الغير مؤهلين لمزاولة مهنة التمريض مع الدفاع عن حقوقهم وتوفير المكان المناسب لعلاجهم وتوفير رحلات الحج والعمرة ووسائل الترفيه المختلفة. كما أعلنت أن النقابة أخذت موافقة مبدئية من وزير الصحة والسكان بزيادة الدعم السنوي من 20 إلى 120 ألف جنيه سنويا للتطوير والنهوض بمنظومة التمريض، وتم اخذ موافقة نقيب الأطباء على ضم مهنة التمريض لاتحاد المهن الطبية حتى تستفيد من كل الأنشطة مع مناقشة قانون الانتهاء من مسودة قانون مزاولة المهنة وتحديث قانون النقابة.