تعرض كثير من سكان سورياوالعراق إلى مواقف متعددة من تنظيم داعش، حيث رصد التنظيم كل من هو مختلف وكل طائفة أو ديانة، ولكن أكثر من طاردهم التنظيم الإرهابي هم أعضاء الطائفة الإيزيدية، فمن هم الإيزيديون؟. وسلط موقع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" عربي، الضوء على الإيزيديين منذ عام، رغم كره الإيزيديين أن يكونوا في بؤرة الاهتمام الدولي. وبسبب معتقداتهم غير المألوفة، غالبًا ما يشار إليهم على أنهم "عبدة الشيطان"، فعمد الإيزيديين إلى عزل أنفسهم في مجتمعات صغيرة انتشرت في مناطق متفرقة في شمال غربي العراق، وشمال غربي سوريا، والمناطق الواقعة جنوب غربي تركيا. وكما هو الحال مع ديانات الأقليات الأخرى في المنطقة، كالدروز والعلويين، لا يعتنق ديانة الإيزيدية إلا من ولد بها، ولا يمكن اعتناقها دون ذلك، أما ما يواجهونه من اضطهاد مستمر في المنطقة التي يعيشون فيها في جبال سنجار غرب الموصل فيرجع في الأساس إلى الفهم المغلوط لحقيقة تسميتهم، حيث يعتقد المتشددون من السنة، أمثال تنظيم داعش، أن هذا الاسم يرجع إلى يزيد بن معاوية ثاني حكام الدولة الأموية، إلا أن دراسة حديثة أظهرت أن هذه التسمية لا علاقة لها بهذا الخليفة الأموي، أو حتى بمدينة يزد في فارس، بل هي مشتقة من الكلمة الفارسية "إيزيد" والتي تعني الملاك أو الإله، لذا فإن اسم الإيزيديين يعني "عبدة الرب". ويوقرون القرآن والإنجيل معا، بيد أن جزءا كبيرا من تراثهم يعتبر شفهيا، ونتيجة للسرية التي تكتنف معتقداتهم، فإن هناك الكثير من المفاهيم الخاطئة بأن معتقد الإيزيدية المعقد له ارتباط بالديانة الزرادشتية المجوسية، بل وحتى عبادة الشمس، إلا أن دراسة حديثة أظهرت أنه وبالرغم من أن أضرحتهم غالبا ما تزين برمز الشمس، وأن مقابرهم تشير إلى جهة الشرق في اتجاه الشمس، إلا أنهم يستقون بعض شعائرهم الدينية من المسيحية والإسلام أيضا. ويعرف إلههم الأعظم باسم "ئيزدان"، ويحظى بمكانة عالية لديهم بحيث لا يمكن عبادته بشكل مباشر، ويعتبرونه صاحب قوة كامنة، فمع أنه هو خالق الكون إلا أنه ليس حارسه. وهناك 7 أرواح أخرى تنبثق عن هذا الإله، أعظمها هو الملَك طاووس، المنفذ الفاعل للمشيئة المقدسة، وكان الطاووس في المسيحية القديمة يرمز إلى الخلود، لأن لحمه لا يفسد، ويعتبر الملك طاووس عند الإيزيديين تجسيدا لذات الإله ولا ينفصل عنه، لذا فإن هذه الديانة تعتبر من الديانات التوحيدية. ويصلي الإيزيديون إلى الملك طاووس 5 مرات يوميا، كما أن عندهم له تسمية أخرى هي "الشيطان"، لذا فإن ذلك ما جعلهم معروفين لدى الناس بأنهم "عبدة الشيطان". ويعتقد الإيزيديون أن الأرواح تنتقل داخل أشكال جسدية متعاقبة، وأن التطهير التدريجي ممكن من خلال التوالد الجديد وتعاقب الأجيال، ويعتبر أسوأ ما يصيب معتنق الإيزيدية أن يُطرد من مجتمعه، حيث أن ذلك يعني أن روحه لا يمكن لها أن تتجدد، لذا فإن اعتناق ديانة جديدة يعد أمرا غير وارد.