اعتبر الكاتب والمحلل السياسي الأمريكي دانا ميلبانك، أن المرشح الرئاسي عن الحزب الجمهوري دونالد ترامب، هو بمثابة موسوليني العصر الحديث في الولاياتالمتحدة. وقال ميلبانك -في سياق مقال رأي نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأربعاء 9 ديسمبر، على موقعها الإلكتروني- إنه رغم محاولة مسئولي الحزب الجمهوري في مذكرة داخلية عقد مقارنة بين مرشحهم ترامب ورجل الأعمال وندل ويلكي الذي فاز بترشيح الحزب عام 1940، إلا أن ترامب في حقيقة الأمر متأثر بويكلي بدرجة أقل من تأثره بزعيم إيطاليا الفاشي بينيتو موسوليني. وأضاف أن هذا لا يرجع فقط إلى المظهر الخارجي لكليهما، وإنما أيضا إيماءات ترامب بيده اليمنى والحديث عن نجاحاته "الضخمة" وخصومه "الأغبياء" جميعها أمور تستحضر وتذكر بأسلوب الدكتاتور الإيطالي. وأشار ميلبانك إلى أن التصريح المثير للجدل للمرشح الجمهوري مؤخرا بأنه سيمنع جميع المسلمين من دخول الولاياتالمتحدة جعل الكثيرين يلفتون النظر إلى نغمات لها أصداء الفاشية. ووفقا للكاتب الأمريكي، فإن هذه ليست المرة الأولى التي تصدر مثل هذه التصريحات عن ترامب بدءا من التعهد بتجميع ملايين المهاجرين غير الشرعيين وترحيلهم، وكذلك التصريح بأنه سيدرس إجبار المسلمين في أمريكا على التسجيل في قاعدة بيانات والذي رد عليه المؤرخ العسكري المحافظ ماكس بوت في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" قائلا إن "ترامب فاشي. وهذا مصطلح لا أستخدمه بسهولة أو في أغلب الوقت. لكنه استطاع الحصول عليه". وبحسب ميلبانك، فإن ترامب استخدم الكثير من أدوات الفاشية ألا وهي: ازدراء الحقائق، ونشر شعور طاغ بالخوف والأزمة، حيث يصور أنصاره بالضحايا.. ملقيا باللوم على الأجانب والغرباء، ويدعي أن شخصيته القوية هي التي بإمكانها تجاوز الأزمة. وأوضح أن ترامب تبنى العنف الذي استخدم ضد أحد المعارضين خلال إحدى حملاته، والآن يطلق فكرة جعل دخول الولاياتالمتحدة متوقفا على الدين. وشجب منافسو ترامب وغيرهم من قادة الحزب الجمهوري، مثل رئيس اللجنة الوطنية الجمهورية رينس بريباس وزعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ الأمريكي ميتش ماكونيل، الحظر الذي يقترحه ترامب على المسلمين. وكما يقول رئيس مجلس النواب الأمريكي بول ريان إن هذا ليس من أسلوب تيار المحافظين وإن ما تم اقتراحه لا يمثل ما يهدف إليه الحزب، لفت ميلبانك إلى أن هذا "بالفعل فاشية". ونوه ميلبناك إلى أنه بعد الاعتداء الإرهابي مطلع الأسبوع الحالي على مترو لندن صاح أحد الشهود في منفذ الاعتداء .. قائلا "لا يمكن أن تكون مسلما يا أخي". ودعا الكاتب زعماء الحزب الجمهوري الأمريكي والقادة المحافظين إلى إرسال نفس الرسالة إلى ترامب "لا يمكن أن تكون جمهوريا يا أخي".