«روح أخوية وتعاون متزايد».. شعار فرض نفسه على اجتماع مجلس التنسيق «المصري- السعودي»، الأربعاء 2 ديسمبر، برئاسة المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء وولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، بالرياض. ضربة البداية بدأ يوم الاجتماع، باستقبال وزير الخارجية السعودي ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء السعودي، ومساعد وزير الدفاع السعودي، ورئيس هيئة الأركان العامة، لكل من رئيس مجلس الوزراء والوفد المرافق وزراء (الدفاع، والإسكان، والكهرباء، والخارجية، والاستثمار، والتعاون الدولي، والبترول)، بالصالة الملكية بمطار الملك خالد بالرياض. وخلال الاجتماع الأول للمجلس التنسيقي «المصري – السعودي»، تم استعراض عدد من مجالات التعاون والتأكيد على الرغبة والسعي المشترك لإنجاز عدد من المبادرات والمشروعات والاتفاقيات والبرامج التنفيذية المنبثقة عن إعلان القاهرة. أمر ملح للاستقرار من جانبه، قال المهندس شريف إسماعيل إن عقد تلك الاجتماعات يعد تجسيدًا لما يوليه الجانبين من أهمية كبيرة للعلاقات التي ترتكز على أسس تاريخية، وأن مصر تفتح زراعيها للتعاون المصري السعودي في كافة المجالات. وأضاف أن التحديات التي تواجه المنطقة تجعل التنسيق «المصري – السعودي» أمرًا ملحًا ورئيسيا لإحداث الاستقرار بالمنطقة، مؤكدًا أن مصر تفتح ذراعيها للتعاون السعودي في كافة المجالات. ووصف رئيس الوزراء الاجتماع الأول للجنة التنسيقية المصرية السعودية بأنه «مهم» لكونه يأتي في إطار العلاقات المتميزة والمتنامية بين القاهرة والرياض. رسالة طمأنة للعرب من جانبه، أوضح ولى ولى العهد والنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز أن دور مصر القوى يبعث رسالة طمأنة لصالح المنطقة بالكامل، لافتًا إلى أن مصالح البلدين مشتركة. وذكر أن هناك تحديات مشتركة تواجه البلدين، مشيرًا إلى أن هناك جهدًا «مصريا- سعوديا» مشتركا لمواجهة هذه التحديات، سواء كانت اقتصادية أو أمنية، موضحًا أن مجالات التعاون الاقتصادي والتجاري والإنمائي بين الجانبين كبيرة للغاية، وتحديدًا في قطاعات البترول والطاقة والزراعة والاستثمارات. وقال إن الاجتماعات تمثل ركيزة مهمة في وضع وتحديد الأُطر للانطلاق بالعلاقات إلى آفاق جديدة خلال الفترة القصيرة المقبلة. اجتماع القاهرة.. 13 ديسمبر ووافقت اللجنة المشتركة على عقد اجتماع اللجان التنسيقية «المصرية- السعودية» المقبل بالقاهرة في 13 ديسمبر الجاري، على أن يرأس الجانب المصري وزير الاستثمار أشرف سالمان، فيما يرأس الجانب السعودي الدكتور عصام بن سعيد وزير الدولة وعضو مجلس الوزراء السعودي. وفى نهاية الاجتماع، وقع كل من المهندس شريف إسماعيل والأمير محمد بن سلمان على محضر الاجتماع الأول للمجلس، بعد عرض وزير الاستثمار المصري مجموعة من المشروعات الاستثمارية التي تلقى اهتماما من الجانب السعودي للمشاركة والاستثمار بها في مصر بقطاعات السياحة، والكهرباء، والبترول، والنقل، والإسكان، والزراعة. مشروعات بالجملة ومن بين المشروعات التي تم عرضها في قطاع السياحة مشروع برأس الكنيسة بمدينة شرم الشيخ، ومشروع امتداد مدينة شرم الشيخ، ومشروع المنتزه بأرض خليج نبق، إضافة إلى عدد من المشروعات العقارية المختلفة في جنوبسيناء. وفي قطاع الكهرباء، تم تقديم شرح تفصيلي حول مشروعات وزارة الكهرباء بالتعاون مع شركة سيمنس العالمية لتوليد 14400 ميجاوات بأحدث تكنولوجيا، حيث تم عرض خطة التنفيذ التي تتم طبقا للجدول الزمني الموضوع لها، وذلك في إطار خطة وزارة الكهرباء لتوسيع وتدعيم شبكة نقل الكهرباء لاستيعاب الطاقات الجديدة المولدة. كما تم استعراض عدد من المشروعات والبرامج التنفيذية الخاصة بدعم التعاون بين الجانبين في مجالات التربية والتعليم والثقافة والإعلام. بعيدًا عن الروتين وخلال الاجتماع، أكد رئيس مجلس الوزراء أن تلك المشروعات يتم تنفيذها وفقا لقواعد تخطت الإجراءات الروتينية من أجل ضمان سرعة تنفيذها، عن طريق نظام «الشباك الواحد» بوزارة الاستثمار، بما يضمن سرعة إصدار التراخيص الخاصة بها، ما سيساعد على تنفيذ هذه المشروعات في الوقت المطلوب. وبحسب إسماعيل فإن الاجتماع يأتي تنفيذًا لإعلان القاهرة، مشيرًا إلى أنه تم خلال الاجتماع تحديد مجموعات العمل المشتركة من كل من الجانبين المصري والسعودي للبدء في مراجعة وتنفيذ كافة الأمور المتعلقة بمجالات التعاون المشترك. كما أشار رئيس الوزراء إلى أنه سيتم عقد اجتماعات متكرر لمجموعات العمل المشتركة من الجانبين خلال الفترة القادمة، لافتًا إلى محاولات مستمرة لبلورة الرؤى المشتركة بين البلدين الشقيقين والدفع إلى مزيد من التعاون المشترك بينهم. الأوضاع باليمن وسوريا كما أوضح رئيس الوزراء أنه تم خلال الاجتماع مناقشة عدد من الموضوعات التي تخص المنطقة، وفي مقدمتها الأوضاع في اليمن وليبيا، مشيرًا إلى أنه سيتم مناقشة هذه الموضوعات بشكل أكبر خلال الاجتماعات القادمة. وفى الختام، أثنى رئيس الوزراء على الحفاوة البالغة التي قوبل بها الوفد المصري، خلال زيارته اليوم للمملكة العربية السعودية، مؤكداً على عمق العلاقات الأخوية والتاريخية التي تربط البلدين الشقيقين.