تقدمت الطالبة ماريان رؤوف وديع عطية المقيمة بالإسكندرية والتي تبلغ من العمر 17 عاماً، ببحث مفصل لمجلة "نور" الصادرة عن الرابطة العالمية لخريجي الأزهر، والتي تقدم موضوعات ثقافية شيقة للأطفال الصغار، ببحث عن تاريخ الأزهر الشريف . وأشارت الطالبة ماريان في بحثها إلى الأزهر باعتباره معلماً حضارياً بُنى في عهد السلطان المعز لدين الله الفاطمي حيث أصبح الجامع الأزهر فيما بعد من أشهر المساجد في العالم الإسلامي وهو جامع وجامعة تخرج منه العديد من علماء وفقهاء العالم الإسلامي . ولفتت في بحثها إلى الجوانب الإنسانية والأخلاقية للجامع الأزهر باعتباره أيقونة المساجد الإسلامية لما يحتويه من المدارس الإسلامية المتخصصة آنذاك، ناهيك عن مآذنته الفريدة في نوعها من حيث الشكل والزخرفة . كما عرج البحث على المراحل الزمنية وما أضافه السلاطين والحكام إلى هذا المسجد نظراً لأهميته العلمية . وختمت ماريان البحث بقولها أن الأزهر الشريف هو منارة للعلم وقبلة لطالبيه ومركز للمعرفة الوسطية التى لا تعرف العلو ولا الشطط ولا تتلون بألوان الطيف السياسي، ففي أروقته تعلم الملوك والسلاطين ومن جامعته تخرج الرؤساء والوزراء والسفراء من كل أنحاء الدنيا وإلى علماءه تقرب الملوك والأمراء ومن صحنه انطلقت الثورات ومن على منبره وجهت الدعوات لطوائف الشعب المصري مسلميه ومسيحيه، فانكسرت أحلام الغزاة .. ومازالت مؤسسة الأزهر الشريف تأخذ على عاتقها تفنيد الأفكار التي تدعو إلى الغلو والتطرف ورفضت تكفير الجماعات المتطرفة فاتحة بذلك باب التوبة والرجوع إلى الحق. ويعد هذا البحث من الطالبة ماريان رءوف وديع عطية دليلاً دامغاً على ما تتمتع به مصر من تسامح بين أبناء الوطن الواحد . جدير بالذكر أن مجلة نور التي تصدر عن الرابطة العالمية لخريجي الأزهر والتي تحوي بين جنباتها هذا البحث تضعه في مقدمة الأبحاث التي ستدخل التصفية النهائية للمسابقة التي تعقدها المجلة بين أبنائها وهذا البحث تعبيراً عملياً عن فضيلة التسامح.