أكدت صحيفة لوفيجارو الفرنسية أن احتواء تنظيم داعش الإرهابي في الأراضي الليبية بات أمرا ملحا بالنسبة لفرنسا التي تعد لتشكيل تحالف دولي للتدخل في ليبيا. وأشارت الصحيفة -في ملف خاص عن ليبيا تحت عنوان "هل تتدخل فرنسا أيضا في ليبيا؟" في عددها الصادر ،الأربعاء 23 ديسمبر، إلى أن محاربة داعش في الأراضي الليبية أصبحت ضرورة لا مفر منها بالنسبة لصناع القرار في باريس للقضاء على سرطان داعش في ليبيا، وإلى أن الأفق الزمني للتدخل في ليبيا قد تجلى في الأسابيع الماضية. و نقلت اليومية الفرنسية عن مصادر بوزارة الدفاع الفرنسية أن التدخل في ليبيا أصبح لا غنى عنه و يجب أن يتم في مدة أقصاها ستة أشهر. وأضافت لوفيجارو أن الطلعات الاستطلاعية (للجيش الفرنسي) أكدت تمدد داعش انطلاقا من سواحل مدينة سرت نحو مواقع النفط و منطقة عمليات التهريب العابرة للحدود في الجنوب، مشيرة إلى أن زيادة رقعة الأراضي التي يسيطر عليها داعش على مسافة مئات الكيلومترات من السواحل الأوروبية و تدفق الإرهابيين إلى ليبيا قادمين من العراق و سوريا و اليمن و السودان، فضلا عن التهديدات التي يُشكلها الطوارق و القبائل الأخرى في الجنوب، كلها عناصر لمعادلة معقدة باتت تحتل أولوية. وأشارت الصحيفة إلى انه في ضوء تلك التهديدات قامت فرنسا بدعم جهود المبعوث الخاص للامين العام للأمم المتحدة في ليبيا مارتن كوبلر لتحقيق المصالحة بين الفصائل الليبية التي سيتوجب عليها بعد ذلك تولي مهمة مكافحة داعش بدعم عسكري من بعض البلدان. ولفتت إلى فرضية أخرى لا يجب استبعادها،وفقا لمصادر بوزارة الدفاع، وهي تعثر الاتفاق السياسي بين الليبيين وإلى انه في هذه الحالة ستواصل فرنسا جهدها لتشكيل ائتلاف عسكري. وأشارت الصحيفة إلى الجهود الدبلوماسية المكثفة لإيطاليا في الأشهر الأخيرة لدفع المفاوضات الليبية و التي أبدت استعدادها لإرسال جنود و قوات خاصة إلى ليبيا، فضلا عن السماح باستخدام قواعدها العسكرية في أي عمل عسكري يستهدف التنظيم الإرهابي هناك. كما نقلت لوفيجارو عن رئيس وزراء ايطاليا ماتيو رينزي قوله-في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في 29 نوفمبر الماضي- أن بلاده مستعدة، بطلب من الحكومة الليبية الجديدة- للاضطلاع بدور استرشادي لتحقيق الاستقرار في ليبيا. وفي نفس السياق، لفتت اليومية الفرنسية إلى ترحيب رئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون بالتوقيع على اتفاق تشكيل حكومة موحدة في ليبيا و إلى استعداده لإرسال قوات بريطانية إلى طرابلس للمشاركة في مكافحة تمدد داعش في ليبيا. وأفادت بان لندن مستعدة لإرسال قرابة ألف جندي في مهمة غير قتالية إلى ليبيا ضمن قوة تدخل قوامها ست آلاف فرد قد تتولى ايطاليا قيادتها. وأضافت لوفيجارو أن الجنود البريطانيين سيتولون مهمة دعم و تدريب القوات الشرعية التابعة لحكومة الوحدة الوطنية التي تم تشكيلها الأسبوع الماضي، و ذلك بالإضافة إلى احتمال نشر قوات خاصة بريطانية لاستهداف مواقع داعش في البلاد. ومن ناحية أخرى، أشارت لوفيجارو إلى أن الاتفاق السياسي الذي تم التوصل تحت رعاية الأممالمتحدة و القاضي بتشكيل حكومة وحدة وطنية يلقى معارضة من بعض الشخصيات في المعسكرين المتنازعين في ليبيا وإلى رفض البعض لخيار التدخل الدولي.